مفهوم بناء السلام

السلام

يُعتبر السلام مطلباً وغايةً ملحّة، تطمح لبلوغها كلّ المجتمعات البشريّة بكل تكويناتها، وهو قضيّة تحظى باهتمام كل الدول.فهو الركيزة الأساسيّة في نموّها وتطورها،وتحقيقه بات الشغل الشاغل للعديد من القيادات، والمنظّمات، والتحالفات الدوليّة في مختلف أنحاء العالم، بهدف عدم الرجوع إلى النزاعات والصراعات.

مفهوم بناء السلام

إنَّ مفهوم بناء السلام يُشير إلى تحديد البُنى ودعمها، في حين أنّ هذه البُنى، مهمّتها ترسيخ وتفعيل السّلام وتمكينه، وذلك لعدم الانجرار والزجّ في صراعات جديدة، وعدم تكرارها مرّة أُخرى، الأمر الذي أدَّى لنشوء ما يُعرف بالدبلوماسيّة الوقائيّة، وأساسها تعاون عدّة جهات، والعمل يداً واحدة وبشكلٍ دائمٍ وواضح المعالم، لحلّ الصعوبات والمُعضلات التي تواجه الفرد، سواء أكانت إنسانيّة أم ثقافيّة أم اجتماعيّة وحتى الاقتصاديّة، كون هذه المشكلات أو إحداها هي السبب الرئيسيّ لنشوب الحروب والنزاعات عبر التاريخ.

بناء السلام وانعكاسات ترسيخ على كافة البلدان

يَمنح مفهوم بناء السلام مجالاً واسعاً في بناء الدول وتمدّنها؛ بحيث تتمّ في ظلّه عمليات دفع عجلة التطوير، من خلال استحداث مؤسسات اجتماعيّة وسياسيّة وقضائيّة، غايتها بناء المجتمع في كافّة الصعد، فتلجأ لعدّة تدابير سُرعان ما نتلمّس نتائجها، خصوصاً في المُجتمعات التي خرجت حديثاً، وتخلّصت من دائرة صراع ما، فيتمّ فيها العمل سريعاً وبشكل فوري على استصلاح الأراضي، والعناية بالمرافق الصحيّة والطبية كالمشافي والمستوصفات، وإنشاء العيادات المتنقّلة، والاهتمام بأعمال النظافة وترحيل القمامة، والمخلّفات التي هي غالباً السبب الرئيسي في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وتعبيد الطُرق وترميم ما تضرر منها ومن باقي المنشآت الحيوية الأُخرى كالجسور والموانئ والمرافئ والمطارات، كما يعمد إلى توفير الغذاء الرئيسيّ للسكان عن طريق توفير المواد الإغاثيّة وتوزيعها بشكلٍ عادلٍ للجميع، عبر إنشاء مخازنَ ومراكزَ خاصّة بتوزيعها ضمن آليات معيّنة، مع المراقبة الدولية والتسجيل الدقيق لمواكبة المرحلة التي بلغتها عملية السلام والشوط الذي قطعته، وبهذا يكون دور الدبلوماسية الوقائية.

دواعي الحاجة لخليّة إدارة الأزمات

في حين اضطرب بناء السلام، وبقت المشكلات المُؤدية للصراع قائمة دون حلّ، وبدأ النزاع في الدخول مرحلة تصاعدية، باتّخاذه بعض أشكال العنف، هُنا بات التحوّل يستدعي تدخّل خليّة إدارة الأزمات، التي تأخذ على عاتقها التدخّل عبر الوساطات والمُصالحات والمُفاوضات،وتقريب المفاهيم، وتقديم الحلول المرضية لكلّ الأطراف المتنازعة، ثم تَعمَد إلى ترسيخِ السلام عبر إعادة الإعمار، وتقليص الفوارق بين الطبقة الغنيّة والفقيرة، ودمج المهجّرين من السكّان مع باقي أطياف المجتمع، ومن هنا كان مفهوم بناء السلام خطوة سابقة لعمليّة حفظ السلام، التي تعود مسؤوليتها لمنظمة الأمم المتحدة.