علاج الكحة عند الأطفال: بين وصفات الجدة وعيادة الطبيب
عندما يبدأ الأطفال بالكحة يشتعل الجدل حول طرق العلاج الصحيحة بين الأدوية والأعشاب، فما الخطأ والصواب في علاج الكحة عند الأطفال؟
بينما قد يبدو علاج الكحة التي تصيب الكبار سهلًا وبديهياً من مشروبات ساخنة إلى وصفات وأدوية طبية متعارف عليها، إلا أن الأمر يغدو أكثر تعقيدًا عندما تصيب الكحة طفل العائلة الصغير.
لذا سوف نساعدكم في هذا المقال لتتعرفوا أكثر على علاج الكحة عند الأطفال وكيفية التعامل معها على اختلاف أنواعها وأسبابها والفئات العمرية للمصابين بها.
علاج الكحة عند الأطفال
نستعرض في هذا القسم كيف يمكن علاج الكحة عند الأطفال والتصرف معها تبعًا لعمر الطفل، التفاصيل في الآتي:
علاج الكحة عند الأطفال من 0-6 أشهر
يمنع استخدام الأدوية لعلاج الكحة عند الأطفال في هذه المرحلة العمرية، وينصح بالآتي:
- ضرورة استشارة الطبيب لأن إصابة الطفل بالكحة في هذا العمر يعد أمرًا غير طبيعي.
- إعطاء الرضيع المزيد مما يستطيع تناوله من السوائل والتي تشمل في هذه الحالة الحليب سواء حليب طبيعي أو صناعي، إذ يمنع منعًا باتًا إعطاؤه عصائر أو ماء.
- تشغيل جهاز ترطيب الجو (Humidifier)، خاصة إذا كان هواء البيت جافًا جدًا.
- الجلوس مع الطفل في حمام مغلق بينما يتم تشغيل الدوش ليملأ جو الحمام ببخار الماء الساخن، قد يساعد هذا على تخفيف الكحة عند الرضيع خاصة قبل نوم الطفل.
علاج الكحة عند الأطفال أكبر من عمر 6-12 شهرًا
يتم العالج هنا عبر زيادة جرعة الطفل من السوائل للتقليل من كثافة البلغم وتليين قوامه بالإضافة إلى اتباع القواعد الآتية:
- إعطاء الطفل سوائل دافئة وشفافة القوام، مثل: المياه الدافئة، وعصير التفاح الطبيعي، بحيث تتراوح الجرعة بين 5- 15 ملليلتر 4 مرات يوميًا.
- إعطاء الطفل السوائل المعتادة بحرارة الغرفة من عصير وحليب وماء.
- التركيز على السوائل الساخنة بحرارة معتدلة آمنة على حلق الطفل.
- تجنب إعطاء الطفل العسل في هذا العمر فقد يتسبب هذا بمرض التسمم السجقي، وهو مرض خطير ونادر تتسبب به بكتيريا موجودة في العسل وتنتقل عبره إلى الرضيع.
علاج الكحة عند الطفل عمر سنة فما فوق
ينصح باستخدام العسل بمقدار 2-3 ملليلتر أو تبعًا للحالة فللعسل قدرة على التخفيف من حدة السعال، وتشير دراسات إلى تفوق العسل على الأدوية في التخلص من الكحة خاصة كحة الأطفال أثناء النوم.
علاج الكحة عند الأطفال من مختلف الأعمار
وهذه طرق متنوعة لعلاج الكحة عند الأطفال من مختلف الأعمار:
1. استخدام قطرات الأنف
وهي قطرات تتكون من محلول ملحي تستخدم 2-3 مرات كحد أقصى يوميًا للتخلص من احتقان المجاري التنفسية، ويمكن استعمال شافطة يدوية للبلغم المتراكم.
2. رفع رأس الطفل للأعلى
قد يساعد رفع رأس الطفل بزاوية صغيرة عن طريق استخدام دعامة مناسبة، مثل: وسادة خفيفة، أو منشفة مطوية على تنظيم تنفس الطفل والتخفيف من الكحة لديه.
3. زيادة مستوى رطوبة الغرفة
ينصح باستخدام أجهزة خاصة لترطيب جو الغرفة والتخلص من الجفاف فيها.
4. خفض حرارة الطفل
إذا كان الطفل مصابًا بالحمى فإن خفض درجة حرارته قد يكفي للتخفيف من السعال والعطاس، وهنا يرجى مراعاة الآتي:
- الاتصال بالطبيب فورًا إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر لأن الحمى في هذا العمر غير طبيعية وقد تسبب خطرًا على حياته.
- إعطاء الطفل خافض للحرارة كل 4-6 ساعات حسب الحاجة وبعد العودة للطبيب إذا كان عمر الطفل يتراوح بين 3-12 شهرًا.
علاج الكحة عند الأطفال بطرق طبيعية
تنتشر بكثرة الوصفات المنزلية والطبيعية التي تدعي قدرتها على علاج الكثير من الأمراض مثل الكحة عند الأطفال، ولقد انقسم موقف العلم تجاهها بين مشجع ومحذر.
وهنا سوف نذكر لكم بعض الوصفات الطبية التي لم يجزم العلم نجاعتها بشكل قاطع ولكنه لم يحذر منها كذلك، ومنها ما أثبتت دراسات أولية نجاعته:
1- علاج الكحة بالعسل
قد تكون وصفة العسل والليمون مفيدة للطفل في حالة السعال، ولكن يمنع إعطاء العسل للأطفال دون سن الواحدة.
2- علاج الكحة عند الرضع بزيت الزيتون
تعتبر إحدى وصفات علاج الكحة الشائعة هي ملعقة من زيت الزيتون المخلوط بالسكر، ولكن يمنع منعاً باتاً إعطاؤها للطفل الرضيع، بل يمكن إعطاؤها للطفل الأكبر سناً مع تحفظات وضرورة استشارة الطبيب.
3- علاج الكحة بشوربة الدجاج
تشير دراسات تم إجراؤها في المركز الطبي لجامعة نبراسكا إلى احتواء شوربة الدجاج على مكونات قد تستطيع التخفيف من أعراض البرد الشائعة بما فيها الكحة.
4- علاج الكحة بالتدليك بزيت الزيتون
بينما لا يوجد دليل قاطع على فعالية هذه الطريقة، إلا أن بعض الدراسات الحديثة تشير إلى عدم وجود أي ضرر من استخدامها.
فعند القيام بتدليك رقبة وصدر الطفل ببعض الزيوت مثل زيت الزيتون ولمدة دقيقة واحدة، فإن هذا يخفف من سعال الطفل ويساعده على النوم بشكل أفضل في الليل.
ملاحظة: لا يفضل استخدام أية وصفات طبيعية دون الرجوع إلى الطبيب المختص.
أسباب الكحة عند الأطفال
بعد التعرف على الطرق الممكنة في علاج الكحة عند الأطفال يجب مراقبة طبيعة الكحة للتعرف على أسبابها والتصرف تبعً لذلك، وهذه مسببات كحة الطفل المختلفة:
1. الإصابة بالأمراض المعدية والالتهابات
وتشمل هذه الأمراض على الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والخناق.
لا يمكن معالجة هذه الأنواع من الكحة بالمضادات الحيوية بل بأدوية ووصفات خاصة تُوصف من قبل الطبيب.
2. الارتجاع المعدي المريئي
وتأتي هذه الحالة على صورة حرقة في المعدة بعد تناول الوجبات الغذائية وتتراوح شدة أعراضها من شخص لآخر.
ويمكن علاج الكحة عند الأطفال الناتجة عن الارتجاع المعدي المريئي عبر:
- التخلص من العامل المسبب للمرض في نظام الطفل الغذائي، مثل: الشوكولاته، أو النعناع، أو الأطعمة الدهنية والمقلية والحارة، أو المشروبات المنبهة.
- جعل الطفل يتناول طعامه قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم مع إعطائه وجبات صغيرة الكمية.
هذا وينصح دومًا باستشارة الطبيب.
3. الإصابة بالربو أو الأزمة
وقد تكون الأزمة إحدى أصعب الأمراض من ناحية التشخيص نظرًا لاختلاف الأعراض من طفل لآخر.
كما تختلف طرق العلاج تبعًا لسبب الأزمة الرئيسي لذا ينصح بتجنب محفزات ضيق النفس من هواء ملوث ودخان وعطور، ويجب استشارة الطبيب أولًا إذا كان الطفل مصابًا بالأزمة.
4. التعرض للحساسية
إن الحساسية هي ردة فعل يبديها الجهاز المناعي للجسم عند تعرضه لمواد معينة تختلف من شخص لآخر.
يجب استشارة الطبيب لمعرفة مسبب الحساسية للطفل وتجنبه، بين أنواع طعام وشراب وصولًا للغبار ووبر الحيوانات الأليفة وغيرها كثير، والعلاج غالبًا هو دواء للحساسية يصفه الطبيب.
5. الإصابة بالسعال الديكي
إن السعال الديكي هي نوبات من السعال صعبة التوقف يصاحبها تقيؤ واحمرار في الوجه.
تجدر الإشارة هنا إلى أن السعال الديكي معدي ومن الممكن تجنبه بأخذ التطعيمات اللازمة، كما يمكن السيطرة عليه عن طريق المضادات الحيوية.
6. أسباب أخرى
قد تكون الكحة عند الطفل ناتجة عن الاعتياد على الكحة بعد انتهاء فترة المرض، أو استنشاق رائحة غريبة، أو التعرض لما قد يسبب الكحة، مثل: الهواء الملوث بدخان السجائر وغيرها.
استشارة الطبيب
عليك استشارة الطبيب في ما يتعلق بعلاج الكحة عند الأطفال في الحالات الآتية:
- استمرار الكحة عند الأطفال فترة تتجاوز الأسبوعين.
- شعور الطفل بضيق في التنفس أو آلام في الصدر عند أخذ شهيق عميق.
- شعور الطفل بالإرهاق والتعب باستمرار وخشخشة في الصدر أثناء التنفس.
- معاناة الطفل من صعوبة في البلع، أو تقيؤه باستمرار، أو زيادة سيلان اللعاب لديه.
- تجاوز درجة حرارة الطفل 38 درجة مئوية وكان عمره أقل من 4 سنوات.
- عدم وجود تحسن يذكر على الطفل بعد ساعتين من إعطائه دواء الحمى الموصوف من قبل الطبيب.
- ترافق الكحة مع أعراض أخرى خطيرة، مثل: تورم العنق، وخسارة الوزن، وتغير الصوت، ودماء تصاحب الكحة.
وقد تدخل الحالة في حيز الخطر الشديد عند حصول الآتي:
- عجز الطفل عن التنفس أو الحديث أو وجود مشاكل عامة في التنفس لديه وظهور أعراض الاختناق عليه.
- إصابة الطفل بالإغماء أو توقفه تمامًا عن التنفس.
- تحول لون شفتي الطفل أو أظافره إلى اللون الأزرق عند السعال.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب فورًا مهما كانت الأعراض الظاهرة على الطفل خفيفة، وذلك في حال كان جهاز مناعة الطفل ضعيفًا أو لم يأخذ الطفل كافة التطعيمات اللازمة بعد.
المرجع : webteb.com