الإسهال: الأسباب المتعلقة بالسرطان وكيفية التعامل معه
يمكن أن تساعدك معرفة الفارق بين مؤشرات الإسهال العادي والإسهال الخطير وأعراضهما في فهم متى ينبغي لك الاتصال بالطبيب.
الإسهال غير مريح ويُعد عرضًا جانبيًا شائعًا لدى الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان. ويمكن أن يحدث أيضًا بسبب السرطان نفسه. وفي بعض الأحيان يكون الإسهال علامة على وجود مشكلة أكثر خطرًا.
ما سبب حدوث الإسهال لدى مرضى السرطان؟
يعاني الجميع من الإسهال من وقت لآخر. فإذا كان الشخص يعاني من السرطان، فإن ما كان يسبب له الإسهال في الماضي سيظل يؤثر عليه في الوقت الحالي. ولكن توجد أسباب أخرى للإسهال مرتبطة بالسرطان بما في ذلك علاج السرطان، والعدوى، والضغط النفسي والقلق، والسرطان نفسه.
علاج السرطان
يمكن أن تتسبب عدة أنواع من علاج السرطان في حدوث إسهال، وهي تشمل:
العلاج الكيميائي: إلى جانب القضاء على الخلايا السرطانية، يتجه العلاج الكيميائي إلى القضاء على الخلايا سريعة النمو مثل تلك الخلايا الموجودة في بطانة الأمعاء. إذا كان العلاج الكيميائي يسبب تلفًا في بطانة الأمعاء، فقد يحدث الإسهال.
ولكن لا تسبب جميع عقاقير العلاج الكيميائي الإسهال، لذا، اسأل الطبيب ما إذا كان الإسهال عرضًا جانبيًا لنوع العلاج الذي تتلقاه.
- العلاج الإشعاعي: قد يحدث الإسهال على إثر العلاج الإشعاعي الذي يركز على البطن أو الحوض أو الجزء السفلي من الظهر. وتعتمد شدة الإسهال على جرعة الإشعاع. ولكن يمكن أن يستمر الإسهال لأسابيع أو أشهر بعد العلاج. ومن المحتمل أيضًا أن يبدأ الإسهال بعد العلاج بعدة أشهر أو حتى سنوات.
- الجراحة: إذا تحتم على الجراح استئصال أجزاء معينة من المعدة لكي يستأصل السرطان، فقد يغير هذا من قدرة الأمعاء على امتصاص المواد الغذائية أو الدهون فينتج عن ذلك الإسهال.
زرع خلية جذعية في النخاع العظمي: قد يحدث الإسهال نتيجة الخضوع للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي على كامل الجسد باعتبارهما جزءًا من زرع خلية جذعية في النخاع العظمي.
ويمكن كذلك أن يكون الإسهال مضاعفة لداء الطعم حيال الثوي الناتج عن حصول المريض على خلايا جذعية من النخاع العظمي من المتبرع. وعند الإصابة بهذا الداء، ترفض خلايا النخاع العظمي الجذعية المزروعة جسم المريض.
العدوى
يمكن أن يجعل علاج السرطان المريض أكثر عرضة لأنواع مختلفة من العدوى والتي يمكن بدورها التسبب في حدوث الإسهال. بالإضافة إلى ذلك، قد ينتج الإسهال عن المضادات الحيوية التي قد تُستخدم لعلاج العدوى.
الضغط النفسي والقلق
إن الضغط النفسي والقلق اللذين يشعر بهما المريض أثناء مكافحة السرطان يمكن أيضًا أن يتسببا في حدوث الإسهال.
السرطان نفسه
فيما يلي أمثلة على أنواع السرطان التي يمكن أن تسبب الإسهال:
- الأورام المنتجة للهرمونات (الغدد الصماء العصبية) بما يشمل ذلك المتلازمة السرطاوية ومتلازمة زولينجر إيليسون
- سرطان القولون
- الورم السرطاني الليمفاوي
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي
- سرطان البنكرياس
تعتمد مدة وشدة الإسهال على ما يسبب العلامات والأعراض. يجب التحدث إلى الطبيب بشأن ما يمكن توقعه والفترة التي قد يستمر فيها الإسهال.
متى ينبغي الاتصال بالطبيب؟
قد يكون الإسهال مجرد حالة مزعجة أو علامة على شيء أكثر خطورة. وكذلك قد يؤدي الإسهال إلى مشكلات أخرى مثل الجفاف الحاد.
وتكون بعض العلامات والأعراض أكثر شدة عن غيرها. يجب الاتصال بالطبيب على الفور في حالة حدوث أي من التالي:
- تكرار إخراج البراز اللين ست مرات أو أكثر في اليوم على مدى أكثر من يومين
- وجود دم في البراز أو المنطقة الشرجية
- عدم القدرة على التبول لمدة 12 ساعة أو أكثر
- عدم القدرة على تناول السوائل لأكثر من يوم
- فقدان الوزن الناتج عن الإسهال
- حدوث إسهال بعد إمساك ببضعة أيام
- انتفاخ البطن
- حمى بدرجة حرارة 38 درجة مئوية (100 درجة فهرنهايت) أو أكثر
يجب التحدث إلى الطبيب إذا كان لا يبدو أن الإسهال حاد ولكنه بدأ في إعاقة القيام بالأنشطة اليومية، على سبيل المثال التخوف من مغادرة المنزل أو الذهاب إلى أي مكان ليس به مرحاض قريب. وكذلك يتعين التناقش مع الطبيب إذا كانت تقلصات المعدة تحول دون قيامك بالأنشطة اليومية.
ذلك ويكون الاتصال بالطبيب ضروريًا إذا كان المريض يخضع لعلاج كيميائي في صيغة حبة وعانى من الإسهال. ويمكن للطبيب تحديد ما إذا كان من الآمن الاستمرار على تناول حبات العلاج الكيميائي هذه.
ما الذي ينبغي علي فعله؟
عن حدوث الإسهال، يمكنك اتخاذ خطوات نحو تعديل ما تأكله وما تشربه. على سبيل المثال، حاول القيام بما يلي:
- تناول السوائل الصافية: حالما تشعر بالإسهال، حول نظامك الغذائي إلى السوائل الصافية مثل الماء وعصير التفاح والحساء الصافي والحلوى المثلجة. وتجنب منتجات الألبان حيث إن عدم تحمل اللاكتوز قد يكون مسببًا جزئيًا للإسهال الذي تعاني منه. عندما تعاني من الإسهال، قد تحتاج إلى شرب ثمانية إلى 12 كوبًا من السوائل يوميًا.
- تناول الأطعمة قليلة الألياف: مع بدء تحسن الإسهال لديك، أضف الأطعمة قليلة الألياف إلى نظامك الغذائي، مثل الموز والأرز وصوص التفاح وخبز التوست.
- تناول وجبات صغيرة على فترات.
- تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم: لأن البوتاسيوم يعد معدنًا مهمًا يمكن فقدانه على إثر الإسهال. وجرب تناول الموز والبطاطس والمشمش لتعزيز مستويات البوتاسيوم لديك. أما إذا كنت تعاني من مشكلات بالكلى، فاستشر الطبيب قبل تناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم.
- وتجنب الأطعمة التي تهيج جهازك الهضمي: وتشمل هذه الأطعمة، منتجات الألبان، والأطعمة الحارة، والكحوليات، والأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، وعصير البرتقال أو البرقوق، والأطعمة الغنية بالألياف والدهون.
- جرب البروبيوتيك: يوجد البروبيوتيك في الزبادي والمكملات الغذائية، وهو عبارة عن بكتيريا نافعة قد تساعد على إعادة عملية الهضم لديك إلى طبيعتها. وتشمل الأمثلة عليها اللاكتوباسيلوس وبيفيدو باكتيريوم. إذا خضعت لعملية زرع النخاع العظمي، فراجع الطبيب قبل استخدام البروبيوتيك.
ومع تحسن حالتك، يمكنك تعديل النظام الغذائي بوتيرة بطيئة لتعيده إلى الطبيعي.
ماذا إذا لم تنفع التغييرات في النظام الغذائي؟
إذا لم يثمر تغييرك من نظامك الغذائي في الحد من عدم الراحة الناتج عن الإسهال، فقد يصف الطبيب أدوية تخفف من معاناتك. ولا تتناول أية أدوية متاحة دون وصفة طبية دون مراجعة الطبيب أولاً لأن بعضها قد تسبب آثارًا جانبية لدى الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان.
وتشمل الأدوية الشائعة لعلاج الإسهال المرتبط بالسرطان، ما يلي:
- الأدوية الأفيونية: قد تكون مألوفة لديك الأدوية الأفيونية المستخدمة في علاج الألم، ولكن تستطيع هذه الأدوية أيضًا الحد من الإسهال عن طريق إبطاء الحركة خلال الأمعاء. ويسبب لوبيراميد (إيموديوم إيه-دي) أعراضًا جانبية أقل عن الأدوية الأفيونية الأخرى وهذا ما يجعله خيارًا علاجيًا شائعًا.
- العوامل المضادة للإفراز: تحد هذه الأدوية من كمية السوائل التي يفرزها الجسم مما يجعل البراز أكثر صلابة. وتتضمن الأمثلة على العوامل المضادة للإفراز، الأسبرين، وبسموث سبساليسيلات (الكاوبيكتات، وبيبتو-بيسمول)، والستيرويدات القشرية، وأوكتريوتايد (ساندوستاتين).
وتتوفر أدوية أخرى ولكن يتم تحديد نوع الدواء حسب شدة الإسهال ومسببه.
وقد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من إسهال حاد إلى الاحتجاز في المستشفى للحصول على السوائل والتغذية من خلال أنابيب الوريد.
اعتنِ بجلدك
إن الإخراج المتكرر لبراز سائل القوام قد يؤثر سلبًا على جلد المنطقة الشرجية. نظف هذه المنطقة بالمياه الدافئة أو باستخدام فوط الأطفال أو فوط الحمام، واحرص على تجفيف هذه المنطقة أيضًا برفق.
ويمكن أيضًا أن تساعد المراهم المضادة للماء على الحد من مهيجات الجلد. وتشمل الأمثلة على هذه المراهم، هلام النفط أو مرهم ايه آند دي. ضع هذا المرهم بعد تنظيف وتجفيف جلد المنطقة الشرجية.
التحدث بشأن الإسهال
على الرغم أن التناقش حول الإسهال مع الطبيب قد يكون محرجًا، فإن من الأهمية بمكان إخباره بجميع العلامات والأعراض التي تعاني منها. وقد يكون الإسهال المصاحب لعلاج السرطان خطيرًا. كلما عجلت من إخبار طبيبك، زادت إمكانية تفاعله بشكل سريع في مساعدتك للتخفيف من الأعراض لديك.
المرجع : webteb.com