هل من علاقة ما بين استئصال المرارة وزيادة الوزن؟
لقد وجدت بعض الدراسات أن استئصال المرارة أو وجود مشاكل فيها تعيق عملها قد يقود الى زيادة في الوزن، او صعوبة في التحكم به. كيف ذلك، اليكم التفاصيل في مقالنا الاتي، مع نصائح وقائية وعلاجية:
قد يتساءل العديد من الأشخاص حول امكانية وجود علاقة ما بين الأمراض المختلفة التي قد تصيب المرارة وزيادة الوزن، دعونا هنا نوضح لكم هذا الأمر وماذا وجدت الدراسات!
بداية علينا ان ندرك ان المرارة هي جزء مهم وأساسي في الجهاز الهضمي فهي مسؤولة عن تخزين العصارة الصفراء التي يفرزها الكبد والتي تدخل في عملية هضم الدهون. والعصارة الصفراء هي عبارة عن مستحلب يتكون من أحماض واملاح صفراوية وكولسترول ودهون فسفاتية وشوارد ومياه ومادة صابغة. ويتم افراز هذه المستحلب الحمضي عند استهلاك الأطعمة التي تحوي الدهون ليعمل على تكسير الدهون والمساعدة على امتصاص الاحماض الدهنية و الفيتامينات الذائبة في الدهن مثل: A، D، E، K.
المزيد حول عملية استئصال المرارة
وتبعاً لأهمية المرارة وخاصة فيما يخص عمليات أيض الدهون وامتصاصها فقد يتساءل الأشخاص الذين يعانون من أي مشكلة صحية في المرارة ومن قد خسروها في عملية جراحية طارئة. حول اذا ما سيؤثر ذلك على وزنهم او قد يعانون من بطؤ في عملية انزال الوزن! اليكم الاتي:
ازالة المرارة والوزن
تعتبر عملية استئصال المرارة واحدة من أكثر العمليات الجراحية شيوعاً، والتي عادة ما يتبعها العديد من الاعراض التي تشمل:
الغثيان
حرقة المعدة
التجشؤ
النفخة والغازات
الام في البطن
التعب الشديد
ألم تحت الضلوع وخاصة على الجانب الايمن
الامساك او الاسهال.
ويقدر الباحثون أن 40٪ على الأقل من الناس الذين قاموا بإزالة المرارة يعانون من هذه الاعراض على المدى البعيد.
في إحدى الدراسات البريطانية التي نشرتها BMJ عام 1984 والتي بحثت في الآثار الجانبية لجراحة ازالة المرارة وجدت أن 87٪ من الرجال و 68٪ من النساء شهدت زيادة الوزن بعد استئصال المرارة.
اذاً فوجود حصى أو مشاكل بالمرارة تعيق عملها، أو في حال تمت ازالتها فان احتمالية خسارة الوزن قد تصبح أصعب. لذا ما هي نصيحتنا في هذه الحالة!
أهم النصائح التغذوية
ننصحك بالالتزام بالنصائح والعادات التغذوية والصحية الاتية في حال كنت تعاني من اي مشاكل في المرارة لأجل الحفاظ على وزنك ضمن المعدلات الطبيعية والسليمة:
ازالتك للمرارة لا تعني الغاء الدهون من قائمة طعامك بل عليك تناول مصادر الدهون الصحية مع الحرص على اختيار الأطعمة القليلة بالدهن بشكل عام، اذ انك بحاجة الى تعويض النقص الحاصل في مخازن الفيتامينات الذائبة في الدهن لديك، والأحماض الدهنية الاساسية والمهمة. ركز على تناول الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون والكانولا والصويا، المكسرات، الأفوجادو. وتجنب مصادر الزيوت المهدرجة والمكررة مثل: السمنة والزبدة.
أهم نصيحة في حال كنت قد أزلت المرارة أو تعاني من مشاكل فيها، هي التأكد من أنك لاتعاني من أي سوء تغذية او نقص في أحد العناصر الغذائية. فمن المعروف أن نقصان العناصر الغذائية قد يقود الى صعوبة في خسارة الوزن وخاصة فيتامين D، وهذا ما جاء في نتائج بعض الدراسات مثل دراسة نشرت عام 2014 نشرت نتائجها في مجلة (American Journal of Clinical Nutrition (AJCN. وفي حال كنت تعاني من أي نقص يجب عليك التوجه للطبيب للحصول على العلاج المناسب.
قلل قدر الامكان من تناول النشويات البسيطة والسكريات المكررة، اذ انها مصدر عالي للسعرات الحرارية “الفارغة”، اي التي لاتحوي أي قيمة غذائية عالية كما وانها قد تؤثر على مستويات بعض المعادن كالمغنيسيوم والكروم بالجسم، اضافة الى ذلك فهي تؤدي الى تحفيز افراز الأنسولين. حاول استبدال الكربوهيرات البسيطة بالانواع المعقدة مثل الارز البني والفريكا والبرغل والشوفان.
تناول مصادر عالية بالألياف الغذائية التي ستساعد في تعزيز عملية الهضم لديك وتسهل حركة الامعاء. وتساعد في زيادة شعورك بالشبع وامتلاء المعدة وبالتالي التقليل قدر الامكان من كمية السعرات الحرارية المتناولة.
ننصحك باللجوء الى مساعدة أخصائي التغذية الذي سيساعدك في تحديد السعرات الحرارية وكيفية توزيع الوجبات في نظامك الغذائي، مما سيساهم في تعزيز خسارة وزنك والوصول لاهدافك.
تاكد من شربك لكميات كافية من المياه يومياً، اذاً وفقاً لجامعة ميريلاند Maryland، فان جسم الانسان يحتاج المياه لاتمام كافية عملياته الحيوية، من هضم وتمثيل غذائي، كما ويساعد تناول المياه على زيادة الشعور بامتلاء المعدة وبالتالي المساهمة في تشجيع عملية نزول الوزن.
يفضل القيام بنشاط بدني لا يقل عن 30 دقيقة يومياً مثل السباحة والجري والمشي. ولمدة لا تقل عن خمس مرات يومياً. التمارين الرياضية تساعدك على حرق السعرات الحرارية وترفع معدلات الايض لديك، لكن قبل البدء باداء برنامجك الرياضي يجب عليك استشارة طبيبك المختص والتأكد من أن ذلك لن يشكل أي حرج على صحتك، وخاصة اذا ما كان فيما بعد اجراء عملية جراحية.
ركز على تناول مصادر المغنيسيوم، مثل المكسرات واللحوم وبدائلها، المأكولات البحرية ومنتجات الالبان والحبوب الكاملة، اذ ان المغنيسيوم يساعد في تعززي عمل الجهاز الهضمي، ويحسن من حركة الامعاء وعمليات الهضم والايض المختلفة.
تناول مصادر التورين Taurine، الذي يعتبر أحد الاحماض الامينية الأساسية الموجودة في العصارة الصفراء، فهو مهم لاتمام عملية الهضم الصحي، ويمكن أخذه من اللحوم والمأكولات البحرية والبيض وبعض منتجات الألبان.
قد يستلزم أحياناً تناول بعض الأنزيمات الهاضمة تحت اشراف الطبيب والتي تؤخذ على شكل مكمل غذائي مثل أنزيم pancrealipase الذي يساعد على هضم الدهون.
المرجع : webteb.com