مفهوم السلطة في الفلسفة
مفهوم السلطة في الفلسفة
تُعرّف السلطة في الفلسفة على أنّها كلّ شخص يمتلك بيده سلطته ضمن إطار معين، وكل صاحب سلطة يضع القوانين التي يراها مناسبة، ويُخضع الجميع لها، فصاحب السلطة مالكاً للقرارات ومشرفاً على تنفيذها، فمدير المدرسة على سبيل المثال يعتبر مالكاً للسلطة ضمن مجاله، والإعلانات التجارية مالكة للسلطة على المشاهدين، لذلك قد يكون من الصعب إقناع أشخاص معينين أنّهم اشتروا سلعة هم ليسوا بحاجتها فعليا، إنّما فقط لأنّهم شاهدوا إعلاناً بطريقة مغرية وجذابة عكس لديهم في اللاوعي شعوراً وهمياً بالحاجة، فإقناع الجمهور بالحقيقة سيوصل الأفراد إلى نتيجة بسيطة مفادها أنً الإعلان البسيط هذا قد فرض سلطته عليهم، ليتحكم بقراراتهم بالطريقة التي يريدها.
مفهوم السلطة عند الفلاسفة
أفلاطون
يعتبر أفلاطون من الفلاسفة المرتبطين بالأخلاق، شأنه شأن الفلاسفة اليونانيين، فقد ربط أفلاطون السلطة بالأخلاق والعقل، وأكد على أنّ العدل يجب أن يكون أساس العلاقة بين السلطة والشعب، كما يرى أفلاطون أنّ الفلاسفة هم الأحق في امتلاك السلطة، إذ إنّهم الأقدر على تحقيق المصلحة العامة بعيداً عن جشع المال والاستبداد.
كارل ماركس
ربط المفكر الألماني كارل ماركس بين السلطة والاقتصاد، فالسلطة تقع دائماً في يد الأفضل اقتصادياً، وقد قسم ماركس المجتمعات إلى عدة طبقات حسب وضعها الإقتصادي، الطبقة العليا: وهي طبقة أصحاب النفوذ ورؤوس الأموال، ونظراً لأنًهم الأقوى اقتصادياً فهم مالكو السلطة على الطبقات الأخرى، والطبقة الوسطى: وهي طبقة المثقفين، وتشمل الأطباء، والمحاميين، وغيرهم من أصحاب المهن، والطبقة السفلى: وهي طبقة الفقراء والكادحين.
هوبز
انطلق هوبز في آرائه وأفكاره حول السلطة من سؤال: (لماذا يجب أن نخضع للسلطة؟)، فيرى هوبز أنّ الإنسان في بدايات حياته يتركز جل اهتمامه على تحقيق مصالحه الشخصية، وبالتالي ستصبح الحياة قاسية على أفراد المجتمع، حيث يأكل القوي الضعيف، ومن هنا كانت الحاجة
لوجود السلطة لفرض سيطرتها على الأفراد، وإخضاعهم لمنظومة من القوانين والمعايير، كما يؤمن هوبز بالسلطة المطلقة للملك، حيث لا يخضع الملك للمساءلة، ولا لقوانين مهما كانت تجاوزاته.
ميشيل فوكو
يعتبر فوكو الأكثر عمقاً في تفسيره لمفهوم السلطة، حيث يرى فوكو أنّ السلطات قد تكون موجهة للأشخاص، وقد تكون موجهة للمؤسسات على حد سواء، إذ إنّ السلطة لا تعني دائماً الصراع أو النزاعات، ولا تعني دائماً القمع بل لها أيضاً أدوار إنتاجية، وربط فوكو بين السلطة ومفهوم العنف فأكد أنّ العنف لا يشترط حمل السلاح والقوة، إنّما قد يكون عنفاً رمزياً كالخطابات الموجهة من السلطة للشعب، والتي تجبرهم على الخضوع للقوانين.
ينبغي على المرء أن يميز بين السلطة والقوة، فليس كلّ صاحب قوة صاحب سلطة، فرجل الدين يملك سلطته الرمزية على الناس دون أن يحمل السلاح، في حين أنّ المجرم يمتلك القوة لكن لا يمتلك السلطةـ