مفهوم مصطلح مناطق النفوذ

مناطق النفوذ

يُطلق مصطلح مناطق النفوذ على تلك المناطق التي تخضع لحكم وسيطرة جهة ما، وهو عبارة عن خضوع مساحات من الأراضي التابعة لدول ما لسيطرة دولة أخرى بفرض القوة العسكرية عليها، فتصبح من مناطق نفوذها أي المناطق الخاضعة لسيطرتها.

يشار إلى أن مطلع القرن العشرين يعتبر تاريخاً لولادة هذا المصطلح بالتزامن مع اندلاع الحروب العالميّة الأولى والثانية، والتي تلتها فيما بعد عدد من الحروب الدولية المتلاحقة، وبشكل عام فقد ارتبط مصطلح مناطق النفوذ ارتباطاً وثيقاً بالعوامل السياسية التي تحيط بدول العالم من كل اتجاه.

أمّا فيما يتعلق بعلم الاجتماع، فيعتبر النفوذ بمثابة قوة اجتماعيّة يمكن من خلالها رسم أبعاد العلاقات الاجتماعية، إلى جانب تمكينها إدخال رغباته إلى حيز التنفيذ بغض النظر عن مدى شرعيتها أو موافقتها للقوانين السائدة في ذلك المجتمع.

جاء في تعريف ماكس فيبر للنفوذ بأنّه الفرص والإمكانيّات المُدرجة تحت بند العلاقات الاجتماعية، وتتيح الفرصة للفرد بتنفيذ ما يرغب، بغض النظر عن جميع القيود. هذا ويذكر بأنّ كلمة النفوذ قد لا تقترن بشكل أساسي بالتهديد والإكراه والقوة، وخير مثال على ذلك النفوذ في القوة الفيزيائية.

أقسام النفوذ

تتوزّع مناطق النفوذ إلى عدة أقسام وفقاً للسياق المختص به، وقد جاء هذا التقسيم مع مرور الزمن وحدوث تغيرات فكرية وتطورات زمنية ملحوظة، ومن هذه الأقسام:

النفوذ السياسي

يعرف أيضاً بالنفوذ العسكري، ويعتبر من أكثر أنواع النفوذ قدماً، حيث برز ظهوره بشكل جلّي بالتزامن مع اندلاع شرارة الحرب العالمية الثانية، كما جاء ظهوره في فترة ظهور الحركة النازية في ألمانيا على يد هتلر، حيث استخدم الأخير القوة والنفوذ في فرض السيطرة على الشعوب التي رفضت الخضوع والإذعان له.

النفوذ الديني

يتمثل هذا النوع بمدى شيوع فكر ديني ما داخل منطقة معيّنة، ويستند هذا النوع من النفوذ على الطبيعة التي يتسم بها الأفراد في هذه المنطقة، كما أنّه يقترن بديانة ما، كاستهداف الحملات التبشيرية للمناطق المسيحية لغايات نشر الدين المسيحي.

النفوذ الثقافي

يعّد هذا النوع امتداداً لمجموعة من الأفكار الثقافية المتفاوتة من مجموعة لأخرى، حيث يكون هذا النفوذ شاملاً لإقليم واحد يحتضن عدداً من الدول المتجاورة، كالحركة الأدبية في عصر النهضة الأوروبية.

النفوذ الاقتصادي

يأتي هذا النفوذ على يد قوة عظمى لها أثر اقتصادي كبير في مجموعة من الدول، أو في الجهات اللاجئة إليها لحل أزماتها الاقتصادية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك نفوذ عملة الدولار.