مخاطر التدخين: الدراسات ستجعلكم تتوقفون فورا عن التدخين!

مثل هذه الدراسات بشأن مخاطر التدخين لا يتم نشرها كل يوم: ففي الولايات المتحدة وجد أن حظر التدخين لا يؤثر على عمل الحانات، في الدول الاسكندنافية وجد أن التدخين يسبب فيروس الورم الحليمي، وفي هولندا وجد أن التدخين والكحول يسببان سرطان المريء والمعدة.

مخاطر التدخين: الدراسات ستجعلكم تتوقفون  فورا عن التدخين!

 ” العديد من الدراسات التي تجرى حول موضوع مخاطر التدخين مهمة جدا لأنها تعمق وتوسع وعينا”، هكذا يقول خبراء مكافحة السرطان. ووفقا لأقوالهم، “يمكن من ناحية رؤية تأثير التدخين على العديد من أنواع السرطان (حيث أظهرت دراسات عن التدخين سابقة أن التدخين مسؤول عن نحو ثلث من حالات السرطان)، ومن ناحية أخرى يمكن ملاحظة قدرة التشريعات المناسبة ومسؤوليات الدولة في تنفيذ القوانين – في خفض معدلات التدخين ومخاطر التدخين. كل عام يموت حوالي خمسة ملايين شخص في العالم بسبب الأضرار الناجمة عن التدخين، ولكن الخبر السار هو أنه يمكن التقليل من هذه الإحصاءات الصعبة”.

فيما يلي بعض الدراسات المهمة حول مخاطر التدخين:

1 . منع التدخين في الأماكن العامة في ولاية مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية: حظر التدخين لا يسبب لفقدان أماكن العمل في الحانات والمطاعم

فحص الباحثين من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة صحة الادعاء بأن فرض الحظر على التدخين في الحانات والمطاعم يسبب أضرارا اقتصادية في هذا المجال. يستند هذا الادعاء على فرضية أن شرب الكحول والتدخين “متلازمين” ولذلك يجب اعفاء الأماكن التى تقدم الكحول من الحظر المفروض على التدخين في الأماكن العامة. فحص الباحثون التوظيف في عشر مدن في ولاية مينيسوتا، بين يناير 2003 وسبتمبر 2006، وأجروا مقارنة بين المدن التي يحظر فيها تماما التدخين في الأماكن العامة (بما في ذلك الحانات والمطاعم) وبين المدن التي يوجد فيها حظر جزئي (إعفاء للحانات التي تقدم الكحول). في مدينتين من بين العشر لم يكن هناك أي حظر، وتم استخدامها كمجموعة ضابطة.

نتائج البحث: لم يظهر أي تأثير كبير سواء ا قصير الأمد أم طويل الأمد على فرص العمل في المدن التي شملتها الدراسة. ففي المدن التي يوجد فيها حظر تام على التدخين في الأماكن العامة – قل عدد العمال في الحانات والمطاعم بـ 0.09% فقط (9 عمال لكل 10،000 نسمة) بالمقارنة مع المدن التي يوجد فيها حظر جزئي على التدخين، وكان عدد العمال أقل بـ 0.02 ٪ (2 عمال لكل 10،000 نسمة) مقارنة بالمدن التي لا يوجد فيها حظر بالمرة. لكن هذا الفارق ليس مثبت من ناحية إحصائية. في المدن التي يوجد فيها حظر من أي نوع كان عدد العمال أكثر بثلاثة في كل 10،000 بالمقارنة مع المدن التي لا يوجد فيها أي حظر.

لخص الباحثون إلى أن الحظر المفروض على التدخين في المطاعم والحانات، التي تقدم الكحول، لا يؤثر على العمل في هذا المجال بشكل كبير. هذا الحظر يحمي من التعرض للتدخين السلبي، لا يسبب ضررا اقتصاديا ويشكل أبسط طريقة لتوفير هذه الحماية. هذه الاستنتاجات تتفق مع استنتاجات الدراسات السابقة حول الأضرار الاقتصادية للمطاعم والحانات الناتجة عن حظر التدخين. وقد نشرت هذه الدراسة مؤخرا في مجلة Prevention Science.

 2 . الأضرار الناجمة عن التدخين: التدخين هو عامل خطر آخر لفيروس الورم الحليمي البشري الذي يسبب سرطان عنق الرحم

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم. لكن، لأن هناك العديد من النساء اللاتي اصبن بالفيروس ولن يصبن بالمرض، فإنه ليس السبب الوحيد للمرض. دور التدخين كمسبب لسرطان عنق الرحم تم فحصه في الماضي لكن كان من الصعب التأكد والفصل بين تأثير التدخين كمسبب مستقل للمرض بعد الاصابة بفيروس الورم الحليمي.

 في دراسة جديدة أخذت معطيات من خمسة بنوك للدم في الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج، فنلندا وايسلندا)، التي تحتوي على عينات من أكثر من مليون امرأة. تمت مقارنة هذه المعطيات مع معلومات أخذت من مكاتب سجل السرطان الوطنية. جميع المعطيات كانت من السنوات 1973-2003. حيث فحص الباحثون 588 عينة من النساء اللواتي أصبن بسرطان عنق الرحم المنتشر و -2861 عينة من نساء غير مصابات بالمرض. في هذه العينات تم فحص وجود مادة الكوتينين (علامة بيولوجية تدل على التعرض للتبغ) والأجسام المضادة للسلالات 16 و 18 من فيروس الورم الحليمي البشري، الأجسام المضادة للهربس والأجسام المضادة للمرض التي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي – الكلاميديا​.

وجد الباحثون زيادة كبيرة في خطر الاصابة بسرطان عنق الرحم من نوع سرطان الخلايا الحرشفية لدى المفرطات في التدخين، سواء بالنسبة للنساء اللاتي وجد لديهن فيروس الورم الحليمي البشري (أكثر ب 2.7 مرة )، وكذلك بالنسبة للنساء اللاتي لم يعثر لديهن على الفيروس ( أكثر بـ 2.9 مرة )، بالمقارنة مع النساء غير المدخنات. الخطر لدى المفرطات في التدخين بقي متشابها، حتى بعد الأخذ في الاعتبار عامل الأجسام المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري (أكثر بـ 3.2 مرة ). الاستنتاجات: التدخين هو عامل خطر مستقل لسرطان عنق الرحم لدى النساء اللاتي أصبن بسلالات فيروس الورم الحليمي البشري، التي تسبب السرطان. هذه الدراسة نشرت في عام 2009 في المجلة الأمريكية لعلم الأوبئة American Journal of Epidemiology.

3 . تطبيق القانون لمنع التدخين في الأماكن العامة في إسبانيا – الحظر الكامل أدى إلى خفض كبير في التدخين القسري. تطبيق قانون المناطق المخصصة للمدخنين، أدى إلى انخفاض طفيف.

باحثون إسبان فحصوا تأثير قانون حظر التدخين في الأماكن العامة في اسبانيا (الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2006) عن مدى انتشار التدخين القسري في أسبانيا – التدخين السلبي. يحظر القانون الاسباني تماما التدخين في المراكز الطبية، المؤسسات التعليمية وأماكن العمل، ويسمح بالتدخين فقط في غرفة التدخين في أماكن الترفيه. لدراسة تأثيره على السكان الاسبان، فقد أجرت الجمعية الاسبانية لأمراض الرئة وجراحة الصدر (SEPAR) استطلاعا عبر الهاتف للسكان في موعدين مختلفين: 6،533 شخصا تم استطلاعهم قبل دخول القانون حيز النفاذ، منهم 3،907 (59.8 ٪) كانوا من غير المدخنين. 3،289 شخصا تم استطلاعهم بعد نحو عام من تنفيذ القانون، منهم 2،174 (65.9 ٪) من غير المدخنين.

يظهر من النتائج أن نسبة التعرض لدخان التبغ البيئي (ETS) انخفضت عموما من – 49.5 ٪ في عام 2005 إلى – 37.9 ٪ في عام 2007 – انخفاض قدره 22٪. وكان الانخفاض الأكبر للتعرض للتدخين في أماكن العمل من – 25.8 ٪ إلى 11 ٪، أي انخفاض قدره 58.8 ٪. في المدارس انخفضت نسبة التعرض من – 17.8 ٪ إلى 8.8 ٪، إنخفاض قدره 49.8 ٪. نسبة الانحفاض كانت متدنيه أكثر في المنازل وأماكن الترفيه. ففي المنازل انخفض التعرض للتدخين من 29.5 ٪ إلى – 21.4 ٪، وفي أماكن الترفيه من 37.4 ٪ الى – 31.8 ٪، انخفاض مقداره 27 ٪ و 8 ٪، على التوالي.

استنتج الباحثون أن تطبيق قانون مكافحة التدخين في الأماكن العامة أدى إلى انخفاض كبير في التعرض لدخان التبغ البيئي. ففي الأماكن التي كان فيها الحظر كاملا، كان الانخفاض أعلى بالمقارنة مع الأماكن التي يوجد فيها تقييد فقط أو لا يوجد فيها أي حظر. هذه الدراسة نشرت في أغسطس في 2008 المجلة الأوروبية للصحة العامة European Journal of Public Health.

 4 . أضرار التدخين: التدخين وشرب الكحول يزدان من خطر الاصابة بسرطان المريء والمعدة

فحص باحثون هولنديون ما اذا كان التدخين وشرب الكحول يزيدان من خطر الاصابة بثلاثة أنواع من سرطان المريء – الغدي (Adenocarcinoma – EAC)، وسرطان الخلايا الحرشفية (ESCC) وسرطان الذي يحدث في مكان اتصال المريء والمعدة (GCA). بدأت الدراسة في عام 1986. حيث قام 120،852 شخص أصحاء بملء استبيانات حول أسلوب الحياة ومن ثم تمت متابعتهم لمدة 16 عاما.

النتائج: على مر السنين، اكتشفت لدى المشاركين 120 حالة من سرطان الخلايا الحرشفية، 168 حالة من EAC و 187 حالة من GCA. ووجدت علاقة بين التدخين في الماضي والحاضر وبين أنواع المرض الثلاثة. خطر الاصابة لدى المدخنين الحاليين كان الأعلى. لدى المدخنين في الماضي كانت المخاطر متوسطة، مقارنة مع أولئك الذين لم يدخنوا قط. لمدة ووتيرة التدخين تأثير على حجم المخاطر. كما وجدت هذه الدراسة علاقة بين شرب الكحول وبين ESCC. الأشخاص الذين شربوا أربعة كؤوس من الكحول في اليوم كانوا معرضين بخمس مرات أكثر لخطر الاصابة بالمرض بالمقارنة مع الاشخاص الذين لم يشربوا الكحول.

استنتج الباحثون أن من مخاطر التدخين وشرب الكحول أنهم يزيدان من خطر الاصابة بسرطان المريء والسرطان الذي يحدث في مكان اتصال المعدة والمريء. هذه الدراسة عرضت في 17 نوفمبر 2008 في المؤتمر السنوي السابع للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان – American Association for Cancer Research.

اقرأ المزيد:

 


من قبل
ويب طب –
الأربعاء 13 تشرين الثاني 2013


آخر تعديل –
الأربعاء 6 تموز 2016


المرجع : webteb.com