بحث عن عدد السكان

العوامل المؤثرة في كثافة السكان

عدد السكان في منطقة معينة يعتمد على عدة عوامل، فهناك عوامل تجذب الناس للعيش، وأخرى تشكل عامل طردٍ لهم، ومنها ما هو عوامل طبيعية، وأخرى بشرية، والمصطلح الأدق للتعبير عن عدد السكان هو كثافة السكان، أي معدل عدد السكان في منطقة معينة، وهو يعكس مدى انتشارهم في هذه المنطقة.

العوامل الطبيعية

العامل الرئيسي في توزيع السكان هو العوامل الطبيعية، فالطبيعة القاسية، يصعب على الإنسان التأقلم والعيش فيها، إلّا بعض البيئات التي ابتكر الإنسان وسائل للتغلب على قسوتها، والعوامل الطبيعية هي:

المناخ

المناخ من أهم العوامل الطبيعية المؤثرة على توزيع السكان، فهو يؤثر على طبيعة التربة والغطاء النباتي، فتعتبر الحرارة والبرودة الشديدتين عوامل طرد للسكان، لكن الحرارة المرتفعة لا تشكل عامل طرد لوحدها، فنحن نجد سكان في المناطق الصحراوية مرتفعة الحرارة، حول مصادر المياه، غير أن اليوم مع التطور الحاصل أصبحت شبكات المياه تمد في الصحاري، وتصبح آهلة بالسكان، بالأخص بعد إنشاء المباني، وابتكار طرق التكييف المختلفة التي تتغلب على حرارة المناخ مثلما نجد في دول الخليج، أمّا إذا اجتمعت الحرارة والرطوبة العاليتين، يصبح من العصب جداً التأقلم مع البيئة والعيش فيها، وذلك بسبب نمو غطاء نباتي كثيف، ووجود حيوانات متعددة، وحشرات سامة، كما نرى في المناطق الاستوائية والمدارية.

أمّا البرودة الشديدة لا تشكل إغراءً للعيش فيها، وذلك لعدم ملاءمة البرودة لجسم الإنسان، وعدم وجود غطاء نباتي، إضافة لطول الليل والنهار، وضعف أشعة الشمس، كما في أمريكا الشمالية، وشمال آسيا وأوروبا، إلّا بعض القبائل الذين يعيشون في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، مثل الأونا والأكالوف، وقبائل الأسكيمو في الدائرة القطبية، فقد تكيفت أجسامهم على هذه البيئة.

المياه

وجود المياه سواء بتساقط الأمطار أو بوجود مجاري للمياه كالأنهار والينابيع العذبة، من أهم عوامل جذب السكان، وتعتبر أكثر المناطق تساقطاً للأمطار هي المناطق المنتجة للأرز مثل الهند وجنوبي اليابان، وحوض نهر السند، وغيرها، وهي مناطق كثيفة السكان، أما المناطق التي يتواجد فيها أنهار مثل حوض النيل وأوز باكستان، هي مناطق زراعية خصبة، وكثيفة بالسكان أيضاً، غير أن المسطحات المائية تعتبر وسيلة نقل تربط بين المناطق.

التضارييس

لا يعيش السكان في المناطق عالية الارتفاع وشديدة الانحدار، وذلك لصعوبة ممارسة النشاط البشري، وأنها تسبب مرض دوار الجبال، والجبال المرتفعة في المناطق الباردة تزيد من بررودة المناخ، أما المرتفعات الجبلية في المناطق الحارة والاستوائية تعمل على تلطيف الجو، فتجذب السكان إليها كما نرى في هضبة البحيرات الاستوائية، ومرتفعات كينا ووهضبة الحبشة، وتعد المناطق السهلية المعتدلة أكثر الأماكن جذباً للسكان، مثل سهول الهند والصين والبكستان ومصر وغيرها، إضافة لتأثير التربة كونها صالحة للزراعة أم لا.

العوامل البشرية

  • العامل الديموغرافي وهو يشمل الولادات والوفيات وهجرة السكان، وجميها تؤثر على كثافة السكان في أي منطقة، فعند زيادة أعداد المواليد عن أعداد الوفيات، مع غياب أسباب الهجرة، يصبح عدد السكان في نمو مستمر.
  • نوع الحرفة: فعند وجود حرفة يعمل بها الناس لكسب عيشهم، نلاحظ كثافة سكانية في المنطقة، كالمناطق الصالحة للزراعة، أو الوفيرة بالصيد، أو وجود البترول فيها.
  • النقل و المواصلات: من العوامل المهمة لانتشار السكان، وتنقلهم، وتبادلهم المنتجات والبضائع، فنجد المناطق التي تتوفر فيها سبل التواصل أكثر كثافة من تلك الفقيرة بها.
  • الحروب والمشكلات السياسية: نشوء الحروب والمشكلات السياسية في منطقة تعمل على تهجير السكان، أو قتلهم وابادتهم.