ضخامة الأطراف: حالة مرضية غريبة

ما هي حالة ضخامة الأطراف؟ كيف تحدث؟ وما هي أسبابها وأعراضها؟ وهل من الممكن علاجها؟ أهم المعلومات تجدونها في المقال الآتي.

ضخامة الأطراف: حالة مرضية غريبة

فلنتعرف في ما يأتي على حالة ضخامة الأطراف (Acromegaly) أو العرطلة وبعض المعلومات الهامة المتعلقة بها.

ما هي حالة ضخامة الأطراف؟

حالة ضخامة الأطراف هي حالة مرضية قد تنشأ لدى بعض البالغين نتيجة فرط إنتاج هرمون النمو في أجسامهم، حيث يبدأ هذا الهرمون بالتأثير بشكل خاص على القدمين واليدين لتبدأ الأنسجة الموجودة فيها بالتورم والتضخم. 

هرمون النمو هو هرمون تنتجه الغدة النخامية، ويتحكم في نمو وتطور العديد من الأنسجة والأعضاء المختلفة في الجسم، كما أنه من الهرمونات التي تلعب دورًا هامًّا في عمليات الأيض.

تشبه حالة ضخامة الأطراف حالة مرضية أخرى تدعى بالعملقة (Gigantism)، والعملقة هي حالة قد تنشأ في سن الطفولة لدى البعض لتسبب زيادة طول الجسم بشكل يتجاوز المعدلات الطبيعية، ولكن ونظرًا لأن حالة ضخامة الأطراف تنشأ عادة بعد الوصول لسن الرشد حيث تكون العظام قد بلغت أقصى طول لها، يبدأ هرمون النمو بالتأثير على الجسم بطريقة مختلفة تتمثل في تضخم أطراف الجسم. 

من الممكن أن تنشأ حالة ضخامة الأطراف في مراحل عمرية مختلفة، ولكن تشخيصها غالبًا ما يتم بعد الإصابة بها بمدة تتراوح ما بين 10-15 سنة، إذا قد لا تتسبب حالة ضخامة الأطراف بظهور أعراض واضحة مما قد يؤخر عملية التشخيص.

من الممكن أن تؤدي حالة ضخامة الأطراف لظهور العديد من المضاعفات الصحية، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة، لا سيما إذا لم يحصل الشخص المصاب بها على العلاج المناسب. 

أسباب حالة ضخامة الأطراف

غالبًا ما تعزى حالة حالة ضخامة الأطراف لما يأتي: 

  • ظهور ورم حميد في الغدة النخامية، في حالة تسمى بالورم الغدي النخامي، فبسبب الورم قد تبدأ الغدة النخامية بإنتاج هرمون النمو بإفراط.
  • ظهور ورم في منطقة أخرى من الجسم، مثل الكبد أو الدماغ أو البنكرياس، وهذه الأورام قد تتسبب أحيانًا في تحفيز إنتاج هرمون آخر يدعى بعامل النمو الذي يشبه الأنسولين، وفرط هذا الهرمون قد يؤدي لظهور أعراض حالة ضخامة الأطراف.

أعراض ضخامة الأطراف

تختلف أعراض ضخامة الأطراف من حالة لأخرى، وهذه بعض الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بضخامة الأطراف:

  • تورم وتضخم أو حتى تشوه في بعض أجزاء الجسم ومعالمه الخارجية، مثل: أصابع القدمين واليدين، والشفاه، والفك، والأنف، واللسان. 
  • تغيرات في مظهر الجلد، مثل: زيادة سمك الجلد واسمراره، وظهور حب الشباب الحاد. 
  • تضخم أو زيادة حجم بعض الأعضاء الداخلية، مثل: القلب، والكبد، والطحال، والكلى. 
  • مشكلات صحية في المفاصل، مثل: ألم المفاصل، والتهاب المفصل التنكسي. 
  • تضخم الضلوع وزيادة سمكها، مما قد ينعكس على شكل الصدر مسببًا زيادة عرض الصدر. 
  • صوت عميق. 
  • زيادة كثافة شعر الجسم.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية عند النساء.
  • إرهاق وضعف في القدمين واليدين. 
  • تدني مستويات الطاقة في الجسم. 
  • الإصابة بالصداع. 
  • الإصابة بالعمى
  • تضخم الغدة الدرقية. 
  • مشكلات صحية في جهاز الدوران، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب. 
  • ثر اللبن، وهي حالة قد تسبب إنتاج حليب الثدي بشكل غير طبيعي عند النساء. 
  • ظهور مشكلات صحية أخرى، مثل: انقطاع النفس النومي، ومتلازمة النفق الرسغي

تشخيص ضخامة الأطراف

قد يكون تشخيص هذه الحالة صعبًا بعض الشيء، كما قد يستغرق الأمر عدة سنوات ليتم تشخيص الحالة، لا سيما مع بطء ظهور وتطور أعراضها. وهذه بعض الفحوصات والإجراءات الطبية التي قد تساعد على تشخيص المرض: 

  • فحوصات الدم لقياس مستويات الهرمونات التي قد يتسبب فرطها في تحفيز نشأة حالة ضخامة لأطراف. 
  • التصوير بالرنين المغناطيسيّ لتحديد مواقع وحجم الأورام التي ربما سببت حالة ضخامة الأطراف. 
  • التصوير بالأشعة السينية لتحري سماكة العظام وما إذا كانت قد ازدادت في مواقع معينة من الجسم. 
  • فحوصات أخرى لتقييم تأثير الحالة على بعض أجهزة الجسم، مثل: مخطط صدى القلب، وتنظير القولون. 

علاج ضخامة الأطراف

عادة ما يكون الهدف من العلاج المستخدم مع المرضى المصابين بحالة ضخامة الأطراف هو السيطرة على الهرمونات التي أدت لظهور الحالة لمنع تفاقم الحالة مع مرور الوقت وللسيطرة على أعراضها قدر الإمكان. 

هذه بعض الخيارات العلاجية التي قد يقترحها الطبيب: 

  • عملية جراحية لاستئصال الورم النخامي.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية التي قد تساعد على تقليل تأثير فرط هرمون النمو في الجسم.
  • العلاج الإشعاعي لتقليص حجم الورم النخامي.

من الممكن أن يتم إخضاع المريض لأحد الخيارات العلاجية المذكورة أعلاه، أو من الممكن إخضاعه لبرنامج علاجي يتم فيه دمج أكثر من خيار واحد من الخيارات المذكورة. 

في بعض الحالات، من الممكن أن يساعد العلاج على عكس تأثير المرض على الجسم، واستعادة بعض أجزاء الجسم لمظهرها وحالتها الطبيعية مع مرور الوقت. 


من قبل
رهام دعباس

الأربعاء 2 كانون الأول 2020


المرجع : webteb.com