علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية
لا بد وأنك سمعت أن زراعة القوقعة هي العلاجُ المقترح في حالات الدرجات المتقدمة من فقدان السمع، ولكن هل سمعت عن علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية من قبل؟ هل هو ممكن؟
تحتوي القوقعة على آلاف الخلايا الشعرية الحسية الداخلية والخارجية والتي تقوم بتحويل الصوت إلى نبضات عصبية يفهمها الدّماغ، وبمجرد فقد هذه الخلايا لن نتمكن من تعويضها، فهل يمكّننا علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية من تعويضها؟ الإجابة بين السطور الآتية:
علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية
لا يزال علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية علاجًا مقترحًا يخضع للمزيد من الدّراسات والتّجارب، ويقوم علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية على بحث إمكانية نمو الخلايا الجذعية إلى خلايا شعرية بدل التالفة لتوفير البيئة العصبية اللازمة لزرع القوقعة الصناعية والاستفادة منها.
إذ تعود معظم حالات فقدان السمع الشديدة إلى موت الخلايا الشعرية المتخصصة الموجودة في أعماق الأذن، ويتم تحفيز هذه الخلايا في الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع العميق إلى الشديد عن طريق زراعة القوقعة أما الأشخاص الذين تتلف لديهم هذه الخلايا بأعداد كبيرة فحتى زراعة القوقعة لن توفّر لهم فائدة ملموسة.
آلية عمل الخلايا الجذعية في علاج عصب السمع
تتمتع الخلايا الجذعية بالقدرة على العمل مثل الخلايا الأخرى وتكوين خلايا جديدة وقد أظهرت التجارب على الحيوانات أن القوقعة والأنسجة الدهليزية في الأذن تحتوي على خلايا جذعية داخلية تمتلك القدرة على تكوين خلايا تشبه الخلايا الشعرية، إلا أن الأنسجة الدهليزية فقط هي التي احتفظت بهذه القدرة خلال الدّراسات.
يتضمّن العلاج بالخلايا الجذعية أيضًا زرع خلايا جذعية جنينية خارجية في الأذن الداخلية، ووفقًا للمركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية فقد نجح العلماء في إنماء الخلايا الشعرية في المختبر لكنّ العمل ما زال جارٍ لتجربة زرع هذه الخلايا في أذن الإنسان وتحفيزها لاستعادة السمع.
تحدّيات علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية
يواجه علاج عصب السمع بالخلايا الجذعية تحديّات منها:
عدم وجود دراسات على البشر
حتى الآن جميع الدراسات التي أجريت هي دراسات مخبرية ودراسات أجريت على الحيوانات.
الاعتبارات الأخلاقية
إن الدّراسات التي أجريت على الخلايا الجذعية الموجودة في الأذن محدودة جدًّا، إذ أنه لاعتبارات أخلاقية من الصّعب الحصول على خلايا جذعية من أذن البشر الطبيعيين لكنّ الدّراسات الحديثة تشير إلى الاتجاه لجمع الأنسجة المهملة التي تنتج عن عمليّات جراحة الأذن الدّاخلية وإجراء الدّراسات عليها.
علاجات أخرى لفقدان السمع
إلى حين تطوّر علاج عصب السّمع بالخلايا الجذعية، يقترح الطبيب على المريض العديد من العلاجات اعتمادًا على سبب الإصابة بفقدان السّمع، ومنها:
1. تركيب المعينات السمعية
تحسن المعينات السمعية نوعية الحياة بشكل كبير، إذ أنّ معظمها أصبح رقميّا وذلك يمكّنها من ضبط الإشارات الصوتية بناءً على درجة الصمم لدى المريض.
2. غرس القوقعة الصناعية
يمكن للأجهزة الإلكترونية التي يتم إدخالها في القوقعة الصناعية أن تساعد في استعادة السمع جزئيًا، وينصح الطبيب بغرس القوقعة حينما لا تعود المعينات السمعية قادرة على المساعدة.
3. استئصال عظمة الركاب (Stapedectomy)
إذا كان سبب ضعف السمع لدى المريض بسبب تلف عظم يسمى عظم الركاب (Stapes) في الأذن الوسطى، يتم إزالة هذا العظم واستبداله بطرف صناعي، وبمجرد التئام الأذن يعود سمع المريض لحالته الطبيعية خلال أسابيع قليلة.
4. رأب طبلة الأذن (Tympanoplasty)
يتضمن رأب طبلة الأذن استبدال أو إصلاح طبلة الأذن المصابة وذلك عن طريق أخذ جزء من أنسجة الأذن الصحية وزرعها فوق طبلة الأذن المتضررة لتنمو مع مرور الوقت ويستعيد المريض سمعه.
المرجع : webteb.com