أمراض القلب الناتجة عن الحزن
تؤدي العديد من الحالات الصحية وممارسات الحياة وأنماطها المختلفة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية، فماذا عن أمراض القلب الناتجة عن الحزن؟ تعرّف أكثر حول هذا الموضوع في المقال الآتي.
قد نسمع عن أمراض ومشكلات صحية سببها الحالة النفسية للشخص، ومنها أمراض القلب الناتجة عن الحزن، فما تفسيرها؟ وما هي هذه الأمراض؟
أمراض القلب الناتجة عن الحزن
من أكثر أمراض القلب الناتجة عن الحزن شيوعًا هي متلازمة القلب المنكسر (Heart broken syndrome)، تُعرف هذه المتلازمة أيضًا باسم اعتلال عضلة القلب الإجهادي أو اعتلال عضلة القلب تاكوتسوبوهي (takotsubo cardiomyopathy)، وهي حالة مرضية مؤقتة تحدث بسبب الحزن والإجهاد العاطفي أو البدني، حيث تتأثر عضلة القلب بشكل سريع ويضعف البطين الأيسر من القلب.
تصيب متلازمة القلب المنكسر النساء غالبًا وبنسبة 88%، خاصة في فترة ما بعد انقطاع الطمث، وذلك بسبب انخفاض مستوى هرمون الاستروجين الذي يحمي القلب من أضرار الهرمونات التي يتم إفرازها استجابة للتوتر.
كيف تُفسَّر أمراض القلب الناتجة عن الحزن؟
يُفسّر الخبراء والأطباء الأمراض الناتجة عن الحزن بأنه خلال الحالة العاطفية التي يدخل فيها الشخص عند الحزن والضغوط النفسية والجسدية فإن الجسم يفرز هرمونات التوتر في الدم، مثل: الأدرينالين، والنورأدرينالين، فتتداخل هذه الهرمونات بشكل مؤقت مع وظيفة القلب وتؤثر عليها، مما يؤدي إلى مجموعة من الحالات والأمراض القلبية.
ويشمل الحزن مجموعة من الضغوطات العاطفية، مثل:
- فقدان أحد الأقارب أو الأصدقاء.
- الأخبار السيئة.
- الخوف الشديد.
- الضغط الشديد.
- الحالات العاطفية الصادمة، مثل: الطلاق.
بالإضافة إلى ذلك فإن صدمات الحزن والقلق والاكتئاب تؤدي إلى تغيير في سلوكيات الشخص وأنماط حياته الطبيعية، فقد يشعر بالإحباط والتوتر، ويكون غير قادر على اتخاذ القرارات الصحيحة، وبذلك قد يلجأ إلى التدخين بشكل مفرط، أو شرب الكحول، وقد يعاني من قلة النوم أو حتى النوم لساعات كثيرة، وهذه السلوكيات جميعها تزيد من خطر التعرض والإصابة بأمراض القلب.
أعراض أمراض القلب الناتجة عن الحزن
تتشابه أعراض أمراض القلب الناتجة عن الحزن أو متلازمة القلب المنكسر مع أعراض النوبة القلبية، ولكن في حالة هذه المتلازمة غالبًا لا يكون عند المريض أي انسداد للشرايين التاجية أو تلف دائم في عضلة القلب، كما يعاني المريض من الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل الأعراض ما يأتي:
- ألم في الصدر بشكل مفاجئ وشديد.
- ضيق في التنفس.
- تعرق غزير.
- دوار.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- انخفاض ضغط الدم.
مضاعفات أمراض القلب الناتجة عن الحزن
إن مضاعفات أمراض القلب الناتجة عن الحزن نادرة الحدوث، حيث تتميز عن غيرها من أمراض القلب بأنّ المريض يتحسن بشكل سريع غالبًا خلال أيام أو أسابيع قصيرة، حتى وإن كان المريض في حالة حرجة.
ومن المضاعفات التي تمَّ الإبلاغ عنها ما يأتي:
- تمزق البطين الأيسر أو انسداد تدفق الدم منه.
- فشل القلب.
- جلطة دموية في جدار البطين الأيسر.
- صدمة قلبية.
- انسداد أذيني بطيني كامل.
- الموت.
تشخيص أمراض القلب الناتجة عن الحزن وعلاجها
يقوم الطبيب بدايةً بفحص المريض بدنيًا ومراجعة سجله الطبي، ومن بعدها يقوم بإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية، بما في ذلك:
- تخطيط القلب الكهربائي.
- تصوير الأوعية التاجية بالأشعة السينية.
- تخطيط صدى القلب بالموجات الصوتية.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية.
- التصوير القلب بالرنين المغناطيسي.
- مخطط البطين.
وبعد نتائج هذه الفحوصات الطبية وبالاعتماد على شدة الأعراض يصف الطبيب الأدوية المناسبة، والتي قد تشمل على حاصرات بيتا لإبطاء معدل ضربات القلب، ومثبطات مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين لخفض ضغط الدم، وقد يصف أيضًا أدوية مضادة للتوتر والقلق.
الوقاية من أمراض القلب الناتجة عن الحزن
إن الخطوة الرئيسة في تجنب التعرض لأمراض القلب الناجمة عن الحزن هو الابتعاد قدر المستطاع عن الحزن، والقدرة على التقليل من الإجهاد العاطفي، ومن أبرز الأمور التي قد تساعدك في تخطي الحزن ما يأتي:
- ممارسة اليوغا والتأمل.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الاسترخاء وأخذ حمام دافئ.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
- التنفس العميق بأخذ أنفاس طويلة وعميقة والزفير ببطء.
- المشاركة الاجتماعية وقضاء الوقت مع الآخرين.
- الحصول على ساعات نوم كافية حوالي 7 – 9 ساعات كل ليلة.
- أخذ استشارة من طبيب أو أخصائي نفسي، فالعلاج النفسي قد يحسن نوعية الحياة ويحافظ على صحة القلب.
المرجع : webteb.com