دراسات جديدة حول عوامل الخطر والوقاية من سرطان البروستاتا
جمعية مكافحة السرطان تعرض أمامنا بعض الحقائق عن سرطان البروستاتا وتوصي جمهور الرجال بدءا من سن الـ 50 بالتشاور مع طبيب العائلة حول نوع الفحص الملائم لهم.
سرطان البروستاتا هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا في منطقتنا. العامل الرئيسي الذي يزيد من نسبة حدوث هذا المرض هو التقدم في السن حيث أن خطر الاصابة بسرطان البروستاتا يزيد بشكل ملحوظ مع التقدم في العمر. من بين العوامل الأخرى لهذا المرض يمكن ذكر عوامل الخطر مثل التاريخ العائلي الذي يحدد أن الرجال الذين أصيب والدهم بالمرض معرضين بمرتين أكثر لخطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وكذلك، سوء التغذية، السمنة، عدم ممارسة الرياضة، شرب الكحول والتدخين هي من بين العوامل التي قد تزيد من خطر حدوث المرض.
أعراض سرطان البروستاتا
في المراحل الأولى من الإصابة بالمرض لا تظهر أعراض ولا يكون للمرض أي علامة خارجية. بما ان سرطان البروستاتا يتطور ببطء وعلى مدى عدة سنوات، فقد تظهر الأعراض بعد عدة سنوات من تكون الورم نفسه عندما تتوسع منطقة الورم وتشكل ضغط على مجرى البول. هذه الأعراض قد تشير في بعض الأحيان إلى الإصابة بسرطان البروستاتا ولكنها تشبه الى حد بعيد الأعراض التي تميز ظاهرة أخرى غير سرطانية وهي التضخم الحميد في غدة البروستاتا الشائعة جدا لدى الرجال فوق سن ال 50 لهذا السبب عندما تحدث هذه الأعراض يجب التوجه الى الطبيب وتوضيح أسبابها التي تشمل:
- صعوبة في التبول.
- زيادة في وتيرة التبول، وخاصة في الليل.
- الشعور بالألم عند التبول.
- ظهور الدم في البول أو عند الاتصال الجنسي (نادر).
إذا كنت تعاني من أحد الأعراض المذكورة أعلاه، فمن المهم أن تتوجه الى الطبيب على الفور. ومع ذلك، فمن المهم أن نتذكر أن معظم حالات تضخم البروستاتا لا تكون خبيثة.
تعرف أكثر على سرطان البروستاتا واعراضه
دراسات جديدة حول عوامل الخطر والوقاية من سرطان البروستاتا
مع تطور الطب، هناك مجموعة متزايدة من الأدلة العلمية التي تشير إلى قدرة نمط الحياة الصحي على منع والتقليل من مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا من جهة والعادات المعيشية غير الصحية التي تزيد من الخطر من جهة أخرى. عوامل الخطر المعروفة حتى الآن لعالم الطب والتي توصي جمعية السرطان بإيلاء اهتمام خاص لها هي سوء التغذية، السمنة، عدم ممارسة الرياضة، الإفراط في شرب الكحول، تدخين السيجار، السجائر، الشيشة والنرجيلة والتي قد تزيد من خطر الإصابة بالمرض.
ذكرت واحدة من أحدث الدراسات حول هذا الموضوع أن استهلاك الدهون المهدرجة (الدهون التقابلية) يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ووجدت الدراسة التي أجريت في مركز الوقاية من الأمراض المزمنة في وكالة الصحة العامة في كندا (Centre for Chronic Disease Prevention and Control، Public Health Agency of Canada) علاقة بين استهلاك الدهون التقابلية غير المشبعة وخطر الاصابة بسرطان البروستاتا. أرسل معدي البحث استبيانات طبية للمقيمين حول موضوع التغذية لسكان ثماني محافظات في جميع أنحاء كندا عبر البريد بين عامي 1994 و- 1997 ولخصوا اجابات السكان الذين أجابوا. تم ملئ 1،797 استبيان من قبل رجال الذين تم تشخيص سرطان البروستاتا لديهم و-2،547 استبيان من قبل رجال الذين لا يعانون من هذا المرض. خلال الاستبيانات تم جمع معلومات حول البيانات الاقتصادية والاجتماعية، العادات الغذائية ونمط الحياة لدى المشاركين. تم تقسيم المشاركين إلى أرباع، وفقا لدرجة استهلاكهم للدهون التقابلية. أظهرت النتائج أن الرجال الذين كانوا في الربع الأعلى من حيث كمية الاستهلاك كانوا معرضين بشكل أكبر بنحو 45٪ لمخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا، بالمقارنة مع الرجال الذين كانوا في الربع الأدنى من حيث الاستهلاك. من هنا كان الاستنتاج بأن زيادة استهلاك الدهون المهدرجة يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، في حين ان اتباع نظام غذائي منخفض في الدهون التقابلية يمكنه الحد من خطر الإصابة بالمرض. وقد نشرت الدراسة في العدد الأخير من المجلة الطبية التغذية والسرطان – Nutrition and Cancer.
المعلومات بشأن عوامل الوقاية تستند على الدراسات التي أجريت في مجال التغذية والتي تشير على سبيل المثال الى ان المكونات مثل أوميغا 3، مضادات الأكسدة والخضروات يمكنها الحد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.
وقد أجريت في هذا المجال دراسة جديدة في فرنسا، والتي أثبتت بأن المواد المضادة للأكسدة، والمعروفة باسم البوليفينولات، والتي توجد في العنب الأحمر والشاي الأخضر تعيق تطور مرض سرطان البروستاتا. أجرى الباحثون تجارب في ظروف المختبر التي خلالها تم فحص فعالية مضادات الأكسدة. زرع الباحثون خلايا سرطان البروستاتا البشرية في جسم الفئران التي تم علاجها بماء الشرب الذي يحتوي على البوليفينولات. لدى الفئران، التي عولجت بالبوليفينولات، لوحظ انخفاض ملحوظ في حجم الورم. وقد نشرت هذه الدراسة مؤخرا في المجلة العلمية FASEB ال- The Federation of American Societies for Experimental Biology.
حددت دراسة التي أجريت في وقت سابق في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة أن الرجال الذين استهلكوا الجرعة الأعلى من أوميغا 3، كانت لديهم نسبة المخاطر أقل ب- 63٪ لتطوير سرطان البروستاتا العنيف، بالمقارنة مع الرجال الذين تناولوا الجرعة الأقل. ووجد الباحثون أيضا أن الرجال الذين كانت لديهم تغييرات في نوع COX-2 الذين استهلكوا جرعة منخفضة من أحماض أوميغا 3، كانوا معرضين أكثر ب- 5 مرات للإصابة بسرطان البروستاتا العنيف، ولكن الرجال الذين كان لديهم نفس التغيرات الجينية الذين استهلكوا جرعات عالية من أحماض أوميغا 3 قللوا من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا نتيجة لذلك . وقد نشرت هذه الدراسة مؤخرا في المجلة العلمية ال- CANCER WATCH.
اختبارات الكشف عن سرطان البروستاتا
يوصى للرجال المعرضون لخطر كبير للإصابة بالمرض، بإجراء اختبارات التشخيص المبكر بدءا من سن ال 50، بوتيرة مرة واحدة في السنة. المخاطر المرتفعة تعرف بظهور سرطان البروستاتا لدى الأقارب من الدرجة الأولى (الأخ أو الأب أو الابن) الذين أصيبوا بسرطان البروستاتا قبل سن الـ70. يوصي هؤلاء الرجال بإجراء اختبار PSA من أجل الكشف عن البروتين الذي يتم انتاجه في خلايا غدة البروستاتا والموجود في الدم، فحص المستقيم وكذلك فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية. وفقا لذلك تحدد لكل شخص الاختبارات التكميلية. أما بالنسبة لعامة السكان من الرجال الذين ليسوا ضمن مجموعة المخاطر المرتفعة، بناء على توصية جمعيات مكافحة الأورام المعمول بها في معظم الدول الغربية، فان الاختبارات لغرض الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا لا تشمل اجراء فحص المسح لعموم السكان من الرجال، باستثناء الرجال ضمن مجموعة الخطر المرتفع . توصي جمعية مكافحة السرطان الرجال فوق سن ال- 50 باستشارة الطبيب حول نوع الاختبار الذي يلائمهم وفهم ما هي مزايا وعيوب الاختبارات القائمة اليوم.
الدعم عبر الإنترنت
جمعية مكافحة السرطان تفعل اليوم منتدى للتشاور حول سرطان البروستاتا ويدار الموقع من قبل خبراء في مجال أمراض المسالك البولية والسرطان. من خلال المنتدى يمكن التشاور وطرح الأسئلة.
مشاهير اصيبوا بسرطان البروستاتا
في أكتوبر 2003، أعلن الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو أنه مصاب بسرطان البروستاتا، الذي تم اكتشافه كما أكد في مرحلة مبكرة من المرض، وذلك بفضل الفحوص المنتظمة التي اجراها. عقب دي نيرو، الحائز على 2 من جوائز الاوسكار والمعروف من خلال الأفلام: العراب الجزء 2، الثور الهائج، قمة الخوف وغيرها تم الكشف عن حالات الاصابة بهذا المرض لدى مشاهير آخرين في جميع أنحاء العالم، مثل الممثل دينيس هوبر، المعروف من الأفلام: المخملية الزرقاء، أبوكاليبس الآن والسرعة، وبعد عدة سنوات من الصراع مع سرطان البروستاتا، توفي عن عمر يناهز 73 قبل عدة أشهر.
تؤمن جمعية مكافحة السرطان أن الكشف العلني عن سرطان البروستاتا، يحفز الجمهور على إجراء الاختبارات ويساعد المرضى على التعامل مع هذا المرض. كما قامت الجمعية بإجراء مسح الذي أظهر أن 81٪ من المستطلعين يعتقدون أن كشف وجود المرض لدى المشاهير في وسائل الإعلام هو شيء جيد ويستحق التقدير ويعطي القوة لمرضى السرطان الأخرين على التعامل مع المرض.
المرجع : webteb.com