داء السكري عند الأطفال

من الممكن أن يشعر الأهل عند تشخيص إصابة طفلهم بالسكري بالارتباك والغضب والقلق حيال المستقبل. ويُمكن أن تساعدكم الارشادات الاتية في التعامل مع التحديات القادمة.

داء السكري عند الأطفال

يصاب أغلبية الأطفال بالنمط الأول من السكري، حيث لا يستطيع الجسم إنتاج الأنسولين. أي أن الطفل بحاجة لحقن أنسولين مُنتظمة.

من الطبيعي تماماً أن يشعر الأهل بمشاعر ضيقٍ عند تشخيص إصابة طفلهم بالسكري، لكن هذه الحالة لا تصادر حرية طفلهم، ولا تنهي الحياة العائلية المعتادة. بل تعني أنه يجب تدبير حالة الطفل بعناية كجزء من الحياة اليومية.

ماذا يجب أن يتوقع الأهل؟ يوضح هذا الأمر بيتر هندمارك – الأستاذ في مستشفى الكلية الجامعي في لندن.  

الأيام الأولى

الأطفال المصابون بمرض السكري من النمط الثاني

رغم أنه أقل شيوعاً من النمط الأول، ولكن هناك أطفالاً يصابون بالداء السكري من النمط الثاني وهم عادة المراهقون الأكبر سناً البدينين. تشير تقديرات جمعية Diabetes UK إلى أن هناك حوالي 500 طفل ويافع مصابون بمرض السكري من النمط الثاني في المملكة المتحدة.

يشمل العلاج عادة إجراء تغييرات في أسلوب الحياة مثل إنقاص الوزن، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظام غذائي صحي. عندما تتطور الحالة، تُصبح المعالجة الدوائية مطلوبة لضبط مستويات السكر في الدم.

حالما يتم تشخيص المرض، يجب عرض الطفل على فريق متخصص برعاية مرضى السكري.

سوف يتلقى الطفل الرعاية من قبل هذا الفريق إما ضمن المستشفى كمريض داخلي أو في المنزل، تبعاً لرغبة الأهل وحاجات الطفل.

في حال تم قبول الطفل في المستشفى، سيتم تقديم التسهيلات اللازمة لبقاء الأهل معه في المستشفى.

يقول الأستاذ هندمارش : ” تُشكل الأيام الأولى مع فريق العناية نقطة البداية في التثقيف حول مرض السكري.”

“حيث يتعلم الأهل كل ما يتعلق بالحالة من اختبار سكر الدم، وإعطاء الأنسولين للطفل، إلى الطعام والتمارين الرياضية.”

يجب أن يتضمن فريق الرعاية:

  • طبيب أطفال استشاري متخصص بمرض السكري.
  • ممرض متخصص بالعناية بالطفل السكري.
  • اختصاصي تغذية ملمٌّ باحتياجات الأطفال.
  • طبيب نفسي متخصص بالأطفال.

يقول الأستاذ هندمارش : ” إن هدفنا هو إيصال الوالدين إلى المستوى المطلوب لاصطحاب طفلهم بأمان إلى المنزل، ويستغرق ذلك حوالي خمسة أيام نموذجياً، لكن قد تختلف هذه المدة، حسب سرعة تعلم الأهل” .

يخضع الأهل لجلسات عملية مفصّلة، حول أوقات وكيفية اختبار مستوى سكر الدم عند الطفل بطريقة وخز الإصبع، وحول كيفية إعطاء حقن الأنسولين.

يُقيم اختصاصي التغذية النظام الغذائي للطفل، ويناقش مع الأهل كيف يمكن تعديل النظام الغذائي للعائلة وفقاً للحالة.

إذا كان ذلك مناسباً، سيتحدث فريق العناية مع الأهل أيضاً حول كيفية تدبير حالة السكري لدى الطفل في المدرسة أو الحضانة. ويجب أن يتصل فريق الرعاية مع المدرسة أو الحضانة، وعادة ما يزور عضو من الفريق المدرسةَ لمناقشة نوع الرعاية المطلوبة.

يقول الأستاذ هندمارش : ” من المهم معرفة التأثير النفسي لتشخيص مرض السكري على الطفل، حيث يمر في البداية بفترة من الصدمة، ثم الغضب، ثم رفض الفكرة، ثم يتلو ذلك التقبل التدريجي. يجب أن يتحدث الوالدين عن مشاعرهم ومشاعر طفلهم مع طبيب نفسي.”

في الأشهر الأولى

بعد عدة أيام، يصبح الأهل واثقين كفاية لاتخاذ الخطوات الأولى في تدبير حالة السكري لدى طفلهم. أي اصطحابه إلى المنزل بعد إنهاء معالجته الأولى في المستشفى .

يجب البقاء على تواصل دائم مع فريق العناية بمرضى السكري. يقول الأستاذ هند مارك: ” في هذه المرحلة، يجب أن يراجع الوالدين والطفل الفريق في المستشفى كل أسبوعين تقريباً. حيث سيناقش فريق الرعاية  كيف يبلي الأهل والطفل ويجيبون عن أي أسئلة يطرحونها” .

قد يجد الأهل والطفل في البداية صعوبة في التأقلم مع الحياة بمرض السكري، فعلى سبيل المثال:

  • قد يضطر الأهل إلى تغيير النظام الغذائي للعائلة
  • قد يكون الطفل قلقاً من اختلافه عن أصدقائه
  • يجب أن يعتاد الطفل وأهله على روتين جديد من اختبارات سكر الدم وحقن الأنسولين.

لكن تصبح الأمور السابقة سهلة مع مرور الوقت. يجب عدم التردد في الاتصال بفريق الرعاية لطرح أي تساؤلات أو مخاوف.

بعد استقرار الحالة  

يشعر الأهل في نهاية المطاف بالثقة في أنهم يستطيعون تدبير حالة السكري لدى طفلهم بدون الحاجة للدعم المُنتظم من قبل فريق الرعاية. ففي هذا الوقت يكتسب الأهل المعرفة الكافية عن تأثيرات الطعام والتمارين الرياضية على مستوى سكر الدم، وبالتالي كيفية تدبير الحالة بالأنسولين. كما سيفهمون أيضاً نقص سكر الدم، عندما ينخفض سكر الدم لمستويات منخفضة جداً وتظهر لدى الطفل أعراض مثل الرجفان، والتعرق، والتعب، والصداع، وتغيرات سلوكية. يجب أن يتعلم الأهل كيفية الوقاية من نقص سكر الدم والحالات الأخرى ومعالجتها.    

يقول الأستاذ هندمارش :  ” حالما يصبح الأهل والطفل مؤهلين تماماً، نكتفي بالزيارة مرة كل ثلاثة أشهر”. يجب أن تتضمن الزيارات فحصاً طبياً شاملاً مرة في العام على الأقل اعتباراً من عمر الـ 12 سنة. حيث سيتم في الفحص التحقق من علامات الضرر في العينين، والقدمين، وجهاز الدوران، والكليتين.

عندما يصبح الطفل أكبر سناً من المهم أن يعمل الأهل مع فريق الرعاية لتعليمه كيف يدبر الحالة بنفسه. يقول الأستاذ هندمارش : ” عندما يصبح الطفل يافعاً، يجب تعويده على  القيام بالأعمال بنفسه مثل إحضار علبة الحقن، أو قرص الجلد عندما يقوم الأهل بعملية الحقن. تنمو المشاركة بدءاً من هذه الأمور “.

يجب أن يدع فريق العناية الطفل يعبر عن مشاعره ومخاوفه خلال الزيارات، بحيث يعتاد تدريجياً على أن يصبح بالغاً مصاباً بالداء السكري.

المزيد في قسم مرض السكري

الداء السكري عند المراهقين

من غير المستغرب عند ذهاب المراهقين إلى المدرسة أو الكلية أن يتخلوا عن اتباع نظامهم العلاجي الموصى به مثل نسيان أخذ حقن الأنسولين وتناول الطعام غير المناسب.

ردّة فعل الأهل الطبيعية على ذلك هي محاولة مراقبة طفلهم كل دقيقة من اليوم، لكن هذا الأمر يقمع نمو شعور الاستقلال لدى الطفل. يوصي بعض الخبراء بمحاولة تعزيز روح المسؤولية والاعتماد على النفس عند المراهق، ومناقشة حالتهم بطريقة منفتحة كبالغ لا كطفل.

من المهم أن يفهم المراهق أن كل من التدخين وتناول المشروبات الكحولية يزيد أعراض السكري سوءاً. وقد يجد المراهق التحدث مع أقران بنفس العمر يشتركون معه بالإصابة بمرض السكري أمراً مفيداً.  

الحمل عند المراهقة المصابة السكري

قد تعاني النساء المصابات بالسكري من النمط الأول من مضاعفات أثناء الحمل، أي أنه يجب التخطيط للحمل بحذر. لهذا السبب من المهم جداً للفتاة المراهقة في سن النشاط التناسلي والتي لا تريد الحمل، أن تكون ملمة تماماً بطرق منع الحمل الفعالة.


من قبل
ويب طب –
الخميس 22 تشرين الأول 2015


آخر تعديل –
الاثنين 11 كانون الثاني 2021


المرجع : webteb.com