قصة واقعية: ‘حياتي مع مرض كرون’
كاري جرانت Carrie Grant كانت قد أصيبت بمرض كرون عندما كانت مراهقة، وهو مرض في الأمعاء قد يهدد الحياة، فكيف واجهت ذلك وتخطته بالعلاج المناسب، اليكم ما حصل معها:
لقد مضى أكثر من 20 عاما منذ أن تم تشخيص كاري جرانت Carrie Grant بمرض كرون Crohn disease وهي أم لثلاثة أبناء ومدربة الصوت. ولا تزال كاري تعاني من آلام بطنية شديدة تمنعها من تناول الطعام لأسابيع.
تقول: “عندما أسمع بأن أشخاصا لم يتناولوا الطعام لبضعة أيام أبتسم. “قبل عدة سنوات لم أتناول الطعام لمدة 90 يوما. بعض المصابين قد يقضون أشهرا من دون الشعور بالأعراض، غير أنني أعاني بشكل متواصل من آلام البطن والإسهال.“
“إنني أعيش بألم ذي مستوى منخفض معظم الأوقات، رغم أنني إن كنت أصارع الألم، فإنني آخذ الباراسيتامول.
“لقد عشت على المشروبات المغذية، ولكني لم أحتاج لذلك منذ نحو عامين، الأمر الذي يعد رائعا كون طعمها كريها.”
تقول كاري بأن التعامل مع المرض هو نفسي أكثر مما هو جسدي، ولكنه مرض استطاعت أن تتغلب عليه. “كرون لا يزول أبدا، ولكني أشعر بأنني أكثر سيطرة عليه الآن مقارنة بما كنت عليه وأنا أصغر سنا”.
“لقد كان بالفعل يقوم بإحباطي، الأمر الذي زاد من مرضي، لكنني الآن أكثر إيجابية بكثير.
“فمع تقدمي بالسن، وجدت بأن الحالة النفسية الإيجابية تساعد بالفعل. فإن استيقظت من دون ألم، فإني أبدأ بالتفكير بأنه ‘أليس هذا رائعا’ وأقوم بتقديره بالفعل.”
تشخيص مرض كرون
كاري هي واحدة من نحو 90 ألف شخص في المملكة المتحدة من مصابي هذا المرض، والذي يسبب الأعراض الالتهابية والتقرحات والتندب. لقد بدأت كاري، والتي تسكن في شمال لندن مع زوجها ديفيد وبناتهم، بالشعور بالمرض منذ تشرين الثاني 1983.
تقول“لقد أصبت بالإسهال وكنت أفقد الدم.” “فحوصات الدم لم تظهر أي شيء، لكن الأعراض استمرت لعامين. وحتى ذلك الوقت بدأت بالإصابة بالطفح الجلدي والكتلة على الظنوب (عظام الساق الأكبر) والتقرحات الفموية.
“بعد ذلك رأيت موضوعا في التلفزيون حول مرض كرون. لقد عرفت أن هذا المرض هو الذي لدي. وعندما صدق الاستشاري على ذلك، شعرت بالراحة كوني اعتقدت بأنني قد أكون مصابة بالسرطان.”
اقرأ المزيد حول أعراض مرض كرون.
لقد كانت أخبارا مدمرة لكاري، والتي اعتقدت بأن حياتها ومهنتها قد انتهيتا. وفي نحو ذلك الوقت، تعرفت على زوجها المستقبلي ديفيد.
“لقد أظهرت التحاليل أن لدي تلف في جميع أنحاء الأمعاء الغليظة والدقيقة،” تقول كاري. “لقد ترك كرون أجزاء معينة أو ‘تضيقات’ ذابلة. وهذا جعلني غير قادرة على امتصاص الطعام من خلال بطانة الأمعاء، الأمر الذي سبب الإسهال والألم. وقد تم وضعي على أدوية مضادة للأعراض الالتهابية.
“كانت أمعائي بحالة مزعجة، فالخطوة التالية كانت وضعي على حمية محذوفة الطعام. لقد كنت مصابة بعدم تحمل منتجات الألبان والأناناس والمكسرات ولحم الخروف والكافيين. لكن أمعائي كانت تالفة بشدة لدرجة أنني قد خضعت في أيار 1989 إلى عملية جراحية في الأمعاء.”
لقد كان ذلك الوقت هو الأكثر سوءا في حياة كاري. فقد تم استئصال 8 إنشات من أمعائها الغليظة، كما وقد وجد الأطباء بأن أمعاءها أكثر تضيقا بكثير مما يجب أن تكون عليه، وهذا ما يجعلها تشعر بالألم الشديد.
“لقد احتجت للخضوع إلى تنظير القولون كل ثلاثة أشهر لمحاولة التخفيف من المشكلة،” تقول. “لقد مرت أوقات كان المستشفى يقوم خلالها بإعطائي الأدوية المسكنة، والتي توقفت عن العمل بعد ساعتين. وقد كنت أعلم بأنه يجب أن تمر ساعتان قبل حصولي على الحقنة التالية، وهذا تعذيب”
بعد مرور 10 سنوات، في كانون الثاني 1999 بعد تنظير القولون، انشق جزء من أمعاء كاري، وتم أخذها على عجل إلى المستشفى للحصول على نقل دم طارئ.
“لقد ازدت عزما على أن لا أتركه يدمر حياتي،” تقول كاري. “إنني ممتنة جدا لكل يوم لا أكون خلاله مصابة بألم شديد.
“قد يكون الأمر صعبا بالتأكيد، خصوصا مع العائلة والأصدقاء. في بعض الأحيان أجد صعوبة عند رؤية ديفيد وهو يأكل. وعندما نكون مع أصدقائنا، يكون علي الجلوس مع كوب ماء وشم رائحة طعامهم.”
المرجع : webteb.com