عرق النسا الكاذب: معلومات هامة

يعرف عرق النسا الكاذب (Pseudosciatica) في الأوساط الطبية بعدة أسماء أخرى، مثل: متلازمة العضلة الكمثرية (Piriformis Syndrome)، والاعتلال العصبي لمحجر الورك (Hip socket neuropathy)، ومتلازمة مخرج الحوض (Pelvic outlet syndrome). فلنتعرف على هذه المشكلة في ما يأتي.

ما هو عرق النسا الكاذب؟ 

عرق النسا الكاذب هو اضطراب عضلي عصبي غير شائع، يظهر على هيئة ألم وتنميل في منطقة المؤخرة والورك والمنطقة الخلفية من الأرجل، وينشأ نتيجة تشنج العضلة الكمثرية (Piriformis muscle) أو قيامها بالضغط لسبب ما على العصب الوركي، مما يؤدي لتهيجه. 

تشبه بعض أعراض عرق النسا الكاذب -مثل الألم والتنميل في منطقة الأرجل- إلى درجة كبيرة أعراض عرق النسا الحقيقي، ومن هنا جاءت التسمية. على الرغم من أنها ليست حالة عرق نسا فعلية، إلا أن عرق النسا الكاذب قد يؤدي للإصابة بعرق النسا.

قد يظهر عرق النسا الكاذب فجأة بعد التعرض لحادث ما، أو قد تبدأ أعراضه بالظهور تدريجيًّا لتتطور على مدى عدة أشهر. تعد متلازمة عرق النسا الكاذب أكثر شيوعًا بين النساء تحديدًا. 

تختلف الأساليب العلاجية التي من الممكن اتباعها من حالة لأخرى تبعًا لعدة عوامل أبرزها مدى إزمان الحالة، ولكن غالبًا ما تجمع هذه الأساليب بين استخدام الأدوية والعلاجات الطبيعية، كما قد لا تستدعي بعض الحالات إخضاع المريض لأي علاج طبي.

أسباب عرق النسا الكاذب وعوامل الخطر

يعتقد أن تعرض العضلة الكمثرية لخلل ما هو العامل الذي قد يرفع من فرص الإصابة بعرق النسا الكاذب، وهذا الخلل قد يظهر في إحدى الهيئات الآتية: تشنج، وشد، وتورم، ونزيف، وتكون أنسجة الندوب في منطقة العضلة.

وهذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص إصابة العضلة الكمثرية بخلل والتي قد ترفع من فرص الإصابة بعرق النسا الكاذب: 

• قلة الحركة، والجلوس لساعات طويلة.
• التعرض لحادث ما، مثل الحوادث الآتية: الوقوع، وحوادث السير، والجروح المخترقة (Penetrating wounds). 
• استخدام العضلة الكمثرية بإفراط، كما في حالات: الممارسة المتكررة لتمارين الركض، وصعود الدرج، والإفراط في ممارسة الرياضة.
• إصابة عضلات منطقة المؤخرة بالانكماش أو الاضمحلال.
• فرض وزن زائد على العضلة، كما في الحالات الآتية: الحمل، ورفع غرض ثقيل.

أعراض عرق النسا الكاذب 

غالبًا ما يشعر المرضى المصابون بعرق النسا الكاذب بنوع من الليونة في منطقة المؤخرة بالإضافة لألم يشبه إلى درجة كبيرة ألم عرق النسا الحقيقي، إذ قد يمتد هذا الألم على طول العصب الوركي ليشعر به المريض في مناطق مثل مؤخرة الفخذ وبطة الساق والقدم.

وهذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على المصاب:

• محدودية حركة مفصل الورك.
• مواجهة المريض صعوبة عند محاولة الجلوس، والشعور بألم أثناء الجلوس وهذا الألم قد يزداد حدة مع الجلوس المطول.
• تنميل أو وخز في منطقة المؤخرة، وهذا الشعور قد يمتد كذلك على طول المنطقة الخلفية من الأطراف السفلية. 
• ألم خفيف الحدة في منطقة المؤخرة، أو ليونة في منطقة المؤخرة.
• ألم يميل للظهور أو للازدياد سوءًا أثناء الحركة، كما هو الحال عند محاولة المشي أو صعود الدرج. 
• آلام في النصف السفلي من الجسم قد تكون حادة بطريقة تعطل قدرة الشخص على الحركة بشكل تام.

غالبًا ما يظهر الألم المرافق لحالة عرق النسا الكاذب على جانب واحد فقط من الجسم، ولكن من الوارد كذلك أن يظهر هذا الألم على جانبي الجسم. قد يلاحظ المريض أن الاستلقاء وأخذ قسط من الراحة قد يسهم في التخفيف من حدة أعراض عرق النسا الكاذب.

تشخيص عرق النسا الكاذب 

لتشخيص عرق النسا الكاذب، هذه بعض الإجراءات التي قد يلجأ إليها الطبيب:

• تحري الأعراض الجسدية الظاهرة على المريض.
• إخضاع المريض لتصوير الأعصاب بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance neurography).
• إخضاع المريض لفحص (FAIR Test). 

يجب التنويه إلى وجود جدل قائم لدى الباحثين حول تشخيص هذه الحالة، فبينما يرى البعض أنها من الحالات التي غالبًا ما تمر دون تشخيص، يعتقد آخرون أن بعض الأطباء يقومون بتشخيصها بإفراط، ولعل سبب الجدل القائم يعزى لعدم وجود تحاليل وفحوصات معينة خاصة بحالة عرق النسا الكاذب.

علاج عرق النسا الكاذب

غالبًا ما يساعد تلقي العلاج اللازم على تحسين حالة المريض، وهذه بعض الخيارات العلاجية المقترحة: 

• التوقف عن ممارسة كافة الأنشطة الجسدية التي قد تحفز ظهور أعراض الحالة، مثل رياضة الركض.
• استخدام الكمادات الدافئة والباردة.
• استعمال مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs – NSAID)، والتي قد تساعد على تسكين الألم.
• تدليك المنطقة المصابة بانتظام.
• إجراءات أخرى قد يتم اللجوء إليها في حالات معينة، مثل: استخدام الحقن الستيرويدية، والجراحة.

إذا لم يحصل المريض على العلاج اللازم، قد تتركه حالة عرق النسا الكاذب مصابًا بتلف دائم في العصب الوركي.