التهاب المعدة الضموري: معلومات هامة

ما المقصود بالتهاب المعدة الضموري؟ ما هي أسبابه وأعراضه؟ ما هي طرق علاجه المتاحة؟ وما مدى خطورة هذه الحالة؟ إليك المعلومات والتفاصيل.

التهاب المعدة الضموري: معلومات هامة

سوف نعرفك في ما يأتي على التهاب المعدة الضموري (Atrophic gastritis – AG)، وأبرز المعلومات المتعلقة به: 

ما المقصود بالتهاب المعدة الضموري؟ 

التهاب المعدة الضموري هو هيئة مزمنة من التهاب المعدة (Gastritis). ينشأ التهاب المعدة الضموري عادةً جراء إصابة بطانة المعدة بالتهاب مزمن على مدى عدة سنوات، وهذا الالتهاب غالبًا ما يترافق مع فقدان لبعض الخلايا السليمة في المعدة، ليتم استبدال بعض الخلايا التالفة بخلايا غير طبيعية وأنسجة ليفية.  

مع مرور الوقت، قد يتسبب الالتهاب الحاصل في إحداث تلف تدريجي في في خلايا بطانة المعدة، مما قد يؤدي لظهور العديد من المضاعفات، مثل: الاضطرابات الهضمية، ونقص بعض العناصر الغذائية.  

تعد بعض أنواع البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة الضموري، ولكن وفي بعض الحالات قد تلعب عوامل أخرى دورًا في الإصابة. يختلف علاج التهاب المعدة الضموري من حالة لأخرى تبعًا لسبب الالتهاب الحاصل.  

أنواع وأسباب التهاب المعدة الضموري

تبعًا للمسببات التي أدت لنشأته، يصنف التهاب المعدة الضموري في نوعين، وهما:

1. التهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية 

هو النوع الأقل شيوعًا، وينشأ جراء قيام جهاز المناعة بمهاجمة مواد معينة وخلايا سليمة في منطقة المعدة على سبيل الخطأ، مما يؤدي لإلحاق الضرر بالمعدة. غالبًا ما يكون هذا النوع وراثيًّا أو مرتبطًا بخلل في الجينات. 

عند الإصابة بهذا النوع، يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة تعمل على مهاجمة ما يأتي: 

  • العامل المعدي الداخلي (Intrinsic factor)، وهو مادة هامة تمكن الجسم من امتصاص فيتامين ب12 من الطعام، لذا فإن نقصه قد يؤدي لعجز الجسم عن امتصاص فيتامين ب12، مما قد يحفز نشأة حالة فقر الدم الوبيل. 
  • بعض الخلايا الصحية في منطقة المعدة التي تعمل على إنتاج بعض العصارات والأحماض الهامة لهضم الطعام.  

كما قد ترفع الإصابة ببعض الأمراض من فرص الإصابة بهذا النوع من التهاب المعدة الضموري، مثل الأمراض الآتية: مرض السكري، واضطرابات الغدة الدرقية، ومرض أديسون، والبهاق.

2. التهاب المعدة الضموري غير المرتبط بالمناعة الذاتية 

هو النوع الأكثر شيوعًا وقد ينشأ جراء عدة عوامل مختلفة، أبرزها ما يأتي:

  • الإصابة بعدوى البكتيريا الملوية البابية (H. pylori bacterium)

يعد هذا النوع من البكتيريا السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب المعدة الضموري. قد يعمل هذا النوع من البكتيريا على إلحاق أضرار بالحاجز المخاطي الذي يحمي المعدة من التأثير الضار للأحماض الهضمية، مما قد يؤدي لتدمير بطانة المعدة بشكل تدريجي.

غالبًا ما يصاب الجسم بهذا النوع من العدوى خلال سنوات الطفولة، لتتفاقم حالة المريض مع الوقت إن لم يحصل على العلاج. وهذه بعض العوامل التي قد تجعلك عرضة للإصابة بالبكتيريا الملوية البابية:

  1. الاحتكاك المباشر بمخرجات جسم شخص مصاب، مثل: القيء، والبراز، واللعاب.
  2. تناول طعام أو شراب ملوث بالبكتيريا.
  3. العيش في مناطق معينة من العالم حيث ينتشر هذا النوع من البكتيريا.
  • أسباب أخرى 

أحيانًا، قد يحفز تناول مواد معينة الإصابة بالتهاب المعدة الضموري، مثل المواد الآتية: الكحوليات، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDs). 

أعراض التهاب المعدة الضموري

في البداية، قد لا تظهر أية أعراض على المصاب، لذا قد تلازم الحالة المريض لعدة سنوات دون أن يدرك أنه مصاب بهذا النوع من الالتهابات. وعندما تظهر الأعراض، فإنها قد تختلف تبعًا لسبب المرض، كما يأتي: 

1. أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالبكتيريا

إليك قائمة بأبرزها:

  • فقدان الشهية والتقيؤ والغثيان.
  • خسارة غير متعمدة للوزن.
  • فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
  • قرحة أو آلام في المعدة.

2. أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية

إذا ما كان التهاب المعدة الضموري يرجع لأسباب تتعلق بخلل في المناعة الذاتية، غالبًا سوف تظهر على المريض أعراض متعلقة بنقص فيتامين ب12 وما قد ينتج عن هذا النقص من مشكلات مثل فقر الدم الوبيل، مثل الأعراض الآتية: 

  • دوار وتعب عام وضعف.  
  • خفقان القلب.
  • آلام الصدر.
  • طنين الأذنين.
  • مشكلات في الأعصاب، قد تظهر على هيئة مضاعفات متنوعة، مثل: خلل في الاتزان أثناء المشي، وتنميل الأطراف.

تشخيص التهاب المعدة الضموري 

يتم تشخيص التهاب المعدة الضموري عادة من خلال إخضاع المريض لفحوصات متنوعة، مثل:  

  • فحص جسدي قد يحاول الطبيب من خلاله رصد أية ليونة في محيط المعدة.
  • فحوصات دم لتحري مستويات مواد معينة، مثل: فيتامين ب12، والأجسام المضادة التي قد تهاجم المعدة، وبروتين مولد الببسين (Pepsinogen).
  • اختبار النفس (Breath test) لتحري الإصابة بالبكتيريا الملوية البابية.
  • خزعة من خلايا المعدة.

علاج التهاب المعدة الضموري  

يعتمد العلاج على سبب التهاب المعدة الحاصل، كما يأتي:  

  • سبب الإصابة بكتيري: يتم استخدام المضادات الحيوية، كما قد يتم استخدام أدوية معينة تهدف لتقليل إنتاج العصارات الهضمية ريثما تتعافى أغشية المعدة.
  • سبب الإصابة خللًا في المناعة الذاتية: يتم استخدام حقن فيتامين ب12، بالإضافة للتأكد من حصول المريض على حصة كافية من الحديد.

إذا ما تم التعامل مع سبب الالتهاب غالبًا ما تتلاشى أعراض المرض، وإذا كان سبب الالتهاب بكتيري قد يتعافى المريض بشكل تام إذا حصل على العلاج المناسب. 

يجب التنويه إلى أن التهاب المعدة الضموري قد يرفع من فرص الإصابة بسرطان المعدة، لا سيما إذا لم يحصل المريض على العلاج اللازم. 


من قبل
رهام دعباس

الاثنين 9 آب 2021


المرجع : webteb.com