الدهون البنية: الدهون المفيدة في جسمك
ما هي الدهون البنية؟ ما هي فوائد هذا النوع من الدهون للجسم؟ وهل يمكن لهذه الدهون أن تساعدك على خسارة الوزن الزائد ودرء الأمراض المزمنة؟
تعرف الدهون البنية (Brown fat) بمسميات أخرى، مثل: النسيج الشحمي الأسمر (Brown adipose tissue)، والدهون الجيدة، فلنتعرف على هذا النوع من الدهون عن كثب:
ما المقصود بالدهون البنية؟
هي إحدى النوعين الرئيسين لدهون الجسم والنوع الثاني هو الدهون البيضاء، يتواجد هذا النوع من الدهون بشكل رئيس في أجسام الرضع، وعلى الرغم من أنه يتواجد كذلك في أجسام البالغين إلا أن نسبته لديهم عادة ما تكون ضئيلة.
الوظيفة الرئيسة لهذه الدهون هي الحفاظ على دفء الجسم، لكن يعتقد أن هذا النوع من الدهون قد يساعد كذلك على حماية الجسم من بعض الأمراض لا سيما وأن هذه الدهون قد تساعد على مقاومة السمنة.
تتركز الدهون البنية في مناطق معينة من الجسم أبرزها الكتفين والعنق، على عكس الدهون البيضاء التي قد تتراكم في مختلف أنحاء الجسم، مثل محيط الخصر، والفخذين.
يمكن للدهون البيضاء أن تتحول لدهون بنية اللون بآلية لم يتمكن العلماء من فهمها بدقة بعد، كما لا تزال الكثير من الأمور المتعلقة بهذا النوع من الدهون قيد البحث.
فئات تحتوي أجسامها على نسبة مرتفعة من الدهون البنية
إليك قائمة بأبرزها:
1. المواليد الجدد
تحتوي أجسام المواليد الجدد على نسبة مرتفعة من الدهون البنية، تقارب 5% من وزن الجسم الكلي، وتتركز هذه الدهون في محيط النصف العلوي من العمود الفقري وأسفل الكتفين.
يعمل هذا النوع من الدهون على تنظيم حرارة جسم الرضيع، وتوليد الحرارة في أجسامهم عند الحاجة بتحفيز من عوامل معينة، مثل:
- التواجد في بيئة باردة والحاجة للدفء.
- الرضاعة.
تساعد الدهون البنية على تقليل فرص إصابة الرضيع بحالة انخفاض الحرارة (Hypothermia) الخطيرة والتي قد تؤدي للوفاة، فأجسام المواليد الجدد عاجزة عن الارتجاف، والرجفة هي إحدى الآليات التي يتبعها الجسم لتوليد الحرارة، لذا يمثل نشاط الدهون البنية آلية طبيعية بديلة لتوليد الحرارة والدفء.
مع تقدم الطفل في العمر يصبح بمقدور الجسم الارتجاف فتبدأ نسبة هذا النوع من الدهون بالانخفاض.
2. فئات أخرى
مثل:
- النساء: إذ غالبًا ما تحتوي أجسام النساء على كمية أكبر من هذه الدهون مقارنة بالرجال.
- ذوي الوزن المنخفض والرياضيين: إذ تحتوي أجسام هؤلاء غالبًا على كمية أكبر من هذه الدهون مقارنة بغيرهم.
تركيبة الدهون البنية
تتكون الدهون البنية من خلايا شحمية (Adipocytes)، وهذه الخلايا تحتوي على ما يأتي:
- عدة قطيرات شحمية صغيرة على عكس خلايا الدهون البيضاء والتي تحتوي كل منها على قطيرة شحمية واحدة.
- كمية من الميتوكندريا الغنية بالحديد تفوق تلك الموجودة في خلايا الدهون البيضاء، والميتوكندريا تعمل على تفكيك السكريات والدهون البيضاء لتحولها لطاقة، كما أن محتواها من الحديد هو ما يضفي على الدهون البنية لونها المميز.
كما تحتوي أنسجة الدهون البنية على عدد أكبر من الشعيرات الدموية مقارنة بالدهون البيضاء، بالإضافة لأنواع خاصة من الأعصاب لتحفيز خلايا هذا النوع من الدهون لتقوم بوظائفها.
وظائف وفوائد الدهون البنية
على عكس الدهون البيضاء التي قد ترفع من فرص إصابتك بالعديد من الأمراض، للدهون البنية العديد من الفوائد والوظائف، مثل:
1. تدفئة الجسم
يعمل الجسم عندما تتدنى درجة حرارته على إنتاج هرمون النورإبينفرين (Norepinephrine)، وتحتوي خلايا الدهون البنية على مستقبلات حساسة تجاه هذا الهرمون، لذا وبمجرد إنتاج الهرمون المذكور تقوم هذه المستقبلات بإعلام الميتوكندريا لتبدأ بإنتاج الطاقة لتدفئة الجسم والحفاظ على استقرار حرارته.
لذا قد يستنزف الجسم جزءًا كبيرًا من مخزون الدهون البنية في الأجواء الباردة، كما يجب التنويه إلى أن ارتفاع منسوب الدهون البنية قد يجعلك أقل عرضة للشعور بالقشعريرة بسرعة عند التعرض للأجواء الباردة.
2. فقدان الوزن الزائد
قد تساعد الدهون البنية على فقدان الوزن، إذ يعتقد أن:
- الدهون البنية تستخدم الدهون البيضاء لتوليد الطاقة، لذا يمكن أن تساعد على إنقاص كتلة الدهون البيضاء.
- الدهون البنية قد تساعد على تعزيز حرق السعرات الحرارية وتسريع الأيض.
- الدهون البيضاء قد تتحول تحت ظروف معينة لدهون بنية.
من الوارد أن يتمكن الباحثون مستقبلًا من استغلال هذه الخاصية المحتملة للدهون البنية لمقاومة السمنة ولتحسين قدرة الجسم على الاحتفاظ بوزن صحي.
3. مقاومة بعض الأمراض الخطيرة
كما يعتقد أن الدهون البنية قد تساعد على خفض منسوب بعض المواد الضارة في مجرى الدم والتي ترتبط بنشأة بعض الأمراض المزمنة، لذا يمكن لارتفاع نسبة هذا النوع من الدهون أن يقلل احتمالية إصابتك ببعض الأمراض، مثل:
- مرض السكري.
- بعض مشكلات جهاز الدوران، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب الاحتقاني.
كيف يمكن تحسين قدرة الجسم على الانتفاع من الدهون البنية؟
يمكن لاتباع التوصيات الآتية أن يساعد على تعزيز قدرة جسمك على الاستفادة من هذا النوع المميز من الدهون:
- ممارسة الرياضة: إذ يمكن للرياضة أن تحفز إنتاج أنواع معينة من الهرمونات يرتبط إنتاجها بتنشيط الدهون البنية.
- تناول القرفة: إذ يمكن أن تحفز القرفة تحول الدهون البيضاء لدهون بنية.
- خفض حرارة الجسم: إذ يمكن لأخذ حمام بارد مثلًا بوتيرة منتظمة أن يرفع عدد خلايا هذا النوع من الدهون.
الدهون البنية: مصدر الدفء في السبات الشتوي
تحتاج الثدييات التي تميل للخلود لسبات طويل لمصدر طاقة يمكنها من الحفاظ على حرارة جسمها لتبقى دافشئة طيلة فترة السبات، وهنا تحديدًا يأتي دور الدهون البنية، إذ تحتوي أجسام هذه الثدييات على منسوب مرتفع من الدهون البنية كفيل بتنظيم حرارة أجسامها خلال سباتها.
المرجع : webteb.com