علاج التهاب المفاصل الفيروسي
كيف يختلف علاج التهاب المفاصل الفيروسي عن علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟ وما هي خيارات العلاج؟ وهل هناك ما يستدعي التدخُّل الجراحي؟ إجابات وتفاصيل هامة في المقال الآتي.
على الرغم من أنّ الفيروسات تُسبّب نسبة صغيرة فقط من حالات التهاب المفاصل، إلّا أنّ التمييز بين التهاب المفاصل الفيروسي (Viral arthritis) والتهاب المفاصل الروماتويدي مُهمٌّ جدًّا لأنّه يُحدّد طريقة العلاج بشكل كبير. فيما يأتي أبرز المعلومات عن علاج التهاب المفاصل الفيروسي:
علاج التهاب المفاصل الفيروسي
إنّ معظم حالات التهاب المفاصل الفيروسي محدودة ذاتيًّا ولا تتطلّب علاجات مُعدِّلة للمرض (Disease-modifying agents)، على عكس التهاب المفاصل الروماتويدي.
وفي حين أنّ علاج التهاب المفاصل الفيروسي يعتمد على علاج الأعراض، إلّا بعض أنواع العدوى الفيروسية قد تتطلب استخدام علاجات مُضادّة للفيروسات.
فيما يأتي توضيح لخيارات علاج التهاب المفاصل الفيروسي اعتمادًا على نوع الفيروس المُسبِّب للمرض:
1. الفيروس الصغير ب19 (Parvovirus B19)
علاج التهاب المفاصل المُصاحب لعدوى الفيروس الصغير ب19 هو علاجٌ عرَضيّ يعتمد على تخفيف الأعراض المُصاحبة للمرض، ويتضمَّن بشكل أساسي إعطاء المُسكِّنات ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، أمّا في الحالات الشديدة، فقد يؤدي سحب السوائل من المفصل المُصاب إلى تخفيف الألم.
2. فيروسات التهاب الكبد (Hepatitis viruses)
يعتمد علاج التهاب المفاصل المُصاحب لعدوى فيروسات التهاب الكبد على نوع الفيروس المُسبّب للمرض، وفيما يأتي توضيح ذلك:
- فيروس التهاب الكبد أ: يعتمد على علاج الأعراض عن طريق تناول المُسكِّنات ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- فيروس التهاب الكبد ب: لا يوجد ما يُشير إلى أنّ العلاج المُبكّر لعدوى فيروس التهاب الكبد باستخدام الإنترفيرون ألفا (Interferon alpha) أو العلاجات المُضادّة للفيروسات يُقلل من مُعدَّل الإصابة المُزمنة أو أنّه يُسرِّع الشفاء، ولذا يُركِّز العلاج على تجنُّب إصابة الكبد بالعدوى بالإضافة إلى تجنُّب مُخالطة الآخرين.
- فيروس التهاب الكبد ج: يعتمد على علاج الأعراض باستخدام مُسكِّنات الألم ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ولكن قد يُوصي البعض بتوجيه العلاج للقضاء على الفيروس باستخدام الأدوية المُضادة الفيروسات.
3. فيروس الحصبة الألمانية (Rubella virus)
علاج التهاب المفاصل المرتبط بعدوى فيروس الحصبة الألمانية هو علاج عرَضيّ، ويتكوّن بشكل أساسي من إعطاء المُسكِّنات ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، كما يُوصي بعض الباحثين بإعطاء الكورتيكوستيرويدات بجرعات مُنخفضة إلى مُعتدلة للسيطرة على الأعراض وتفيرس الدم (Viremia).
4. فيروسات ألفا (Alphaviruses)
علاج عرضي يتضمن استخدام المُسكِّنات ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ولكن يجب تجنُّب تناول الأسبرين لمنع حدوث النزيف المُصاحب للطفح الجلدي لفيروسات ألفا.
وعندما تكون مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية غير فعّالة، فقد يُوصي بعض الأطباء بإعطاء دواء فوسفات الكلوروكين (Chloroquine phosphate).
5. الفيروسات القهقرية (Retroviruses)
بالنسبة للحالات التي تنطوي على عدوى فيروس نقص المناعة البشري (Human immunodeficiency virus – HIV) فإنّ خيارات العلاج عديدة وفيما يأتي قائمة أبرزها:
- استخدم مُضادات الفيروسات القهقرية إلى جانب علاج الأعراض بالمُسكِّنات ومُضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- إعطاء سلفاسالازين (Sulfasalazine) وميثوتريكسات (Methotrexate) للمرضى الذين يعانون من ظروف مقاومة للعلاج بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- استخدام البريدنيزون (Prednisone) ومضادات الملاريا وأدوية أخرى للمرضى الذين يعانون من التهاب العضلات (Polymyositis) والتهاب المفاصل التفاعلي ومتلازمة شوغرين (Sjögrenlike syndrome) والتهاب المفاصل الصّدفي (Psoriatic arthritis) والتهاب الأوعية الدموية (Vasculitis).
- استخدام مُضادات الفيروسات القهقرية والعلاج الوقائي، بالإضافة إلى تريميثوبريم-سلفاميثوكسازول (Trimethoprim-sulfamethoxazole) والبنتاميدين (Pentamidine) أثبت أنّه يُساعد في تحسين الأعراض الروماتيزمية المُصاحبة.
- استخدام علاجات أخرى، مثل: الغلوبيولين المناعي (Immune globulin) أو إنترلوكين 12 (Interlukien-12) أو إنترلوكين 2 (Interlukien-2) أو إنترفيرون غاما (Interferon gamma) أو سارغاموستيم (Sargramostim) قد يكون فعالًا لدى بعض المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المصابين بالتهاب المفاصل.
6. فيروس تشيكونغوانيا (Chikungunya virus)
ينطوي علاج التهاب المفاصل المُصاحب لفيروس تشيكونغوانيا إلى حد كبير على تخفيف الأعراض باستخدام مُضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ولكن في حال ظهور أعراض المرض المزمنة فيُمكن استخدام بعض العلاجات الأخرى بناءً على توصية الطبيب، وفيما يأتي بعض الأمثلة على هذه العلاجات:
- الغلوكوكورتيكويدات (Glucocorticoids).
- الهيدروكسيكلوروكوين (Hydroxychloroquine).
- السلفاسالازين.
- الميثوتريكسات.
والجدير بالذكر أنّ نتائج علاج التهاب المفاصل الفيروسي عادة ما تكون جيّدة، حيث تتحسّن معظم حالات الإصابة في غضون عدّة أيام أو أسابيع عندما يختفي المرض المرتبط بالفيروس.
ما هو دور الجراحة في علاج التهاب المفاصل الفيروسي؟
لا يُلجأ إلى التدخُّل الجراحي ما لم يكن التهاب المفاصل الإنتاني (Septic arthritis) محتملًا، أي وجود الفيروس في المفصل نفسه، وتتضمّن الخيارات الجراحيّة سحب السوائل من المفصل أو القيام بعملية الإنضار (Surgical debridement) التي تتضمّن تنظيف المفصل من الفيروس ومن مسببات الألم.
هل يُمكن الوقاية من التهاب المفاصل الفيروسي؟
طالما أنّ المُسبّب لالتهاب المفاصل الفيروسي أصبح معروفًا، فيُمكن الوقاية من الإصابة باتّباع الإجراءات الوقائية الآتية:
- الحصول على اللقاحات المُتوفّرة للوقاية من الإصابة ببعض أنواع الفيروسات، لا سيّما قبل السفر إلى الأماكن التي تنتشر فيها أنواع مُعيّنة من الفيروسات.
- ممارسة الجنس الآمن للوقاية من الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًّا.
- الحرص على تناول الطعام النظيف وشرب المياه النظيفة.
- تجنُّب لدغات البعوض لا سيّما عند السفر لبعض المناطق التي تنتشر فيها بعض أنواع الفيروسات التي ذكرناها سابقًا.
المرجع : webteb.com