الغثيان في الشهر التاسع: طبيعي أم لا؟
قد يكون الغثيان ظاهرة طبيعية خلال فترة الحمل، ولكن ماذا عن الغثيان في الشهر التاسع؟ وهل تعد ملازمة الغثيان للمرأة طوال الحمل أمرًا خطيرًا؟
إذا كنت تعانين من غثيان الصباح المزعج خلال فترة الحمل، فأنت لست وحدك وهذه ظاهرة طبيعية، ولكن ماذا عن الغثيان الذي لا يزول على الرغم من مرور عدة أشهر على بدء الحمل؟ هل هو طبيعي كذلك؟ الإجابة في ما يأتي.
الغثيان في الشهر التاسع: طبيعي وشائع؟
في العادة، تخف حدة غثيان الحمل بشكل ملحوظ بعد مرور ما يقارب 3-4 أشهر على بدء الحمل، وعلى الرغم من أن هذا الحال ينطبق على غالبية الحوامل، إلا أن لكل قاعدة شواذ.
إذ من الممكن أن لا يتلاشى غثيان الحمل أو أن لا تخف حدته في بعض الحالات حتى بعد تجاوز الثلث الأول من الحمل، وهذه هي نسب حدوث ذلك:
- في ما يقارب 10% – 20% من حالات الحمل، قد تلاحظ الحامل استمرار ملازمة الغثيان لها حتى بعد تجاوز عمر الحمل 20 أسبوعًا.
- في ما يقارب 5% من حالات الحمل، قد تلاحظ المرأة استمرار الغثيان لديها طوال فترة الحمل، بما في ذلك الغثيان في الشهر التاسع والذي قد يرافقها حتى موعد ولادة طفلها.
على الرغم من أن مرافقة الغثيان للحامل حتى مع بلوغها الشهر التاسع قد يكون أمرًا طبيعيًّا، إلا أن ظهور الغثيان في الشهر التاسع فجأة مع تقيؤ ودون سابق إنذار قد يكون مؤشرًا على وجود خطر يهدد الحامل وجنينها.
كما أن انطباق بعض الأمور التي سوف نفصلها لاحقًا على حالة الغثيان الحاصل قد يكون مؤشرًا على خطر يحدق بالأم وجنينها. لذا يفضل اللجوء دومًا للطبيب إذا ما استمر الغثيان بعد انتهاء الثلث الأول من الحمل بشكل عام.
أسباب الغثيان في الشهر التاسع
هذه أبرز الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بالغثيان في الشهر التاسع:
1. أسباب لا تستدعي القلق
في العديد من الحالات قد يستمر الغثيان طوال فترة الحمل لأسباب طبيعية، وهذه أبرزها:
التغييرات الهرمونية الطبيعية
أحيانًا، قد يكون سبب الغثيان في الشهر التاسع هو الهرمون المدعو بموجهة الغدد التناسلية (HCG)، فارتفاع مستويات هذا الهرمون خلال أشهر الحمل الأولى هو أبرز أسباب الغثيان المحتملة، ومن الوارد أن تبقى مستوياته مرتفعة كذلك أحيانًا حتى نهاية الحمل.
كما قد تبقى بعض الهرمونات الأخرى الموجودة في الجسم عرضة للصعود والهبوط دون توقف طوال فترة الحمل، مما قد يسهم في حدوث الغثيان في الشهر التاسع.
الحمية الغذائية المتبعة
في بعض الحالات قد يعزى الغثيان خلال الحمل -بما في ذلك الغثيان في الشهر التاسع- لأسباب تغذوية، مثل الآتي:
- تناول المكملات الغذائية الخاصة بالحمل، لا سيما تلك الغنية بالحديد، فالحديد قد يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي.
- تناول أنواع معينة من الأغذية، مثل: الأغذية الحارة، والمأكولات الغنية بالزيوت، والطعام الغني بالأحماض.
ازدياد حجم الجنين
قد يكون سبب الغثيان عمومًا -بما في ذلك حالات الغثيان في الشهر التاسع- النمو الطبيعي للجنين في الرحم وازدياد حجمه، فنمو الجنين المستمر قد يفرض نوعًا من الضغط المتزايد على الجهاز الهضمي، مما قد يرفع من احتمالية الإصابة بالعديد من الاضطرابات الهضمية، مثل: الغثيان، والإمساك، وحرقة الفؤاد.
2. أسباب تستدعي القلق
في بعض الحالات قد يكون سبب الغثيان في الشهر التاسع أمورًا مثيرة للقلق، مثل الآتي:
الإصابة بمقدمات الانسمام الحملي
قد يكون سبب الغثيان في الشهر التاسع أحيانًا حالة مقدمات الانسمام الحملي (Preeclampsia)، لا سيما إذا ما كان التقيؤ والغثيان قد بدآ فجأة خلال النصف الثاني من الحمل، ومقدمات الانسمام الحملي هي حالة خطيرة قد تسبب مضاعفات عديدة أبرزها الولادة المبكرة.
قرب الولادة
من الممكن أن يكون الغثيان في الشهر التاسع أحيانًا مؤشرًا على قرب موعد الولادة، ولكن هذا النوع من الحالات غير الشائع، لكن وفي المقابل من الشائع أن تصاب المرأة بالغثيان أثناء المخاض الفعلي.
متى عليك استشارة الطبيب بشأن الغثيان في الشهر التاسع؟
يجب استشارة الطبيب بشأن الغثيان في الشهر التاسع فورًا في الحالات الآتية:
- ظهور الغثيان مع التقيؤ فجأة خلال النصف الثاني من الحمل، لا سيما إذا ما ترافق الغثيان مع مؤشرات مقدمات الانسمام الحملي، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وحرقة الفؤاد، وتورم الأطراف والوجه.
- ترافق الغثيان في الشهر التاسع مع الأعراض الآتية التي قد تكون مؤشرًا على قرب المخاض: سقوط السدادة المخاطية، وألم الظهر، والإسهال، وتمزق الكيس الأمنيوسي.
- ظهور نوع حاد من الغثيان والتقيؤ المستمرين بشكل يقلل من قدرة الحامل على إبقاء أي نوع من الطعام في معدتها، فهذا النوع من الغثيان يطلق عليه طبيًّا اسم القيء المفرط الحملي (Hyperemesis gravidarum) ويستدعي عناية طبية.
- ظهور أعراض أخرى على الحامل، مثل: فقدان جزء من الوزن، وعدم انتظام نبض القلب، والإرهاق، والارتباك، وقلة التبول، وخروج دم مع القيء.
المرجع : webteb.com