حساسية الأسبرين: تعرف عليها
ما المقصود بحساسية الأسبرين؟ ما الأعراض المتوقع ظهورها على المريض؟ كيف يمكن علاجها والتعامل معها؟ معلومات هامة بانتظارك في المقال الآتي:
فلنتعرف على حساسية الأسبرين، وأبرز ما عليك معرفته عنها:
ما المقصود بحساسية الأسبرين؟
حساسية الأسبرين هي حالة تسبب نشأة ردود فعل معينة عند تناول الأسبرين، وردود الفعل هذه تتراوح بين الطفيف والحاد، ويمكن أن تظهر خلال دقائق من تناول الدواء أو بعد تناول الدواء بساعات، تعد الحساسية تجاه الأسبرين من أنواع الحساسية الشائعة.
بينما قد يكون البعض مصابًا بحساسية حقيقية تجاه الأسبرين، يمكن في حالات معينة أن يبدي الجسم ردود فعل سلبية عند تناول الأسبرين دون أن يكون الشخص مصابًا بحساسية حقيقية تجاه الأسبرين، وردود الفعل هذه قد تكون خطيرة أحيانًا.
في العديد من الحالات يكون المصاب بحساسية الأسبرين مصابًا كذلك بحساسية تجاه أدوية أخرى، بالأخص مضادات الالتهابات اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs – NSAIDs)، وهي أدوية تضم العديد من مسكنات الألم الشائعة، مثل: الأيبوبروفين (Ibuprofen).
من الجدير بالذكر أن الأسبرين يعد من الأدوية الشائعة الاستخدام حول العالم، إذ قد يتم اللجوء إليه لأغراض طبية معينة، مثل: تسكين الآلام، وخفض الحمى، ومقاومة تكون الخثرات الدموية.
أسباب حساسية الأسبرين وعوامل الإصابة
يمكن لعوامل وأسباب معينة أن تجعلك أكثر عرضة لحساسية الأسبرين، مثل:
1. الإصابة بأمراض معينة في الجهاز التنفسي
يمكن للإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي أن ترفع فرص نشأة ردود فعل معينة عند تناول الأسبرين، لا سيما الأمراض الآتية:
- الربو.
- السلائل الأنفية.
- التهاب الجيوب المزمن.
وترتفع فرص الإصابة إذا اجتمعت الأمراض الثلاث المذكورة أعلاه في الجسم، فاجتماع الربو مع السلائل الأنفية والتهاب الجيوب المزمنة قد يجعلك أكثر عرضة لحساسية الأسبرين بنسبة 40%.
تعرف الحالات التي يسبب فيها الأسبرين ردود فعل للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي المذكورة باسم الداء التنفسي المتفاقم جراء التعرض للأسبرين (Aspirin-exacerbated respiratory disease – AERD)، وفي حالات كهذه تظهر ردود الفعل تجاه الأسبرين على هيئة تفاقم في أعراض الأمراض المذكورة.
2. الإصابة بمشكلات جلدية معينة
يمكن لإصابتك بالطفح الجلدي المزمن أو ما يعرف بالشرى (Urticaria) أن يرفع من فرص نشأة رد فعل تحسسي لديك عند تناول الأسبرين.
وتعرف مثل هذه الحالات باسم الشرى الناجم عن التعرض للأدوية اللاستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAID-induced urticaria/angioedema)، حيث تظهر ردود الفعل تجاه الأسبرين على هيئة أعراض جلدية، مثل: التورم، والطفح الجلدي.
3. الإصابة بحساسية تجاه الساليسيلات
قد يكون سبب حساسية الأسبرين أحيانًا الإصابة بحساسية تجاه مادة الساليسيلات أو مواد أخرى شبيهة، مثل: حمض الساليسيليك، وهذه المواد تدخل في تركيبة العديد من الأدوية ومسكنات الألم، وتشكل نسبة كبيرة من تركيبة دواء الأسبرين.
أعراض حساسية الأسبرين
عند تناول الأسبرين قد تظهر الأعراض الآتية على المصاب بحساسية تجاه الأسبرين:
- شرى وطفح جلدي مثير للحكة.
- احمرار العيون.
- تورم في مناطق معينة، مثل: الوجه، والحلق، والشفاه، واللسان.
- سيلان أو احتقان الأنف.
- سعال.
- احمرار الوجه.
- تنفس مصحوب بصفير أو انقطاع النفس.
- صداع.
- تشنجات البطن.
- غثيان.
- تفاقم أعراض بعض أمراض الجهاز التنفسي، مثل: التهابات الجيوب، والربو.
- التأق (Anaphylaxis)، وهو رد فعل تحسسي حاد قد يسبب الوفاة.
تشخيص الحالة
في أنواع الحساسية الأخرى قد يقوم الطبيب بإخضاع المريض لتحليل دم لتحري مستويات الأجسام المضادة لديه تجاه مثيرات التحسس، ولكن هذا لا ينطبق على حساسية الأسبرين، إذ لا تتواجد أجسام مضادة تجاه تركيبة الأسبرين في الدم، لذا غالبًا ما يتم تشخيص الحالة بالاعتماد على الآتي:
- طبيعة الأعراض الظاهرة.
- توقيت ظهور الأعراض.
وفي بعض الحالات قد يتم اختبار رد فعل المريض تجاه مضادات الالتهاب اللاستيرويدية فمويًّا تحت إشراف الطبيب لرصد رد فعل الجسم تجاهها.
علاج حساسية الأسبرين
للتعامل مع هذا النوع من الحساسية إليك بعض الخيارات المقترحة:
1. تجنب الأسبرين والأدوية الشبيهة
إذ يوصى بما يأتي:
- تجنب الأسبرين وكافة الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيرويدية الأخرى من قبل المصابين بحساسية تجاه الأسبرين.
- توخي الحذر عند التعامل مع بعض الأدوية الشائعة أو مستحضرات العناية، فعلى سبيل المثال قد تحتوي أدوية السعال أو بعض الشامبوهات في تركيبتها على مضادات التهاب اللاستيرويدية.
- استشارة الطبيب بشأن الأنواع المسموح تناولها من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية إذا كان المريض مصابًا من الأصل بأمراض في الجهاز التنفسي، مثل: الربو، والسلائل الأنفية.
- استخدام أدوية معينة للسيطرة على أعراض ردود الفعل التحسسية إن ظهرت، مثل الستيرويدات.
2. اللجوء لبعض الخيارات الطبية
مثل:
- التعامل طبيًّا مع أمراض الجهاز التنفسي إذا كان الشخص مصابًا من الأصل بأي منها، مثل: استئصال السلائل الأنفية، واستخدام أدوية الربو دون إهمال.
- الخضوع لعملية إزالة التحسس (Desensitization)، وهي إجراء يتم خلاله إعطاء الأسبرين للمريض بجرعات يتم رفعها تدريجيًّا تحت إشراف الطبيب، وقد تساعد على جعل الجسم يعاود التعامل مع الأسبرين بطريقة طبيعية دون إبداء ردود فعل سلبية تجاهه.
ما العلاقة بين حساسية الأسبرين وظاهرة ثالوث سامتر (Samter’s Triad)؟
في هذه الظاهرة لم يتمكن الباحثون من التوصل لأسبابها الدقيقة بعد، لوحظ ميل هذه الأنواع الثلاث من المشكلات الصحية للظهور سويًة لدى البعض:
- ردود الفعل تجاه الأسبرين أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- ربو أو تشنج قصبي عند تناول الأسبرين أو عند تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- سلائل أنفية يمكن أن تحفز نشأة التهاب في الجيوب.
وتعرف هذه الظاهرة باسم ثالوث سامتر، كما تعرف كذلك بمسميات أخرى، مثل: ثالوث الأسبرين (Aspirin triad)، والربو التحسسي تجاه الأسبرين (Aspirin-sensitive asthma).
االمرجع : webteb.com