أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة الكويتي بعمر 88 عاماً
زكّى مجلس الأمة الكويتي في جلسته الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، أحمد السعدون رئيساً له، بعد ترشحه وحيداً لمنصب رئيس البرلمان، للفصل التشريعي السابع عشر.
أحمد السعدون رئيساً لمجلس الأمة الكويتي
وافتتح نائب أمير الكويت ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الثلاثاء، دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السابع عشر لمجلس الأمة، نيابة عن أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وذلك بعد الانتخابات التي جرت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وعقب افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الأمة، اختار الأعضاء النائب أحمد عبدالعزيز السعدون (88 عاما) رئيسا للمجلس بالتزكية. وأعرب السعدون عن أمله في أن تكون المرحلة المقبلة “مرحلة إنجاز بين السلطتين التشريعية والتنفيذية”، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا)، وذلك بعد الخلافات التي شهدها المجلس السابق حتى صدور مرسوم بحله.
كذلك انتخب مجلس الأمة، النائب محمد براك المطير، لمنصب نائب الرئيس، وانتخب ممثل “الحركة الدستورية الإسلامية” (حدس)، وهي الجناح السياسي لـ”الإخوان المسلمين” في الكويت، النائب أسامة الشاهين في منصب أمين السر، وزكّى النائب عبد الكريم الكندري مراقباً للمجلس.
وعقب تزكية أحمد السعدون، أصبح عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي، رئيساً لمجلس الأمة للمرة الخامسة في تاريخه، عقب مجالس أعوام 1985 و1992 و1996، ومجلس الأمة المُبطل الأول في فبراير/شباط 2012.
ويحظى السعدون بقبول واسع من الشارع الكويتي، وهو ما عكسه اكتساحه في نتائج الانتخابات، بعد حصوله على المركز الأول في الدائرة الثالثة بـ12239 صوتاً، وهو الرقم الأكبر في تاريخ الانتخابات التشريعية منذ تطبيق نظام الصوت الواحد.
ويحظى السعدون كذلك بتأييد أطياف المعارضة كافة في البرلمان، وتمكّنه خبرته البرلمانية وتاريخه السياسي الطويل، من احتواء أعضائها وتوحيد صفوفها في المرحلة المقبلة، وهو ما أكّدته تزكية مجلس الأمة له في منصب رئيس البرلمان، إضافة إلى تمتعه بقبول من طرف الحكومة، التي تُفضّله في منصب الرئيس على سواه، لقدرته على إدارة الجلسات بحيادية من دون انحياز لطرف على آخر، وذلك لتحقيق التوازن المنشود بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وأعرب السعدون عقب تزكيته، عن أمله أن “تكون المرحلة المقبلة مرحلة إنجاز وتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية”.
من هو أحمد السعدون ؟
وسبق أن شغل أحمد السعدون منصب رئيس مجلس الأمة في الفصول التشريعية: السادس عام 1985، والسابع عام 1992، والثامن عام 1996. كما انتُخب عضوا لمجلس الأمة لعشرة فصول متتالية منذ عام 1975، بحسب “كونا”. بينما يشير السعدون على موقعه الرسمي إلى أنه انتُخب أيضًا رئيسًا للمجلس في الفصل التشريعي المًبطل عام 2012، وأن عضويته بالمجلس استمرت لـ11 فصلًا متتاليًا حتى عام 2012.
وُلد أحمد السعدون في 12 نوفمبر عام 1934. وعمل كوكيل مساعد لشؤون البرق والهاتف في وزارة البريد والبرق والهاتف حتى ترك العمل الحكومي في عام 1974.
كان من مؤسسي كل من نادي النهضة الرياضي عام 1955 ونادي كاظمة الرياضي عام 1964 وكان أمين سر نادي النهضة الرياضي حتى إغلاق الحكومة للأندية عام 1959، بحسب موقع السعدون الرسمي، كما كان أمين سر نادي كاظمة الرياضي منذ تأسيسه وحتى عام 1968 واستمر في عضوية مجلس إدارة النادي حتى عام 1982.
وترأس أحمد السعدون الاتحاد الكويتي لكرة القدم منذ عام 1968 حتى عام 1976، وانتُخب كنائب لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة آسيا في سبتمبر 1974 واستمر في منصبه حتى عام 1982.
واُختير أحمد السعدون عضوًا في الهيئة الاستشارية العليا التي تم تشكيلها بجدة في المملكة العربية السعودية في نوفمبر 1990 خلال فترة احتلال القوات العراقية للكويت، كما اُختير لعضوية لجنة التنسيق المنبثقة عن الهيئة الاستشارية العليا، وتولى كذلك رئاسة لجنة إعادة البناء المنبثقة عن الهيئة الاستشارية العليا.
انتخاب منصب نائب رئيس مجلس الأمة
وبالعودة إلى انتخابات مجلس الأمة اليوم، انتُخب منصب نائب رئيس مجلس الأمة بين ثلاثة مرشحين، هم كل من النوّاب محمد المطير وحسن جوهر وعيسى الكندري، واحتج الكندري في أثناء انتخاب نائب الرئيس، على تصوير بعض النوّاب أوراق التصويت، وأعلن انسحابه من الترشح.
وطالب النائب صالح عاشور بإعادة انتخاب منصب نائب الرئيس، عقب إعلان الكندري انسحابه في أثناء عملية التصويت، لكون بعض الأصوات اتجهت إليه قبل إعلانه الانسحاب.
وحصل محمد المطير على 22 صوتاً، وحسن جوهر على 17 صوتاً، فيما حصل عيسى الكندري على 6 أصوات، مع وجود ورقة مُبطلة، وامتناع الوزيرين المنتخبين عن التصويت، ليُعلن الرئيس السعدون إعادة التصويت على منصب نائب الرئيس، في جولة ثانية بين النائبين المطير وجوهر، حيث يتطلب الفوز الحصول على أغلبية 25 صوتاً. وشدد السعدون على أن تصوير النائب لورقته سيُعرّض تصويته للبطلان، وطالب النوّاب بالتزام السريّة في أثناء التصويت، تطبيقاً للائحة الداخلية.
وفاز النائب محمد المطير في الجولة الثانية بمنصب نائب الرئيس، بحصوله على 25 صوتاً، في مقابل حصول النائب حسن جوهر على 20 صوتاً.