عدد المسلمين في بورما

بورما

بورما أو جمهوريّة ميانمار هي إحدى دول جنوب شرق آسيا التي نالت استقلالها بعد سنوات من الاستعمار البريطاني عام 1948م، وتتميّز بتركيبةٍ سكانيةٍ مختلفة من حيث العرق واللغة، ويتحدّث أغلب سكانها اللغة البورمية، أما الباقي فيتحدثون لغاتٍ متعددة كجماعات الأركان، والكاشين التي تعتنق أغلبها دين الإسلام. سنتحدّث خلال هذا المقال عن عدد المسلمين في بورما.

عدد المسلمين في بورما

يُشكّل المسلمون ما نسبته أربعة بالمئة من السكّان في بورما؛ أي نسبة أقليّة بالمقارنة مع الديانة البوذية التي يعتنقها معظم السكان، وذلك حسب الإحصائيات الرسميّة الصادرة عن حكومة بورما، بينما أشارت بعض المصادر الأُخرى إلى أنّ نسبة السكان غير البوذيين في البلاد أعلى بأضعاف المرات من النسب التي تُقدمها الحكومة، ويتراوح عدد المسلمين في بورما بين خمسة إلى ثمانية ملايين مُسلم من أصل نحو خمسةٍ وخمسين مليون نسمة من السكان.

يتركّز المسلمون في بورما تحديداً في ولاية أراكان أو راكين الواقعة غرب البلاد على الحدود مع بنغلادش، وينتمون إلى قبائل الروهينجا، وينحدرون من أصولٍ عربيةٍ، وفارسيةٍ، وهنديةٍ، وتركيةٍ، ولغتهم تركيبة من البنغالية، والفارسيّة، والعربية، لكنّهم يتحدثون اللغة البورمية، وينتمون للتاريخ والحضارة البورمية، ويرتدي أبناؤها الزيّ الوَطني المعروف بـ (اللونجي) كباقي السكّان فيها.

تاريخ الإسلام في بورما

دَخل الإسلام إلى بورما منذ القرن الأول الهجري على أيدي التجار العرب، في حين تُرجع السلطات دخول الإسلام إليها لتاريخ الانتداب البريطاني عام 1824م، وعلى هذا الأساس تقوم بحرمان المسلمين الذين لا يستطيعون إثبات وجودهم فيها قبل هذا التاريخ من الحصول على الجنسية.

أوضاع المسلمين في بورما

يُعتبر المسلمون في بورما الأفقر بين السكان، والأقلّ حظاً في التعليم، وتقول بعض المنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الإنسان والأقليات إن الحكومة في ميانمار(بورما) لا توجه خدماتها للجالية المُسلمة، أو تُلقي لأوضاعهم المعيشية بالاً، وفي عام 2016م تمكّنت بعض المصادر الإعلامية من فضح ممارسات الحكومة بحقّ مسلمي الروهينغا حين تمكّنت من دخول إحدى المخيمات النائية التي يحاصر المسلمون فيه منذ عام 2012م.

تعرّض المسلمون في بورما لأشد أنواع الانتهاكات على يدِ جماعاتٍ بوذيةٍ مُتطرّفة دون أن توفّر الحكومة البورمية الحماية لهم حسب شهادات المسلمين أنفسهم، وخلال السنوات الأخيرة الماضية تعالت الأصوات من أجلِ وضعِ حدٍ للمجازر التي وقعت بحقهم، وذاقوا خلالها صنوفاً كبيرة من العذاب وصلت حد الموت، وأكبر دليل على ذلك ولاية أراكان التي تُعتبر مسرحاً للجرائم بحق المسلمين في البلاد.