هل التوحد يستمر مدى الحياة؟
هل التوحد يستمر مدى الحياة؟ وهل من الممكن تخفيف أعراضه عن طريق العلاج أو التدريب؟ الإجابة في هذا المقال.
يؤثر مرض التوحد (Autism) على تطور الدماغ، ويسبب ضررًا بالمناطق المسؤولة عن مهارات التواصل الاجتماعي والمهارات العقلية، لكن هل التوحد يستمر مدى الحياة؟ سنتطرق للإجابة في المقال الآتي:
هل التوحد يستمر مدى الحياة؟
عند الحديث عن التوحد يجدر بنا الإشارة لطيف التوحد (Autism spectrum) والذي يضم مجموعة من الاضطرابات، وتشمل: التوحد، واضطراب النمو المتفشي، ومتلازمة أسبرجر (Asperger syndrome).
حيث أنه يختلف عن التوحد من ناحية شدة الأعراض، وبالتالي طرق التعامل مع المرض، فالأعراض الطفيفة قد لا تحتاج تدخلًا طبيًا ليتمكن المريض من عيش حياة طبيعية نوعًا ما، أمّا الأعراض الشديدة قد تحتاج إلى التدخل الطبي للسيطرة عليها أو تخفيفها.
كما يواجه الأطفال المصابون بطيف التوحد مشكلات في التواصل الاجتماعي، واللغة، والتركيز، ويستمر كلًا من التوحد ومتلازمة طيف التوحد مدى الحياة، وهما غير قابلين للشفاء، حيث لا يوجد علاج نهائي لهما.
ومن المهم تشخيص التوحد في مرحلة مبكرة، وذلك من أجل تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للمريض وعائلته، وقد ثبت أنه مع التشخيص المبكر يُمكن أن يحدث تحسُّن كبير بالأعراض المرافقة للتوحد.
هل يتحسن مريض التوحد مع تقدمه بالعمر؟
يعاني مريض التوحد من مشكلات بالكلام، والتواصل الاجتماعي، وغالبًا ما تصبح أعراض مرض التوحد أقل حدًة مع التقدم بالسن، ولكن المريض يظل محتاجًا للدعم والعناية، خاصة أن احتياجاته قد تتبدل مع تقدمه بالعمر، ومع تغير شدة الأعراض.
كما أنه عادةً لا يؤثر التوحد على معدل عمر المريض، ولكن قد تُؤدي بعض الحوادث كالغرق إلى تهديد حياته مقارنًة بالأفراد السليمين.
كيف يتم علاج مرض التوحد؟
والآن وبعد أن عرفت إجابة السؤال هل التوحد يستمر مدى الحياة؟ فمن المفيد أن تعرف أنه لا يوجد علاج دوائي لمرض التوحد ويستمر مدى الحياة، تعرف على العلاجات الموجودة فيما يأتي:
العلاج السلوكي
عادًة يتم اللجوء للعلاج السلوكي لمريض التوحد، ويتم فيه التركيز على تعليم المريض مهارات جديدة، وذلك بغرض تخفيف الأعراض التي يعاني منها المريض.
العلاج بالأدوية
غالبًا ما يُعاني مريض التوحد من عدة مشكلات أخرى، وتشمل الحساسية، والأزمة التنفسية، والاضطرابات الهضمية، والالتهابات الفيروسية، والصرع، واضطرابات النوم، لذا فإن علاج التوحد قد يتضمن العلاج بالأدوية.
طرق علاجية أخرى
قد يتضمن العلاج بناء المهارات، وتثقيف عائلة المريض، والعلاج الذي يركز على تحسين مهارات الكلام واللغة.
كما قد يوجد اختلافات كبيرة من مريض توحد لآخر، لذا قد يكون العلاج متخصصًا جدًا ويتم فيه التركيز على تحقيق الاحتياجات الخاصة المتعلقة بكل مريض على حدة، ويُفضَّل البدء بالعلاج بأقرب فرصة وذلك لتحقيق أطول استفادة ممكنة للمريض.
عوامل خطر الإصابة بالتوحد
بعد أن قدمنا إجابة وافية حول هل التوحد يستمر مدى الحياة؟ إليك أهم عوامل الخطر المتعلقة بمرض التوحد والتي حددها مركز مراقبة الأمراض والوقاية منها، وهي كما يأتي:
- عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه عند عمر السنة.
- تجنب الطفل للتواصل البصري، وتفضيله البقاء وحيدًا.
- عدم إشارة الطفل للأشياء أو إظهار أي اهتمام بها عند عمر 14 شهرا.
- عدم رغبة الطفل بمشاركة أقرانه باللعب والأنشطة عند سن 18 شهرًا.
- اضطراب الطفل بسبب التغييرات التي تحدث بحياته، رغم بساطتها.
آلية التشخيص المتعلقة بالتوحد
يتم تشخيص الإصابة بالتوحد في مرحلة الطفولة، ويعتمد تشخيص مرض التوحد على تصرفات الطفل وكلامه مقارنة بأقرانه.
تظهر أغلب الأعراض في سن 2 – 3 سنوات، ولكن بعض الأطفال المصابين بالتوحد يبدون طبيعيين إلى حين بلوغهم سن 3 سنوات، حيث يفقدون قدرتهم على اكتساب مهارات جديدة أو يفقدون ما تعلموه من مهارات.
ويكون التوحد أكثر شيوعًا عند الذكور، حيث تبلغ نسبته عندهم حوالي 3 – 4 أضعاف الإناث، كما تعاني الإناث من أعراض أقل شدة.
المرجع : webteb.com