هل السونار يضر الجنين أم لا؟

يعد فحص السونار أو ما يعرف بفحص الموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، فحصًا يتم فيه إرسال الموجات فوق الصوتية عالية التردد عبر البطن عن طريق جهاز يسمى محول الطاقة (Transducer)، ثم يتم تسجيل هذه الموجات وتحويلها إلى صور أو فيديو للجنين لمراقبة تطوره، والكشف عن أي مشكلات غير طبيعية لديه، لكن هل السونار يضر الجنين؟ 

هل السونار يضر الجنين؟

يعد السونار آمنًا للجنين وللحامل على حدٍ سواء عندما يتم الفحص من خلال مزود الرعاية الصحية المختص، ونظرًا لأن السونار يستخدم الموجات فوق الصوتية بدلًا من الإشعاع مثل الأشعة السينية (X-ray)، فلا ينطوي على أي مشكلات أو أعراض جانبية على الجنين أو الأم، وقد تم استخدام هذه التقنية لأكثر من 30 عامًا دون العثور على أي أضرار. 

كما أن الموجات الصوتية المستخدمة في هذا الفحص ذات حجم منخفض جدًا، لذا فهي لا تؤذي الجنين، ولا تسبب خطر الإجهاض، أو حتى الألم للأم، ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الطبيب قد يفضل إجراء السونار مرة على الأقل أثناء الحمل للتأكد من سلامته، ما يزال خيار عدم إجرائه متاحًا أمام الأم. 

ومع أن الإجابة على سؤال “هل السونار يضر الجنين؟” هي غالبًا لا، إلا أن إجراء السونار عند أشخاص غير مختصين وغير مدربين لأخذ صور وفيديوهات تذكارية للجنين، قد ينطوي على الضرر إذا أكد هؤلاء الأشخاص عدم وجود مشكلة لدى الجنين، أو فوتوا أمرًا غير طبيعي، بينما الحال كان عكس ذلك، لذا يوصى بإجراء الفحص من قبل طاقم مختص فقط. 

هل السونار يضر الجنين: دراسات

أظهرت دراسة حديثة أن من غير المرجح أن يسبب فحص السونار بشكل متكرر ضررًا دائمًا للجنين النامي على المدى البعيد، إلا أن دراسة صدرت قبلها بـ 10 سنوات من قبل نفس الباحثين، أظهرت أن تكرار السونار كان مرتبطًا بتوقف النمو بين الأطفال حديثي الولادة أكثر مقارنةً مع الأطفال الذين تعرضوا للسونار مرة واحدة فقط أثناء الحمل.

لكن دراسة المتابعة الحديثة أظهرت أنه لا يوجد أي فروقات طويلة المدى في نمو وتطور الأطفال المشاركين في الدراسة الأصلية، وقد قارنت هذه الدراسة النمو البدني والتطوري لحوالي 2700 طفل في أعمار: 1، 2، 3، 5، و 8 سنوات تعرض جميعهم إلى فحص السونار أثناء، وخضع حوالي نصفهم لـ 5 فحوصات، بينما خضع النصف الآخر لفحص واحد فقط.

وأظهرت النتائج أن الحجم الجسدي للرضع من عمر سنة واحدة فصاعدًا، كان متشابهًا في كلتا المجموعتين، بالإضافة إلى أنه لم تكن هناك فروقات ذات دلالات إحصائية بين كلتا المجموعتين في كل من: الكلام، اللغة، السلوك، والتطور العصبي.

وأكد باحث أن التعرض لفحوصات متعددة بالموجات فوق الصوتية أو السونار خلال أول 18 أسبوعًا من الحمل فصاعدًا، قد يكون مرتبطًا بتأثير بسيط على نمو الجنين، إلا أنه لا توجد أي اختلافات في النمو والتطور أثناء مرحلة الطفولة عمن خضعوا لفحص واحد فقط. 

كيف يمكنني التأكد من أن فحص السونار يسير بأمان؟

أهم شيء أن يتم عمل هذا الفحص من قبل المختصين فقط المدربين تدريبًا كاملًا على استخدام التقنية بأمان، والذين يحيطون علمًا بالأمور الآتية: 

• عدم وجوب استخدام دوبلر (Doppler) خصوصًا في الأسابيع الأولى، عندما يكون الطفل في طور النمو.
• سخونة العظام أسرع بكثير من سخونة الأنسجة الرخوة، وعظام الجنين تبدأ في التكون في الأسبوع الـ 12، لذلك تكون منطقة جمجمة الطفل حساسة.
• عدم وجوب بقاء محول الطاقة ثابتًا لفترة طويلة.
• وجوب إتمام الفحص بسرعة إذا كانت الأم تعاني من ارتفاع الحرارة، أو الحمى.