بحث عن صناعة الورق

الورق

الورق عبارة عن مادّة تشكّلُ بهيئةِ صفحات رقيقة مصنّعة من ألياف السليولوز الناتجة من النباتات، ولهذه المادّة العديدُ من الاستخداماتِ المتنوّعة، مثل: الكتابة، والطباعة، والتعبئة، والتغليف، كما تُستخدمُ بعضُ أصنافِ الورق تُستخدمُ لترشيحِ الرواسبِ من المحاليل، وتدخلُ في صناعةِ بعضِ موادّ البناء.

تاريخ صناعة الورق

في الألف الثالث قبل الميلاد بدأتْ صناعة الورق على يد المصريّين القدامى، فقد صنعوا مادّة تصلحُ للكتابةِ والتدوين، وكان من السهل الحصولُ على هذه المادّة كونَها بثمن معقولٍ ومناسب، وعُرف هذا الورقُ باسمِ ورق البردي الذي يعدُّ أحدَ أهمّ الاختراعات التي أوجدتَها البشريّة، وقد استخدمَ المصريّون سيقانَ نباتِ البردي الذي كانَ يتوفّر بكثرة في مصر، خاصّة عند مستنقعاتِ الدلتا.

قام المصريّون بصناعةِ ورق البردي من خلالِ تقطيع لبّ نبات البرديّ على شكل شرائحَ طويلة، ثمّ توضعُ هذه الشرائح بشكلٍ متعارضٍ مع بعضها، وتُصنع طبقتان أو ثلاثُ طبقات بهذه الطريقة، وبعدها توضع هذه الطبقات فوق بعضها، وتبلّل بالماء وبعدها تُضغط وتترك حتى تجفّ، وتُستخدمُ هذه الطريقة لتصنيعِ صفحة واحدة في كلّ مرة ولكن يمكنُ أن تلصقَ كلّ صفحة بذيل الأخرى، وعلى مرّ السنوات كان هناك العديدُ من الطرق والوسائل والمكوّنات المختلفة التي استخدمت لصناعةِ الورق بمختلف أشكالِه وأنواعِه وصولاً لصناعةِ الورق الحاليّ المصنع من الأشجار بطرقٍ وأجهزةٍ حديثة.

طرق صناعة الورق الحديث

صُنع الورق الحديث من لحاء الأشجار، وفي بداية مرحلة التصنيع يتمّ تقطيع الأشجار بهدفِ الحصول على جذوعِها، وبعد ذلك تنقلُ الأشجار لمصانعِ الورق الخاصّة، ثمّ تبدأ عمليّات التصنيع الميكانيكيّة والكيمائيّة.

مراحل تصنيع الورق الميكانيكيّ

  • تُستخدم أسطوانة دوارة مخصّصة داخلَ المصنع لتنزعَ الّلحاء عن جذورِ الأشجار.
  • يُستخدم المنشار الآليّ لتقطيع الخشب على شكل شرائح ورقيّة بطول أقلّ من سنتمتريْن.
  • تعالج شرائحَ الخشب باستخدام البخار وبعض المواد الخاصّة بعد وضعها في حوض مخصّص لذلك، وبعد ذلك تُمزج المكونات جيّداً بهدف تفكيك مكوّنات الخشب عن بعضها البعض، وتشكيلها على شكل عجين.
  • تُغسل هذه العجين جيّداً بعد نقلها لحوض آخر، وفي هذه المرحلة يتم التخلّص من الشوائب العالقة في الشجر، ويتم الحصول على اللون المطلوب.
  • توضع العجين داخلَ أجهزة حاصّة تجفّفها من الماء، وتشكّلها على هيئة صحف، ويُعاد تجفيف هذه الصحف.
  • يُستخدم جهاز خاصّ لتلميع الورق وصقله ليبدوَ بأفضلِ شكل.

مراحل تصنيع الورق الكيمائي

تنقسمُ عمليّة صناعة الورق لمرحلتين أساسيّتين، هما:

  • تصنيع الكتل الليفيّة:
    • في البداية يقطع الشجر لأجزاء يقدّر طولها لحوالي المتر أو المتريْن، وبعد ذلك ينزَعُ الّلحاء عن القطع، وتُغسلُ جيّداً.
    • تكسر القطع الخشبيّة باستخدام كسارة خاصّة تعرف باسم جذاذات.
    • تُغطى القطع الصغيرة في محلول كيمائيّ ليتمّ تخليصها من الألياف السيلولوزيّة.
    • تنقلُ هذه المكوّنات لجهاز خاصّ يفكّك الّلب، وبعدها تسحقُ الألياف، ثمّ تقطع ويُضاف لها موادّ خاصة لتحسّن لونَها وجودتَها وقوّتَها.
    • تخرج الألياف من الخشب، وبعدها يُغسل جيّداً للتخلص من المواد الكيميائيّة ويتشكل خليطٌ مائي.
  • إنتاج الورق:
    • بعد انتهاء مرحلة معالجة الّلحاء وتحويله لخليط مائيّ أو كما يعرف باسم عجينة رطبة، يتم نقله لأجهزةٍ خاصّة تعملُ تشكيلُه على هيئة لفافات متواصلة، وأيضاً يجفّفُ الورق تماماً من المياه، وتعملُ هذه الأجهزة بشكلٍ أوتوماتيكيّ سريع، ويمكنُ للمصنع إنتاج الورق على هيئة رولات ضخمة، أو يمكن استخدامُ أجهزة أخرى تعملُ على تقطيعِ الورق بأحجامٍ محدّدة.