التهاب الحلق في الصيف: لماذا يحدث؟ وما العمل؟

من كان يظن أنه سيصاب بالتهاب الحلق في فصل الصيف؟ ولماذا نصاب بالتهاب الحلق في الصيف؟ وكيف يمكن تجنب ذلك وعلاجه بطرق فعالة وبسيطة؟

التهاب الحلق في الصيف: لماذا يحدث؟ وما العمل؟

يعتقد الكثير من الأشخاص أن الإصابة بالتهاب الحلق لا تحدث سوى خلال أشهر الشتاء، إلا أن هذا الأمر غير صحيح فهذا الالتهاب لا يقتصر على فترة بعينها، بل قد يصاب بها الشخص طوال أيام السنة، ولكن ما الذي يسبب الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف؟ وكيف يمكن تجنب ذلك وعلاجه بطرق فعالة؟

أسباب الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف

يصاب الإنسان عادة بالتهاب الحلق نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، ولكن في بعض الأحيان لا يعرف سبب الإصابة.

كما أنها لا تقتصر على فصل بعينه كما ذكرنا سابقًا، حيث أن هذه الجراثيم تتواجد أيضًا في الهواء وتعلق في الأماكن المختلفة في فصل الصيف، إذًا ما الذي يرفع من خطر الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف على وجه الخصوص إلى جانب هذه الجراثيم؟

  • استخدام المكيفات الهوائية

إن استخدام هذه الأجهزة الإلكترونية من شأنه أن يرفع من خطر الإصابة بالتهاب الحلق في بعض الحالات، والتي تتمثل في الآتي:

  1. تركيب المكيّف بصورة غير صحيحة مسببًا بذلك عدم تدوير الهواء في الغرفة بصورة مناسبة، وبالتالي ركود الهواء في مناطق معينة من المكان.
  2. عدم صيانة المكيّف باستمرار وانتظام مؤديًا بذلك إلى اتساخ مرشحات الهواء وزيادة خطر إطلاقها للعفن أثناء التهوية، مسببة بذلك تهيج منطقة الحلق وإصابته بالالتهاب وبالأخص لمن يعاني من الحساسية.
  3. جفاف المكان في كثير من الأحيان بسبب المكيف، ويُعد الجفاف من مهيّجات منطقة الحلق وبالتالي ارتفاع خطر الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف.
  • التعرض لتغييرات في درجة الحرارة

إن التنقل من أجواء الغرفة الباردة بواسطة المكيف الهوائي إلى البيئة الخارجية لمواجهة حر الصيف الملتهب والعكس صحيح يؤثر على صحة الإنسان بشكل عام وعلى الأغشية المخاطية بشكل خاص.

حيث يُصاب الشخص وخصوصًا عند الدخول إلى بيئة باردة جدًا مختبئًا من حرارة الصيف بجفاف في الحلق والجيوب الأنفية وحتى العيون مما يسبب التهابها.

ومن الجدير بالذكر أنه يمكننا تجنب هذه الظاهرة إذا قمنا بضبط درجات الحرارة في المكيف الهوائي إلى درجات حرارة معقولة تتراوح بين 23 درجة مئوية إلى 25 درجة مئوية التي تضمن أجواء لطيفة وباردة من جهة ومن جهة أخرى يستطيع جسمنا مواجهتها.

  • انخفاض الرطوبة في الصيف

عادةً ما يصاحب فصل الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة الرطوبة المنخفضة، حيث يؤدي انخفاض الرطوبة إلى زيادة الجفاف وامتصاص السوائل من الجسم وأعضاءه مسببة جفافها، وهذا ما يحدث في منطقة الحلق أيضًا، ليكون بذلك أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الحلق في الصيف.

  • وجود العواصف الرملية

حيث يكثر هذا النوع من العواصف خلال فصل الصيف التي تحمل معها الكثير من الرمال مسببة تهيج منطقة الحلق وبالأخص لمن يعاني من الحساسية والأشخاص الذين يتنفسون عن طريق الفم رافعة من خطر الإصابة بالتهاب الحلق.

  • التدخين

يساهم تدخين السجائر أو حتى استنشاقها إلى رفع خطر الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف، وبما أن التدخين شائع في كل الأوقات، يكون المدخن عرضة للإصابة بالتهاب الحلق طوال أيام السنة.

  • الحساسية

يُعد الأشخاص الذين يعانون من الحساسية من أكثر الفئات عرضة للإصابة بالتهاب الحلق في الفصول الأربعة، فالحساسية اتجاه العفن أو وبر الحيوانات الأليفة أو الغبار أو حبوب اللقاح أو غيرهم تساعد في تراكم المخاط بشكل زائد في الجزء الخلفي من الحلق، مسببًا بذلك تهيجه وإصابته بالتهاب في كثير من الأحيان.

  • التنفس عن طريق الفم

من أجل فهم هذه النقطة علينا أن نعرف آلية التنفس السليم وهي التنفس من خلال الأنف، حيث أن أنف الإنسان يعتد مصفاة جيدة للهواء الذي نتنفسه.

إذ يمنع دخول البكتيريا وغيرها من محفزات الحساسية إلى الحلق ومجرى التنفس، وكذلك يقوم الأنف بضبط درجة حرارة الهواء البارد قبل وصوله إلى الحلق، لذا فالتنفس المستمر عبر الفم يزيد من فرص الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف.

  • كثرة الكلام

وتبعًا لما ذكرناه سابقًا عندما نتكلم أو حتى نضحك يدخل الهواء إلى مجرى التنفس من خلال الفم دون تصفية الهواء أو حتى ضبط حرارته.

ومن جهة أخرى في بعض الأحيان تحتم الظروف علينا التكلم كثيرًا وإجهاد عضلات الحلق كثيرًا سواء إن كان في إطار العمل أو خلال اجتماعات ومناسبات أخرى مما يعرض الحلق للجفاف والبكتيريا ومحفزات الحساسية وبالتالي قد يؤدي إلى التهاب الحلق.

  • الصوت المرتفع

إن كانت كثرة الكلام تؤدي إلى التهاب الحلق فما بالكم الصراخ أو الغناء؟ عند إجهاد عضلات الحلق والأوتار الصوتية يتهيج الحلق والحنجرة ويزداد جفاف الفم لترفع بذلك من خطر الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف وفي باقي أوقات السنة.

  • الإصابة بمرض الجزر المعدي المريئي

وهو مرض يتم من خلاله استرجاع أحماض المعدة بالإضافة إلى عصارات المرارة في بعض الأحيان إلى منطقة المريء.

أعراض الإصابة بالتهاب الحلق

إن الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف عادة ما يتم الشفاء منه بسرعة ودون الحاجة إلى التدخل الطبي، وقد يُساعد تناول بعض الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في تخفيف أعراض الإصابة بالمرض، والتي تتمثل في الآتي:

  • التهاب اللوزتين (Tonsillitis).
  • تضخم الغدد في منطقة الرقبة.
  • صعوبة في البلع.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • صداع.
  • سعال.
  • سيلان في الأنف.
  • ألم في العضلات.

علاج التهاب الحلق في الصيف

تجدر الإشارة هنا أن أدوية المضادات الحيوية لا يتم استخدامها لعلاج التهاب الحلق في المعتاد إلا في الحالات الحادة والشديدة، وتتم بعد استشارة الطبيب المختص، علمًا أنه من المهم اللجوء للطبيب في حال ارتفاع درجة الحرارة عن 38 درجة مئوية وعدم انخفاضها بالرغم من تناول مسكنات الآلام، وعندما لا يشعر المريض بتحسن الأعراض بعد أسبوع من الإصابة بالالتهاب.

وبما أن الإصابة بالتهاب الحلق في الصيف تُعد أمر شائع، يجدر على المرضى معرفة بعض الطرق المنزلية التي تساعدهم في التخلص من أعراض التهاب الحلق في الصيف ببساطة وسهولة وتتمثل هذه الطرق في:

  • تناول المشروبات الساخنة، مثل: الشاي والعسل من أجل تلين منطقة الحلق.
  • الغرغرة بالماء الفاتر المضاف له بعض الملح بضع مرات في اليوم.
  • تناول بعض أقراص المص المصممة خصيصًا للتخفيف من أعراض التهاب الحلق والألم، خصوصًا أن تلك الأقراص تحتوي على مادتين تعملان على تطهير المنطقة جيدًا بالإضافة إلى مادة أخرى للتخدير الموضعي الخفيف.
  • الامتناع عن شرب الكحول في هذه الفترة، فهي تعمل على تهيج الحلق.
  • الإكثار من شرب السوائل مع تجنب العصائر الحمضية، مثل: البرتقال؛ لأنها تسبب تهيج منطقة الحلق.
  • الابتعاد عن التدخين.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة والإكثار من الأطعمة الطرية، مثل: الشوربات.
  • التأكد من أن الرطوبة في المنطقة غير مرتفعة، فهي تزيد من تهيج الحلق، وبالتالي الألم والالتهاب.

الوقاية من التهاب الحلق

إن الحماية والوقاية تعدان العاملان الأساسيان في تجنب الإصابة بالأمراض المختلفة، ولكن كيف نقي أنفسنا من الإصابة بالتهاب الحلق؟

  • التاكد من تنظيف اليدين باستمرار، وبالأخص قبل تناول الطعام واستخدام المرحاض.
  • تجنب التواصل المباشر مع المصابين بالتهاب الحلق، علمًا أنهم ينقلون العدوى إلى من حولهم بسهولة وقبل ظهور أعراض الإصابة عليهم!
  • الإقلاع عن التدخين
  • الابتعاد عن الأماكن الملوثة والتي ينتشر فيها مسببات الحساسية
  • عدم مشاركة الآخرين بأواني الطعام الخاصة
  • التأكد من مستوى الرطوبة في المنزل وأماكن العمل
  • التنفس عن طريق الأنف وليس الفم
  • تناول جميع أنواع المعادن والفيتامينات عن طريق اتباع نمط غذائي صحي من أجل تقوية الجهاز المناعي.
  • تناول الكثير من السوائل.

يُعد الأطفال والشباب الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق، وقد يعود السبب في ذلك إلى عدم اكتمال مناعتهم اتجاه الفيروسات والبكتيريا المختلفة المسببة من حولنا والمسببة لالتهاب الحلق.


من قبل
رزان نجار

الخميس 26 أيار 2016


آخر تعديل –
الاثنين 5 تموز 2021


المرجع : webteb.com