عوامل قيام النهضة الأوروبية
الحضارة العربية في صقلية
ترك المسلمين في صقلية إرثاً حضارياً أدهش النورمانديون عندما دخلوها، وأقل ما يوصف به أنه غاية في العظم والرقي، فشيدوا فيها مبانٍ عظيمة، ونشطوا وسائل التجارة، واستصلحوا الأراضي الزراعية، ثم زرعوها، وأدخلوا أنواعاً متعددة من الحيوانات، والنباتات لم يشهدها الأوروبي سابقاً.[١]
بالإضافة إلى ذلك كله فقد نقلوا لها الفنون والآداب الراقية، وحلقات التعليم التي تعلم الكتابة باللغة العربية، والقرآن الكريم الموجودة داخل العديد من المساجد، ورفع مستوى التعليم لدرجة وصوله حد الدراسات العليا في العلوم الدينية، وغير الدينية.[١]
الهجمات الصليبية على الشرق
كان التأثر بالثقافة الشرقية أمراً لا بد منه عندما شن الصليبيون حروبهم على العالم العربي في أواخر القرن الحادي عشر، وقد نتج عن هذا التأثر مجموعة من التغييرات، والتطورات المهمة في المجتمع الغربي، والتي تمثلت بتراجع النظام الإقطاعي الذي تسبب بتحرير الفلاحين، والعمال من سيطرة رجال الدين، والطبقة الحاكمة.[٢]
كما استغل الأوربيون علوم الجغرافيا، والملاحة البحرية التي تعلموها، ونقلوها من الثقافة الشرقية؛ لخدمة كشوفاتهم الجغرافية، وبالإضافة إلى تأثرهم بالتطور الاقتصادي السائد في الشرق، فنقلوا إلى أسواقهم العديد من المنتجات، مثل: السكر، والمنسوجات، والزجاج، وغيرها من المنتجات؛ وأدى ذلك إلى ازدهار التجارة فيها، وتدفق الأموال، وتنظيم أمور الحياة.[٢]
عوامل أخرى لقيام النهضة الأوروبية
تتطرق النقاط الآتية إلى ذكر بعض العوامل التي أدت إلى قيام النهضة الأوربية، ومنها:[٣]
- تشجيع الأدباء والفنانين: حيث شجّع الأمراء الأوروبيون وخاصة الإيطاليون، وبعض الباباوات الحركة الأدبية، ودعم الفنانين، والمترجمين، والأدباء، وتنافسوا في امتلاك التحف، والكتب، واللوحات الفنية القديمة.
- فتح القسطنطينية: أدى فتح السلطان العثماني لمدينة القسطنطينية عام 1453م إلى هجرة علمائها، ومفكريها المسيحيين إلى المدن الأوروبية، حيث ساهم هؤلاء العلماء بكل ما تسلحوا به من معرفة وعلم، وكل ما أوجدوه من مخطوطات، ومؤلفات، وابتكارات في تحرير الفكر الأوروبي من التخلف والجمود.
- اختراع الطابعة: نشطت الحركة الأدبية في أوروبا بعد دخول الورق إليها، واختراع الطابعة، حيث تطور تأليف الكتب، وترجمتها؛ مما أدى إلى انتشار المعرفة فيها، وطباعة الكتب باللغات القومية الأوروبية عوضاً عن اللغة اللاتينية.
المراجع
- ^ أ ب نغم محمد علي جواد (2013)، “تأثيرات الديانة الكاثوليكية والبروتستانتية خلال القرن السادس عشر والسابع عشر في العالم العربي”، صفحة 8، www.stclements.edu، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-10. بتصرّف.
- ^ أ ب “النهضة الأوروبية”، صفحة 3، www.djalia-algerie.dz، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-10. بتصرّف.
- ↑ عبد الرازق يحيى الأشول، محمد سعيد ثابت، عبد الباقي الحكيمي وأخرون (2017)، “تاريخ العرب الحديث والمعاصر”، صفحة 12 و13، www.e-learning-moe.edu.ye، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-10. بتصرّف.