ورم وعائي في الكبد: دليلك الشامل

ما المقصود بورم وعائي في الكبد؟ ما هي أعراضه؟ هل عليك القلق إذا تم تشخيص إصابتك به؟ معلومات هامة نطرحها في المقال الآتي.

ورم وعائي في الكبد: دليلك الشامل

يعرف الورم الوعائي في الكبد (Liver hemangioma) طبيًّا بمسميات أخرى، مثل: الورم الوعائي الكبدي (Hepatic hemangioma)، وورم وعائي دموي كهفي (Cavernous hemangioma). فلنتعرف على حالة ورم وعائي في الكبد: 

ما المقصود بورم وعائي في الكبد؟

الورم الوعائي في الكبد هو ورم حميد وغير سرطاني قد يظهر في الكبد، ويعد أكثر أنواع أورام الكبد الحميدة شيوعًا. يظهر الورم الوعائي في الكبد على هيئة تجمع من الأوعية الدموية يتم تغذيته بالدم من قبل الشريان الكبدي. 

لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد السبب الدقيق لنشأة هذا النوع من الأورام. لا يؤدي الورم الوعائي في الكبد غالبًا لظهور أية أعراض، ولكن إذا ما تضخم الورم، عندها يمكن أن يتسبب بظهور أعراض ومضاعفات معينة. 

غالبًا لا تستدعي حالة الورم الوعائي في الكبد الخضوع لأي علاج، لكن وفي بعض الحالات؛ قد يحتاج المريض للخضوع للعلاج لتلافي أي مضاعفات محتملة، بالأخص إذا ما كان الورم كبير الحجم. 

لا يقتصر ظهور الأورام الوعائية على الكبد، إذ يمكن أن يظهر هذا النوع من الأورام في مناطق أخرى من الجسم كذلك. 

أسباب ظهور ورم وعائي في الكبد

لم يتمكن العلماء حتى اليوم من التوصل للسبب الدقيق الذي يمكن أن يؤدي لتحفيز نشأة الأورام الوعائية في الكبد، لكن يعتقد أن عوامل معينة قد ترفع من فرص الإصابة بهذا النوع من الأورام، مثل العوامل الآتية: 

  • العمر، إذ يعد هذا النوع من الأورام أكثر شيوعًا بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 – 50 عامًا. 
  • الجنس، فهذا النوع من الأورام أكثر شيوعًا بين النساء.
  • الخضوع مطولًا للعقاقير أو الأدوية الستيرويدية، سواء لعلاج بعض الأمراض المزمنة أو لبناء العضلات
  • استعمال حبوب منع الحمل لفترات طويلة نسبيًّا. 
  • خضوع المرأة للعلاج الهرموني بعد بلوغها مرحلة انقطاع الطمث. 
  • عوامل أخرى، مثل: الوراثة والجينات، والحمل، والعيوب الخلقية. 

أعراض الإصابة بورم وعائي في الكبد

عادة لا يتجاوز قطر هذه الأورام 5 سنتيمترات، كما أن الحالة غالبًا ما تقتصر على ظهور ورم واحد فقط من هذا النوع في الكبد، لكن يمكن أن يظهر أكثر من ورم في الكبد في آن واحد لدى البعض. ولا تترافق الأورام الصغيرة عادة مع ظهور أية أعراض. 

لكن يمكن للأورام الوعائية الكبدية كبيرة الحجم أن تؤدي لتحفيز ظهور بعض الأعراض والمضاعفات، مثل: 

  • ألم أو انزعاج في البطن، بالأخص النصف العلوي منه.
  • الشعور بامتلاء البطن بسرعة عند تناول الطعام.
  • غثيان.
  • تضخم الكبد. 
  • فقدان الشهية.
  • تقيؤ.
  • شعور بالنفخة بعد تناول الطعام.

أما إذا انفجر ورم وعائي في الكبد، عندها قد تنشأ أعراض ومضاعفات حادة، مثل: النزيف، وآلام البطن الحادة. 

تشخيص الورم الوعائي في الكبد

بسبب صغر حجمها وطبيعتها الحميدة، قد لا تسبب الأورام الوعائية ظهور أية أعراض، لذا غالبًا ما يتم اكتشافها مصادفة أثناء خضوع المصاب لفحوصات متعلقة بمشكلة صحية أخرى. 

هذه أبرز الفحوصات التي قد تساعد على تشخيص الحالة: 

  • التصوير الومضاني (Scintigraphy): حيث يتم استخدام كمية قليلة من مادة مشعة لرصد وجود ورم وعائي في الكبد.
  • تصوير الأوعية (Angiography): حيث يتم تصوير الأوعية الدموية في الجسم عن طريق الأشعة السينية
  • فحوصات أخرى: كالتصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي.

لا يتم اللجوء للخزعة عادة أثناء عملية التشخيص، فطبيعة الورم الوعائي الكبدي قد تجعله عرضة للنزيف إذا ما حاول الطبيب أخذ خزعة من أنسجته. عادة ما يتم تشخيص الإصابة بهذا النوع من الأورام في المرحلة العمرية الواقعة بين 30 – 50 عامًا. 

علاج ورم وعائي في الكبد

غالبًا لا يحتاج المريض للخضوع لأي علاج، بالأخص إذ لم يكن قطر الورم الوعائي قد تجاوز 2 سنتمتر، لا سيما وأن الورم أحيانًا قد يتقلص ويتلاشى تلقائيًّا. لكن قد يوصى المريض بالخضوع للفحوصات ومتابعة الحالة باستمرار مع الطبيب، فقرابة 10% من هذا النوع من الأورام يزداد حجمها مع الوقت. 

أما في الحالات التي قد تستدعي العلاج، مثل تلك التي قد يكبر فيها ورم وعائي في الكبد بإفراط، هذه أبرز الخيارات المطروحة: 

  • استخدام أدوية معينة، مثل الستيرويدات القشرية (Corticosteroids).
  • الخضوع للانصمام (Embolization)، وهو إجراء يتم خلاله إحداث انسداد يمنع الشريان المغذي للورم من تزويد الورم بالدم، مما قد يساعد على إبطاء نمو الورم أو تحفيزه ليتقلص.
  • الخضوع للجراحة لاستئصال الورم من الكبد، ومعه أحيانًا جزء من الكبد.
  • الخضوع لعملية زراعة الكبد في بعض الحالات النادرة. 

هل يمكن لظهور ورم وعائي في الكبد أن يهدد حياتك؟

الإجابة على هذه السؤال غالبًا “لا”، فهذا النوع من الأورام عادة لا يلحق أي ضرر بالصحة ولا يسبب أية أعراض، فضلًا عن أنه لا يمكن أن يتحول إلى ورم سرطاني حتى لو لم يحصل المريض على علاج، وعلى عكس الأورام السرطانية؛ لا يمكن أن ينتشر من منطقة لأخرى في الجسم.  

لكن يمكن أن تسبب الأورام الوعائية الكبدية كبيرة الحجم أعراضًا مزعجة بعض الشيء، وفي حالات نادرة؛ قد ينفجر الورم الوعائي المتضخم مسببًا مضاعفات صحية خطيرة. 

وفي حال ظهور ورم وعائي في الكبد لدى طفل مولود حديثًا، عندها قد تكون الحالة خطيرة، إذ يمكن لإصابة الرضع بهذا النوع من الأورام أن يجعلهم عرضة لمشكلات خطيرة، مثل أمراض القلب، لذا يجب علاج الحالة عند ظهورها لدى الرضع على الفور. 


من قبل
رهام دعباس

الثلاثاء 14 كانون الأول 2021


االمرجع : webteb.com