الإنزيمات الهاضمة: ما هي مهمتها؟
الإنزيمات الهاضمة لها العديد من الوظائف المهمة، ولكن ما هي الإنزيمات الهاضمة؟ وكيف تعمل؟
يتكون جسم الإنسان من مجموعة من الأعضاء الداخلية، ولكل عضو وظيفة معينة مهمة للجسم، ومن أهم المركبات التي تساعد هذه الأعضاء على القيام بوظائفها بشكل طبيعي وسليم الإنزيمات، والتي من ضمنها الإنزيمات الهاضمة التي سيتم ذكرها في المقال الآتي:
الإنزيمات الهاضمة
الإنزيمات الهاضمة هي محفزات بيولوجية بروتينية، تقوم بعمليات كيميائية مختلفة داخل الجسم، وتؤثر على سرعة حدوث بعض التفاعلات الكيميائية فتدخل فيها كعامل يسرعها أو يبطئها دون أن يتم استهلاكها.
يوجد في جسم الإنسان أكثر من 5000 نوع من الإنزيمات، ويقوم كل منها بوظيفة معينة، وتأخذ الإنزيمات أشكالًا معقدة ودقيقة تتناسب مع حجم الجزيئات التي تلتحق بها لبدء عمليات التفاعل المختلفة.
الإنزيمات الهاضمة الأساسية
تلعب الإنزيمات الهاضمة دورًا محوريًا في عملية هضم الطعام في الجسم، إذ تقوم بتحفيز التفاعلات الكيميائية اللازمة لعمليات الهضم المختلفة، ومن هذه الإنزيمات الهاضمة الآتي:
1. إنزيم الأميليز (Amylase)
يعمل على تحفيز عملية هضم وتحويل الكربوهيدرات إلى سكريات، ويتواجد هذا الإنزيم في الغدد اللعابية، والبنكرياس، والأمعاء الدقيقة.
ويؤثر نقص هذا الإنزيم على الصحة ككل لا على عمليات الهضم فحسب؛ لأنه مسؤول أيضًا عن تحليل خلايا الدم البيضاء الميتة، وعدم تحللها قد يؤدي إلى نشأة تورمات تحمل صديد.
2. إنزيم البروتيز (Protease)
وهو مسؤول عن تحليل البروتينات وتحويلها إلى أحماض أمينية (Amino Acid)، ويتركز إنزيم بروتيز في المعدة، والبنكرياس، والأمعاء الدقيقة.
وإن أي نقص في هذا الإنزيم قد يتسبب بعدة مشاكل في الجسم مثل: القلق، وقلة النوم، والتهاب المفاصل وهشاشة العظام نتيجة نقص كمية الكالسيوم في الدم.
ولأن إنزيم بروتيز يعمل على التخلص من بعض أنواع البكتيريا والفيروسات في الدم فقد يؤدي نقصه كذلك إلى الالتهابات وانخفاض كفاءة جهاز المناعة في الجسم.
3. إنزيم ليبيز (Lipase)
تكمن وظيفة هذا الإنزيم الرئيسة في عملية تحليل الدهون، وتحفيز عملية تحويلها إلى أحماض دهنية في البنكرياس والأمعاء الدقيقة.
وإن أي نقص في هذا النوع من الإنزيمات قد يكون له تأثيرات سلبية على صحة الإنسان، مثل:
- ارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.
- مواجهة صعوبة في إنقاص الوزن.
- الإصابة بمرض السكري.
- تخلص خلايا الجسم من الفضلات أو امتصاصها للغذاء بصعوبة وبعد عناء.
- المعاناة من تشنج العضلات خصوصًا في منطقة الأكتاف بسبب نقص مؤين الكالسيوم في الدم.
4. إنزيم البابين (Papain)
وهو إنزيم مسؤول عن تحفيز عملية تحليل البروتينات الموجودة باللحوم، إذ يساعد هذا الإنزيم على معالجة مشاكل الهضم والغازات، والتخلص من الأنسجة الميتة والضارة في الجسم.
5. إنزيم اللاكتيز (Lactase)
وظيفة هذا النوع من الإنزيمات تكمن في تحليل وهضم اللاكتوز المتواجد في سكر الحليب.
ويؤثر نقصه على الإنسان عند الكبر، فقد يسبب نقصه صعوبة في هضم هذا النوع من السكريات، في حالة يطلق عليها عدم تحمل اللاكتوز (Lactose Intolerant).
6. إنزيم البروميلين (Bromelain)
وهو من الإنزيمات المضادة للالتهاب، ويساهم في منع حدوث التهاب المفاصل.
الغذاء الغني بالإنزيمات الهاضمة
إن عدم وجود الإنزيمات في الجسم بالكميات الكافية والطبيعية قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة، لذا على الإنسان أن يحرص على تناول الأغذية الغنية بالإنزيمات الهاضمة لتفادي الأمراض، وهناك أنواع طعام غنية بالإنزيمات هذه، مثل:
- السمك، والخضار والفواكه، والبذور، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والبقوليات.
- الفاكهة والخضار غير المطبوخة فهي غنية بالإنزيمات الأساسية كبروتيز، وأميليز، وليبيز.
- فاكهة البابايا التي تحتوي على إنزيم بابين، بينما يحتوي الحليب واللبن غير المبسترين على إنزيم اللاكتيز، أما إنزيم البرومالين فهو يتواجد ثمرة الأناناس.
- الكبسولات الخاصة، والتي توصف للذين يعانون من أمراض سببها نقص في إنزيمات معينة موجودة في الجسم.
وظائف أخرى للإنزيمات الهاضمة
لا يقتصر مفعول الإنزيمات على عملية الهضم في الجسم فقط، فهناك إنزيمات تستخدم لتركيب وصناعة مواد مختلفة، على سبيل المثال توجد إنزيمات معينة في المواد المستخدمة لغسيل الملابس تساعد على تفكيك والتخلص من بقع الدهون المستعصية أو البقع التي سببها عنصر من مشتقات السكر.
وتتواجد في الصيدليات بعض الكبسولات التي قد تساعد من لديهم خلل في إنتاج الإنزيمات نتيجة لمرض ما، ولكن يجب الحرص على أن يحتوي طعامك اليومي على أغذية تمدك بحاجتك من الإنزيمات المختلفة لتبقى في صحة جيدة.
تشوه الإنزيمات الهاضمة
إذا تغير شكل الإنزيمات أو تشوه تصبح التفاعلات الكيميائية التي كان مسؤولًا عنها أو التي كان يدخل فيها غير ممكنة، ومن أهم أسباب تشوهها:
- التعرض لدرجة حرارة مرتفعة.
- التعرض لدرجة حموضة عالية (PH).
كما تزيد فعالية ونشاط الإنزيمات الهاضمة مع زيادة درجة الحرارة إلى أن تصل لدرجة حرارة 37 درجة مئوية، أي درجة حرارة الجسم الطبيعية، ولكن إذا تجاوزت درجة حرارة الوسط الذي تتواجد فيه الإنزيمات هذا الرقم تصاب الإنزيمات بتشوهات وقد يتوقف تأثيرها.
أما بالنسبة لدرجة الحموضة (PH) فإن أي تغير يطرأ عليها يؤثر على فعالية الإنزيمات أيضًا، وتختلف درجة الحموضة التي تعتبر طبيعية حسب المنطقة أو الجزء من الجسم الذي نتحدث عنه.
المرجع : webteb.com