أسباب انتشار مرض الربو وعلاجه

بمناسبة يوم الوعي للربو الذي يحل هذا الأسبوع، نقدم لكم كافة المعلومات حول مرض الربو وعلاجه، كيف يتطور ومما يجب الانتباه وكيفية الوقاية منه.

أسباب انتشار مرض الربو وعلاجه

يتم تعريف مرض الربو كمرض انسدادي عكسي (مع نوبات حادة) في الشعب الهوائية. يمكن تمييز ثلاث عمليات رئيسية  تتسبب في حدوث نوبة الربو، تشنجات العضلات التي هي جزء من مكونات الشعب الهوائية، زيادة الإفرازات والوذمات الالتهابية في المسالك الهوائية. هذه العمليات الثلاث تنبع على الأرجح وبالأساس من فرط رد الفعل لجهاز المناعة (انظر أدناه)، وتسبب معا تضيق في مجرى الهواء، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة كبيرة في التنفس، الاضرار بالتهوية، وفي نهاية المطاف أيضا تضر بعمليات الأكسدة وتسبب الموت.

العمليات التي تسبب الربو تأخذ الآن حيزا كبيرا من البحوث الطبية الأكثر تقدما، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على تفسير كامل لهذه الظاهرة. مع ذلك يعرف أن مكونات مختلفة في الجهاز المناعي (بما في ذلك الخلايا البدينة – Mast cell، الخلايا الليمفاوية من نوع T-، خلايا العدلات وخلايا أخرى) تستجيب بشكل التهابي مفرط لمجموعة متنوعة من المحفزات العادية، مثل درجة الحرارة المنخفضة، الفيروسات، الدخان (السجائر والنار)، المواد التي تنبعث من فراء الحيوانات أو أزهار النباتات، المواد المنبعثة من الحشرات المختلفة (مثل الصراصير) بالإضافة الى مجموعة كبيرة من العوامل النادرة جدا.

هذه الخلايا تفرز مجموعة كبيرة من المواد الكيميائية المختلفة (التي تسمى الكيموكينات – Chemokines والسيتوكينات – Cytokines) وتكون التهاب، مما يؤدي الى العمليات المذكورة أعلاه.

الربو هو أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في مرحلة الطفولة، ورغم انه في معظم الحالات يكتشف قبل سن 20، فيمكن لمرض الربو أن يحدث في أي سن. ولا يعرف ما الذي يتسبب في تطور هذا المرض (بسبب وجود فروق كبيرة بين الأعراض المختلفة، فهو على الأرجح ينجم عن مجموعة من الأمراض)، ولكن من المعروف أنه خليط من العوامل الوراثية والعوامل البيئية.

على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي الفيروسات المختلفة الى تفاقم المرض، لذلك ينصح المرضى بتلقي لقاح الأنفلونزا الموسمية، وكذلك لقاحات لملوثات أخرى في الجهاز التنفسي (مثل المكورة الرئوية – Streptococcus pneumoniae).

ينبغي تقليل التعرض للملوثات البيئية المعروفة بقدر الإمكان، بما في ذلك الامتناع عن التدخين وتقليل تلوث الهواء بقدر الامكان. من المهم أن نعرف أنه في كثير من الحالات حتى كميات صغيرة جدا من المواد الموجودة في دخان السجائر، على سبيل المثال عندما يدخن أحد الوالدين خارج المنزل لكنه لا يغير ملابسه ويحمل الطفل على يديه، فيمكن لذلك أن يسهم في حدوث نوبة الربو.

ما هي نوبة الربو

ينبغي على المرضى الانتباه وتسجيل التعرض للمحفزات المختلفة (هل تظهر النوبات في فصل معين من السنة، في مناطق جغرافية معينة، عند التعرض لمواد معينة، وما إلى ذلك)، ويوصى بإجراء فحص الحساسية لكشف مسببات الحساسية الشائعة (الفحص الجلدي لدى طبيب الجلد) في محاولة لتحديد العوامل المحددة لكل مريض ومريض وتفاديها. نوع فرعي من مرض الربو يدعى الربو المهني والذي يحدث بسبب التعرض للملوثات في مكان العمل، ويعرف بأنه عرض انسدادي في مجرى الهواء فقط في مكان العمل. مجموعة متنوعة من الحالات الأخرى، مثل الضغط النفسي، الهواء البارد جدا والنشاط البدني العنيف، قد تسهم أيضا في حدوث النوبة الحادة.

في حين أن أعراض نوبة الربو الحادة عادة ما تكون صعوبة في التنفس، التنفس السريع جدا، الميلان إلى الأمام وصعوبة التكلم، فمن المهم أن نتذكر أن مرض الربو يمكن أن يعبر عنه بمجموعة متنوعة من الأشكال الأخرى. في جميع الأعمار هناك نوع فرعي من الربو الذي يعبر عنه بالسعال فقط، وكل سعال مزمن (لأكثر من ثلاثة أشهر) يتطلب فحص الربو. لدى الرضع والأطفال الصغار فان الأعراض تكون أكثر تنوعا، وغالبا ما يكون التشخيص الأولي هو التهاب القصيبات Bronchiolitis)).

مرض الربو وعلاجه:

في السنوات الأخيرة كان هناك تقدم كبير في فهم مرض الربو وعلاجه القائم على الأدلة (EBM). ينقسم العلاج إلى علاج النوبة الحادة والعلاج المزمن.

العلاج المزمن – مبني بشكل متدرج، بحيث ان الهدف الأولي هو خفض مستوى نشاط المرض (الذي يحدد بواسطة معايير مختلفة، خاصة وتيرة النوبات وشدتها). إذا لم تحقق السيطرة على النحو المطلوب، فيمكن اتخاذ خطوة أخرى (إضافة الدواء)، وإذا كان هناك سيطرة جيدة على الوضع لأكثر من ثلاثة أشهر فيمكن التفكير (ولكن فقط بالتشاور مع الطبيب) للعودة الى المرحلة الأولى. الأدوية الرئيسية المستخدمة لتحقيق التوازن في الربو المزمن هي الاستيروئيدات عن طريق الاستنشاق (بوديسونيد – Budesonide)، موسعات القصبات قصيرة الأجل (الفينتولين – Ventolin وايبراتروبيوم بروميد – Ipratropium Bromide) وطويلة الأجل، حاصرات الليكوترينات (Leukotrienes)، ميثيل زانتين (methylxanthine)، وفي الحالات الاكثر حدة الاستيروئيدات عن طريق الفم (بريدنيزون – Prednisone).

العلاج الحاد – في النوبات، يتم تعريف النوبة وفقا للأعراض الخاصة لكل مريض، والتي تنطوي عادة على ضيق كبير في التنفس، سرعة التنفس، احتباس الهواء، عدم القدرة على الكلام، وانخفاض في القيم الفسيولوجية (هناك جهاز يوصى به لرصد هذه القيم ويسمى جهاز قياس قوة التنفس – peak flow meter). النوبة التي لا تستجيب على الفور للجرعة المعتادة من موسعات القصبات تستلزم الوصول إلى غرفة الطوارئ / الاستشارة العاجلة من الطبيب. من المهم جدا أن نفهم أن رد الفعل الالتهابي الذي يسبب مرض الربو يقسم الى قسمين: رد الفعل السريع (يصل إلى ساعتين) ورد الفعل المتأخر (يمكن أن يعبر عنه لاحقا بعد 8-24 ساعة). لهذا السبب، حتى إذا كان هناك تحسن في الوضع التنفسي، فيجب الحصول على المشورة الطبية المؤهلة في أقرب وقت ممكن، لأنه في معظم الحالات يكون من الضروري تلقي علاج الربو الحاد وكذلك تغيير العلاج المزمن.

الوقاية من مرض الربو:

كما ذكرنا فان أسباب الربو غير معروفة تماما، وبالتالي لا توجد هناك طريقة واحدة لمنع ظهور مرض الربو وعلاجه تماما. مع ذلك فإن السيطرة الجيدة على الربو ممكنه وينصح بها بشدة. الربو هو مرض التهابي، ومع مر السنين تضر هذه العمليات بمجموعة متنوعة من أجهزة الجسم: يمكن أن يتطور مرض انسدادي غير عكسي في الشعب الهوائية (COPD)، وقد وجد انها تؤدي الى زيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى مثل الأزمة القلبية. لهذا السبب من المهم الحرص على تلقي العلاج الدوائي حتى عندما لا تكون هناك نوبات شديدة وعلى اجراء مراقبة منتظمة في عيادات الرئة.


من قبل
ويب طب –
الثلاثاء 7 أيار 2013


آخر تعديل –
الثلاثاء 20 كانون الثاني 2015


المرجع : webteb.com