التغييرات الغذائية في علاج فرط الحركة عند الأطفال

ADHD هو وباء عالمي. كما نعلم، يمكن علاجه بأدوية مثل الريتالين، ولكن ماذا عن علاج فرط الحركة عند الأطفال ADHD بشكل طبيعي؟ مجموعة متنوعة من الدراسات تدعي بأن الامتناع عن تناول السكر والمواد الحافظة، أو تناول أوميغا 3 قد يساعد. هل هذا صحيح؟

التغييرات الغذائية في علاج فرط الحركة عند الأطفال

حول العلاقة بين النظام الغذائي وال – ADHD أجري عدد غير قليل من الدراسات. رغم أن الأدلة التي تشير الى مساهمة نظام غذائي معين أو المكملات الغذائية لتحسين الوضع لدى الأطفال المصابين بال- ADHD ليست كثيرة، فهناك بعض الدراسات التي تطرح فكرة أن استهلاك الأحماض الدهنية من عائلة الأوميغا 3 قد تخفف من أعراض ال – ADHD، بينما الحميات الغذائية “الغربية” الغنية بالكربوهيدرات والسكريات البسيطة لا تساعد الأطفال الذين يعانون من ADHD وحتى انها تؤدي الى تفاقم الوضع.

باحثون من مستشفى الأطفال في شيكاغو (Children’s Memorial Hospital in Chicago) استعرضوا الدراسات التي أجريت حول الحميات الغذائية والمكملات الغذائية فيما يتعلق بالأطفال الذين يعانون من ADHD. من بين الحميات الغذائية التي تم فحصها في هذه الدراسات هي:

  • التقليل من استهلاك السكر – يعتقد بعض الأهل أن استهلاك السكر يزيد من اعراض ADHD.
  • تجنب الأغذية التي تحتوي على المواد المضافة والمواد الحافظة – الحمية الغذائية المعروفة أيضا باسم “حمية فينجولد”
  • حمية “الامتناع”- التي فيها يتم تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية
  • الحمية الغذائية التي تدمج استهلاك الأوميغا 3 – استهلاك الأوميغا 3 بواسطة كبسولات زيت السمك.

التغييرات في النظام الغذائي تخفف من أعراض ADHD: هل هذا صحيح حقا؟

وفقا لهذا الاستعراض، فليس هناك الكثير من الدراسات التي تدعم فكرة أن السكر أو مواد التحلية الاصطناعية تؤثر على سلوك الأطفال. كذلك، ليس هناك أدلة على فعالية حمية فينجولد والتي تعتمد على تجارب مثبتة. حمية فينجولد أصبحت شعبية خلال سنوات السبعينات ووفقا لها يجب تجنب المنتجات الغذائية والأطعمة التي تحتوي على أصباغ  الطعام الاصطناعية الحمراء والبرتقالية (بما في ذلك التفاح، العنب)، وكذلك المواد الحافظة.

ومع ذلك، تظهر بعض الدراسات أن حمية الامتناع، أو الحمية المضادة للحساسية، قد تفيد في علاج فرط الحركة عند الأطفال ADHD. سلبية هذه الحمية هي أنها عادة ما تنطوي على الامتناع عن حليب البقر، الجبن، حبوب القمح، البيض، الشوكولاته، المكسرات والحمضيات، وبالتالي فقد تكون صعبة بالنسبة للطفل وعائلته. وفقا للباحث غوردون ميليتشاب، بروفيسور في المستشفى الجامعي بجامعة نورثوسترن وطبيب الأعصاب في مستشفى الأطفال في شيكاغو.

احدى الدراسات التي أجراها باحثون أستراليون أظهرت أن الأطفال الذين يتبعون النظام الغذائي “الغربي “، أي الحمية الغنية بالدهون، الملح والسكر المكرر، هم أكثر عرضة لتطوير ال- ADHD من الأطفال الذين يتبعون حمية غذائية صحية أكثر وغنية بالأسماك، الخضروات، الفواكه والحبوب الكاملة، أو بالأحرى – حمية غذائية غنية بالألياف الغذائية، حمض الفوليك والأوميغا 3.

الطفل يعاني من ADHD؟ ربما يفضل التفكير أيضا في اجراء تغييرات في النظام الغذائي من أجل علاج فرط الحركة عند الأطفال.

هناك أطباء أطفال آخرين  يدعمون فكرة أن اتباع حمية غذائية صحية لا تحتوي على أصباغ الطعام الاصطناعية، المواد الحافظة والمواد المضافة الأخرى قد تساهم في  علاج فرط الحركة للاطفال ADHD. على الرغم من أن الآلية البيولوجية المرتبطة بذلك لم تكتشف بعد، فهؤلاء الأطباء يؤمنون أن هناك علاقة بين نسبة البدانة في الولايات المتحدة وبين نسبة الأشخاص الذين يعانون من ال ADHD، ويوجهون أصابع الاتهام إلى النظام الغذائي الغربي الحديث.

كذلك، يدعي الأطباء أن الوجبات السريعة، الطعام المصنع والغني بالمواد الحافظة الشائعة في النظام الغذائي الغربي، تؤثر بشكل كبير على تطور الجهاز العصبي عند الإنسان، وبالتالي، فليس من المستغرب أن نرى ارتفاع متوازي في نسبة السمنة ونسبة الأشخاص الذين يعانون من ال ADHD.

دراسة أخرى أجراها باحثون في إنجلترا على أطفال لديهم صعوبات حركية كبيرة – الذين  كان البعض منهم أيضا يعاني من ال- ADHD – أظهرت أن الأوميغا 3 لم تحسن من قدراتهم الحركية ولكن على ما يبدو فانها حسنت من قدرات الانتباه والتركيز لديهم.

دراسات أخرى تناولت العلاقة بين ال ADHD ومستوى الحديد في الجسم. فقد وجدت إحدى الدراسات أن العديد من الأطفال الذين يعانون من ADHD يوجد لديهم مستويات حديد منخفضة بشكل خاص في الدم. دراسة أخرى وجدت أن الأهل الذين أعطوا مكملات الحديد لأطفالهم أبلغوا عن انخفاض في أعراض ال ADHD – ولكن معلمي هؤلاء الأطفال لم يلاحظوا أي تغيير.

تغيير النظام الغذائي للمساهمة في علاج فرط الحركة عند الأطفال ADHD: هل هذا نوع من التأثير الوهمي؟

وهنا تكمن المشكلة، يدعي بعض الباحثين الذين ينتقدون الدراسات التي تجرى حول العلاقة بين النظام الغذائي وADHD ، أن العديد من الدراسات التي أجريت في هذا الموضوع تقارن بين التغيرات في النظام الغذائي وعدم تقديم علاج من أي نوع. جزء صغير من الدراسات قارن بين التغييرات في النظام الغذائي والعلاجات الدوائية مثل الريتالين (الميثيلفينيدات) وغيرها التي أثبتت فعاليتها على مدى عقود من البحث في علاج أعراض ADHD.

في الوقت الحاضر، يقول بعض الخبراء، بان العلاج الدوائي هو العلاج الوحيد المثبت لل- ADHD. لا توجد معلومات تشير الى أن التغييرات في النظام الغذائي أكثر فعالية من العلاج الدوائي لعلاج فرط الحركة عند الأطفال – ADHD وهناك القليل جدا من المعلومات التي تشير الى ان تأثير تغيير النظام الغذائي يشبه تأثير العلاج الدوائي.

ومع ذلك، فالكثير من الأهل لا يريدون اتخام أبنائهم بوابل من حبوب الأدوية، ومن هنا نشأ الاهتمام في العلاجات الطبيعية والبديلة لل ADHD. في السنوات الأخيرة، المزيد والمزيد من الأهالي يبدون رغبة في تغيير النظام الغذائي بدلا من أو بالإضافة إلى العلاج الدوائي.

يقول الدكتور ميليتشاب أنه يجب دعم الأهل الذين يرغبون بعلاج ال ADHD لدى طفلهم من خلال التغييرات في النظام الغذائي. وذلك لأن الكثير منهم يعارضون اعطاء الدواء. سبب آخر الذي لأجله يفكر الأهل في العلاج الغذائي هي الآثار الجانبية للأدوية. في الخلاصة، يقول الباحثون من انه ليس هناك أي مانع من أن يجرب الأهل أيضا العلاج الغذائي، ولكن يجب عليهم أن يفهموا أن الأبحاث حول هذا الموضوع محدودة وغير شاملة بما فيه الكفاية.

  اقرؤوا ايضا……

 


من قبل
ويب طب –
الأحد 3 تشرين الثاني 2013


آخر تعديل –
الاثنين 9 تشرين الأول 2017


المرجع : webteb.com