مظاهر القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي
الاتّحاد الأوروبيّ
يُعَدُّ الاتّحادُ الأوروبيّ من أهمّ القُوى الفاعِلَة والأكثرِ تأثيراً في الأوضاع السياسيّةِ والاقتصاديّةِ العالميّة في التّاريخِ المُعاصِر، وذلك من خلال الدّوَل الأكثرِ تأثيراً ونفوذاً في الاتّحاد كألمانيا وبَريطانيا وفرنسا، بالإضافَةِ إلى قوّةِ العُملَةِ الأوروبيّة المُوّحدة ودورِها في تَنظيمِ الأوضاعِ الاقتصاديّة العالميّة لِصالِحِ دُوَلِ الاتّحاد.
يَضُمُّ الاتّحادُ الأوروبيّ ثمانيةً وعشرين دولةً، وكانت دولة كرواتيا الأخيرة في الانضمام في عام ألفين وثلاثة عشر، ويَضَعُ الاتّحادُ الأوروبيّ العديدَ من الشروطِ السياسيّة والاقتصاديّة والقانونيّة لقبولِ الدُّوَلِ كأعضاءٍ جدد؛ حيث تُحاوِلُ العديدُ من الدّولِ التي تَقَعُ في شرق القارّة الأوروبيّة تحسينَ الظروفِ الاقتصاديّة والسياسيّة الداخليّة كي تتمكّنَ من الانضمامِ للاتحادِ والتّمتُّعِ بالمزايا الخاصّة به، وأهمّها المزايا الاقتصاديّة.
مظاهر القوّة الاقتصاديّة للاتّحاد الأوروبيّ
المجال الزراعي
تتمتّعُ دُوَلُ الاتّحادِ الأوروبيّ بموقعٍ مُمتازٍ يُطِلُّ على أكثرِ من واجهةٍ بحريةٍ مَعَ العديدِ من الموانِئِ الطّبيعيّة، مما سمَحَ لدُوَلِ الاتّحاد الأوروبيّ باستثمار الثّروات الزراعيّة الضّخمة التي تنتج في الأراضي السهليّة شاسعة المساحة والخصبة في شمال أوروبا وسهل نهرِ الدّانوب ووسط غرب القارة في كلٍّ من ألمانيا وفرنسا، وقد أدّى عدمُ وجودِ تضاريس مرتفعة إلى تسهيلِ عمليةِ النقلِ الداخليّ للبضائعِ الزراعيّةِ بكافّةِ أنواعِها؛ حيثُ يَتمّ نَقل أكثرِ من ثلاثمئة طن من الحبوب سنويّاً عبر القارّة للاستهلاك المحليّ والتّصدير إلى جانبِ الإنتاجِ الحيوانيّ الضّخم في المزارع والمراعي الشّاسعة.
المجال الصناعي
ظهرت المشاريعُ الأوروبيّة المشتركة في فترةٍ مُبكّرةٍ من إنشاءِ الاتّحاد الأوروبيّ، وشملت العديدَ من المجالاتِ الصناعيّة والتجاريّة، ومن أهم الأنشطةِ الصناعيّة للاتّحاد صناعة السيارات والطائرات والآلات الثقيلة والمُحرّكات؛ حيثُ توجَدُ في أوروبا العديد من المجموعات الصناعيّة الكبرى، ويحتلّ الاتحاد الأوروبي المرتبة الأولى عالميّاً في صناعة السيّارات، ورغم القوة الصناعية الكبرى لدُوَل الاتّحاد إلا أنّها لا تستطيعُ المنافسةَ في المجالات التكنولوجيّة الدقيقة، وذلك لتطوّرِ الأسواقِ الأمريكيّة واليابانيّة، ومؤخراً السوق الصينيّة.
تتناقَضُ العديدُ من الصّناعات مَعَ القوانين الأوروبيّة المُلزَمة بالحفاظِ على البيئة، لذا تنتقِلُ رؤوسُ الأموالِ الأوروبيّة للاستثمار والتصنيع في مناطقَ أخرى خارجَ الاتّحاد أو القارة ككل، وتُعَدُّ مناطِقُ شَرقِ أوروبا ووسط آسيا من المناطقِ الجاذِبَةِ للاستثماراتِ الأوروبيّة والتي تتأثر كثيراً بالقوّة الصناعيّة الأوروبيّة، وعلى المستوى المالي فإن المجموعاتِ الماليّة الأوروبيّة والبنوكِ تُعَدُّ الأكثرَ قوّةً في العالم، خاصةً في دولٍ مثل سويسرا وإنجلترا وألمانيا، ورغم الأزمة الاقتصاديّة العالميّة التي عصَفَت بالعديدِ من الشّرِكات فإن العُملةَ الأوروبيّة “اليورو” تُعدُّ الأكثرَ ثباتاً وقُدرةً على المنافَسَةِ العالميّة لوجودِ احتياطاتٍ نقديّة واسعة في مختلف أنحاء العالم.