تعرفوا على جوانب اللغة المختلفة
لكل لغة هناك جوانب دلالية، ونحوية، وصرفية، وصوتية، وغيرها، ولكن ماذا تعني جوانب اللغة هذه؟ إليكم التوضيح الآتي.
لنتعرف على أبرز جوانب اللغة وبعض المعلومات الإضافية الأخرى من خلال المقال الآتي:
ما هي جوانب اللغة؟
من أهم وأبرز جوانب اللغة ما يأتي:
1. الجانب الدلالي للغة (Semantics)
إن لكل لغة مفرداتها التي يتفق المتحدثون بها على أنها مفهومة لدى كل منهم ومهما زاد عدد المفردات فهو معروف ومحدد حتى وإن كان قابلًا للزيادة تطورًا مع العصر، ولكن الكلمة الواحدة قد يتغير معناها ومدلولها تبعًا لما يأتي:
- المتحدث.
- المستمع.
- الموقف.
- الزمان.
- المكان.
- الكلمات المصاحبة (السياق).
2. الجانب النحوي للغة (بناء الجملة – Syntax)
إن هذا العدد المحدود من الكلمات في كل لغة هو المادة التي تمكننا من خلق وتركيب عدد لا محدود من الجمل، ولكن ذلك لا يتم عشوائيًا ودون ضوابط، وإنما تحكمه مجموعة من القوانين تسمى (القواعد النحوية)، وتعتبر اللغة العربية من اللغات المميزة والغنية بتراكيبها على جميع المستويات.
3. الجانب الصرفي للغة (Morphology)
إن الكلمة في أيّ لغة تتكون من مقطع أو مقاطع صوتية، والمقطع الصوتي عبارة عن تركيبة من الأصوات اللغوية الساكنة والمتحركة، فمثلًا صوت (ب) ساكن فإذا نطق مفتوحًا (بَ) فإنه يمثل صوتيًا (بَا) وهذا مقطع صوتي مكون من ساكن ومتحرك.
إذا أضفنا متحركًا آخر كان النطق (بـا)، وإذا أضفنا ساكنًا آخر تكونت كلمة (باب) وهي كلها من مقطع واحد مكون من أربعة أصوات (س ح ح س) حيث يرمز للصوت الساكن (س) وللمتحرك (ح)، فإذا قلنا (أكَلَ) كان لدينا كلمة من ثلاث مقاطع وهكذا بإضافة بعض المقاطع وحذف أخرى.
نستطيع أن نشتق العديد من الكلمات الأخرى، مثل: يأكل، تأكل، نأكل، يأكلون، أكلوا، مأكول، ولكل لغة البناء المقطعي الخاص بها.
4. الجانب الصوتي (النطقيات – Phonology) للغة
ما الفرق بين الصوت اللغوي والحرف؟ إن الحرف يُكتب ويُقرأ بينما الصوت يُنطق ويُسمع لأنه عندما نقول (ب) فإننا نعني بذلك صوت الباء وليس حرف الباء، فكما ذكرنا في الجانب الصرفي فإن صوت (ب) هو صوت واحد بينما حرف الباء مقطع صوتي من صوتين ب + فتحة.
تنقسم أصوات اللغة إلى:
- أصوات ساكنة (Consonants) وتعرف بالصوامت.
- أصوات متحركة (Vowels) وتعرف بالصوائت.
5. الجانب فوق القطعي للغة (Suprasegmentals)
هو الجانب غير المرئي من اللغة بحيث لا يمكن تمثيله بالكتابة العادية ويلعب دورًا كبيرًا في تحديد المعنى، ويتمثل في:
التنغيم (Intonation)
(محمد خرج من الغرفة) من الممكن أن تفهم الجملة السابقة بأشكال مختلفة تبعًا للنغمة التي تنطق بها، فمثلًا إذا سأل سائل: من الذي خرج من الغرفة؟ تكون الإجابة بالجملة السابقة مع ارتفاع النغمة في كلمة محمد وإذا كان السؤال: أين محمد؟ تكون الإجابة بنفس الجملة مع ارتفاع النغمة في كلمة (خرج) وإذا كان السؤال: من أين خرج محمد؟ تكون الإجابة بنفس الجملة مع ارتفاع النغمة في عبارة (من الغرفة)
أيّ أنه بتغير نغمة الكلام يتغير المعنى.
النبرة (التشديد)
في اللغة الإنجليزية قد يتغير معنى الكلمة بتغير النبرة أو التشديد على أحد مقاطعها دون الآخر، كما في كلمة (Record) المكونة من مقطعين (re)، (cord) فإذا كان الضغط على بداية المقطع الأول تفهم الكلمة على أنها اسم بمعنى (تسجيل) وإذا كان التشديد على بداية المقطع الثاني تفهم الكلمة على أنها فعل بمعنى (يسجل).
حدة الصوت (Pitch)
في لغات أخرى مثل اللغة الصينية قد يتغير المعنى بتغير حدة الصوت أثناء نطق الكلمة.
6. الجانب النفسي للغة (Psycho-linguistic)
إن المتكلم هو إنسان له سماته الشخصية التي يترتب عليها فهم الآخرين له، كما أن الحالة النفسية والعصبية لأي إنسان تنعكس على انفعالاته وسلوكياته، ومنها السلوك اللغوي، والمستمع يقوم بشكل آلي تلقائي بتحليل لشخصية المتكلم وحالته النفسية.
كما يقوم بذلك المتكلم أيضًا حتى يستطيع إيصال المعنى الذي يريد للمستمع، ولا نستطيع أن نحلل وأن نفهم لغة شخص ما دون النظر إلى سماته الشخصية (تعابير وجهه وحركات أطرافه) وحالته النفسية والعصبية.
7. الجانب الاجتماعي للغة (Socio-linguistic)
إن الوظيفة الأساسية للغة هي تواصل الفرد مع المجتمع الذي يعيش فيه، فالمجتمع هو الذي يعطي للّغة الصورة التي تظهر عليها ويصبغها بألوان متعددة، وهناك ما يعرف (باللغة) وهناك ما يعرف (باللهجة) وهي اللغة الخاصة بمنطقة أو بلد معين، و(اللهجة) وهي اللغة الخاصة بكل شخص على حدة وهناك ما يعرف (باللكنة) وهي لغة شخص ما يتحدث لغة غير لغته الأصلية.
إن لاختلاف المكان (الموقع الجغرافي) والمستوى الاجتماعي (الطبقي) والمستوى الثقافي (التعليمي) دور كبير في تحديد شكل اللغة واختلافها من مجتمع لآخر، ومثال ذلك المجتمع العربي الذي يمتد على مساحة شاسعة من الأرض كل من يعيش عليها يتحدث اللغة العربية، ولكل دولة عربية لهجتها الخاصة، وداخل كل دولة تجد لهجات محلية.
أما على المستوى الشاقولي فإن اللهجة تختلف باختلاف المستوى الاجتماعي والثقافي، فلهجة الأغنياء تختلف عن لهجة الفقراء، ولهجة المثقفين غير لهجة الأميين، كما أن لكل مهنة أو حرفة لهجتها الخاصة.
أصوات اللغة
تنقسم أصوات اللغة إلى كل من الآتي:
1. الأصوات المتحركة
أهم ما يميز الأحرف اللينة (الحركات) هو أنه عند النطق بها لا يحدث إعاقة للهواء في الفم ولكن تختلف الحركات بمستوى ارتفاع اللسان أو تقدمه داخل الفم أو استدارة الشفاه، فمثلًا عن نطق الحركة (إِي) يكون اللسان مرتفعًا ومتقدمًا وتكون الشفاه منفرجة ومتعددة.
سقف الفم (ضيقة) وعند نطق الحركة (أوُ) يكون اللسان مرتفعًا ومتأخرًا وتكون الشفاه مستديرة، كما هو موضح في الشكل وعدد الحركات في اللغة العربية قليل فهناك أربع حركات قصيرة وأربع طويلة (مد)، وفي اللغة الإنجليزية يصل عدد الصوائت إلى 16 وفي الفرنسية أكثر.
2. الأصوات الساكنة (الصوامت)
يتم تصنيفها تبعًا لثلاثة محاور رئيسية هي:
- مخرج الصوت، فمثلًا صوت (ب) شفوي وصوت (ح) حلقي.
- طريقة خروج الصوت:
- انفجاري، مثل (ب – ك – ت).
- احتكاكي: مثل (س – خ – ف).
- الجهر والهمس، إما أن يكون الصوت مجهورًا حيث تهتز الحبال الصوتية عند النطق بها، مثل: (ب – ح – ز – ع)، وإما أن يكون مهموسًا حيث لا تهتز الحبال الصوتية عند النطق به، مثل: (ت – ك – س – ح).
تصنيف مستويات اللغة العريبة
قد قام الدكتور سعيد بدوي بتصنيف مستويات اللغة العربية كالآتي:
- فصحى التراث: وتوجد في كتب التراث.
- الفصحى المعاصرة: وتوجد في لغة الصحافة.
- عامية المثقفين: يغلب عليها مفردات وتراكيب الفصحى المعاصرة.
- عامية المتنورين: لغة عامية واضحة ومفهومة.
- عامية الأميين: لغة عامية تكثر فيها التراكيب والمفردات المحلية الخاصة.
المرجع : webteb.com