العناية والمتابعة الصحية أثناء الحمل
تابعي حملك من الزيارة الاولى حتى انتهاء الحمل والولادة.. ما هي الفحوصات التي يتوجب عليك اجراؤها في المراحل المختلفة من الحمل
من المفضل أن تشرف الطبيبة المولدة على الحمل منذ بدايته، ويفضل أن تكون الزيارة الأولى للطبيبة المولدة قبل مرور ثلاثة أشهر من عمر الحمل ثم زيارة كل شهر حتى انتهاء الحمل والولادة.
الزيارة الأولى للحامل والفحص الأول من قبل الطبيبة المولدة:
خلال هذه الزيارة تؤكد الطبيبة المولدة حصول الحمل وتطمئن الأم صحة طفلها، وكذلك تفحص الحامل وتتأكد من أهلية جسمها لإتمام الحمل، وتستجوب الحامل عن سوابقها المرضية من أمراض سابقة أصيبت بها أو عمليات جراحية أجريت لها مع أو بدون نقل للدم، كما تستجوبها عن الحمل السابق إن وجد وسيره وإنتهائه هل كان طبيعياً أم عن طريق عملية قيصرية؟ وهل يوجد اجهاضات سابقة عند الحامل؟ كل هذا الاستجواب يساعد الطبيبة المشرفة على التنبؤ بسير الحمل الحالي وبالتالي التنبؤ بالإختلاطات المحتملة خلال سيره والوقاية منها قبل حصولها. كما يجب على المرأة أن تعلم طبيبتها بوجود مرض لديها مثل السل، أمراض الكلية والأمراض القلبية أو السكرية والاضطرابات العصبية وأن تطبقَّ العلاجات المتبعة لهذه الأمراض فهي أمراض ضارة بالحمل إذا لم يتم معالجتها بطريقة صحيحة وبأدوية سليمة بالنسبة للجنين.
في الشهر الأخير للحمل:
نستطيع أن نعرف ونتنبأ عن يسر الولادة المقبلة والسهولة أو العقبات المحتملة عن طريق قياس اتساع الحوض وليونة ومرونة أنسجة الأم بالإضافة إلى معرفة حجم الطفل ووضعية رأسه.
الفحوص والاختبارات المكملة لزيارة الطبيب:
هذه الفحوص ضرورية جداً لسلامة الأم والطفل معاً.
فيجب معايرة السكر (الغلوكوز) والألبومين (البروتينات) ضمن البول في كل شهر، بالإضافة لقياس الضغط الشرياني وقياس وزن المرأة الحامل شهرياً، فهذه العوامل الثلاثة من ارتفاع ألبومين (بروتين) البول+ ارتفاع الضغط الشرياني+ ازدياد الوزن السريع تشكل أعراض تسمم الحمل وهو مرض خطير جداً على الأم وقد يؤدي للإجهاض وقد يضطر الطبيب نفسه لتحريض الإجهاض إذا تم الكشف عن المرض بشكل متأخر، لذلك تسمح المراقبة الشهرية للطبيب بمعالجته بشكل مبكر وتفادي أخطاره.
من الاختبارات الأخرى النادرة حالياً:
اختبار مرض الزهري (السفلس):
قد أصبح الآن قليل الوجود في بلادنا، وفي حالة الشك به يجب إجراء الاختبار قبل مضي ثلاثة أشهر على عمر الحمل وهو اختبار إجباري في بلاد الغرب.
الإيدز:
(SIDA أو AIDS) وهو أيضاً نادر في بلادنا، وقد يحصل هذا المرض عن طريق نقل الدم غير المراقب مخبرياً، ولكن في بلادنا يجري إختيار الإيدز دوماً قبل نقل الدم مع ندرة حدوث هذا المرض في المشرق العربي. في حالة الشك به لسبب من الأسباب يجب إجراء هذا الاختبار أيضاً قبل مضي ثلاثة أشهر على عمر الحمل.
اختبارات الحصبة وداء المقوسات (التوكسو بلازموس – Toxoplasmosis):
وهي اختبارات إجبارية في بلاد الغرب في أول زيارة للطبيب، وقد تكلمنا سابقاً عنها، وهدف هذه الاختبارات هو الكشف عن مناعة دائمة لدى الحامل تحميها وتحمي جنينها من هذه الأمراض، وتجرى لمرة واحدة فقط وفي حال إيجابيتها (أي حدوث مناعة دائمة) فإن هذه المناعة تقي الحمول القادمة من الإصابة.
إختبار فصيلة الدم وعامل الريزيس (rhesus factor – أي دم إيجابي أو سلبي بالنسبة لعامل الريزيس):
هو إختبار بسيط وإجباري خاصة في الحمل الأول وخلال الزيارة الأولى للطبيب حيث يقي الطفل من انحلال الدم الخطير بعد الولادة خاصة إذا كانت (فصيلة دم الأم سلبية وفصيلة زوجها إيجابية).
طريقة الوقاية والفائدة الأخرى لمعرفة فصيلة دم الأم هي معرفتها السابقة في حال الحاجة لنقل دم أثناء الولادة القيصرية أو في حال حدوث نـزف شديد.
أخيراً يوجد إختبارين في الشهر السادس من الحمل:
الأول: الخضاب (الهيموغلوبين) والصيغة: لكشف وجود فقر دم عند الحامل ومعالجته.
الثاني: اختبار الإصابة بالتهاب الكبد سابقاً (HBS): حيث أن وجوده يتطلب معالجة فعالة عند الولادة لتجنب إصابة الطفل بالتهاب الكبد الخطير.
التصوير الموجي المرئي:
الأمواج فوق الصوتية (الإيكو) غير ضارة بالجنين خلال مراحل تكون أجهزته وأعضاءه (الأشهر الثلاث الأولى) على النقيض من الأشعة (التصوير الشعاعي البسيط)، وبفضلها أصبح بإمكاننا أن نرى ونصور على شاشة التلفاز الجنين وحركاته ونبضات قلبه وأن نشاهد الحبل السري والمشيمة (الخلاص).
فوائد تخطيط الصدى (الإيكوغرافي – Echography) عديدة منها:
تحديد موعد الولادة.
تطور ونمو الحمل.
شكل الجنين.
بإمكاننا أيضاً في بداية الشهر الرابع دراسة شكل الجنين وكشف جنس الجنين (ذكر أو أنثى) بحساسية تصل إلى 80%، كذلك نكشف بواسطة الإيكو التشوهات الجنينية بشكل مبكر ونقرر إمكانية علاجها أو ننصح الحامل بالإسقاط في حال التشوهات غير القابلة للحياة.
كذلك:
نكشف بهذا الفحص حالة الحمل التوأم ونكشف التعشيش المنخفض للمشيمة (الخلاص) القريب من عنق الرحم والذي يتطلب عناية خاصة أثناء الولادة وفي الحالات الشديدة يجب إجراء الولادة القيصرية، ونكشف بواسطته أيضاً التفاف الحبل السري حول عنق الجنين الذي يتطلب أيضاً مراقبة جدية أثناء الحمل والولادة قد تصل أيضاً إلى اللجوء لولادة قيصرية.
ويجب تكرار هذا الفحص حسب الترتيب التالي:
الفحص الأول: في الشهر الثاني (الأسبوع الثامن) لتحديد موعد الولادة ومعرفة حالة الحمل التوأم بشكل مبكر.
الفحص الثاني: في الشهر الثالث والرابع (الأسبوع العشرين) حيث يحدد تطور ونمو الجنين.
الفحص الثالث: بعضهم ينصح بإجراء فحص ثالث في الثلث الأخير للحمل من الشهر السابع حتى التاسع لكشف الحوادث المحتملة للنمو غير الطبيعي.
هذا في الحالات الطبيعية أما في الحالات المرضية فقد نضطر لتكرار الفحص بالإيكو لمرات عديدة.
العناية الطبية المشددة:
الحالات التي تتطلب العناية الطبية المشددة هي:
- النساء اللواتي كان حملهن السابق مترافقاً مع إختلاطات خطيرة.
- الحوامل المصابات بمرض السكري.
- الحوامل المصابات بارتفاع الضغط الشرياني.
- الحوامل المصابات بأمراض مختلفة مزمنة قد تؤدي لإختلاطات مؤثرة على الحامل أو جنينها.
- النساء اللواتي أُصبْن في السابق بحدوث ولادة مبكرة أو إجهاضات متكررة (قصور عنق الرحم مثلاً).
المرجع : webteb.com