معلومات عن صناعة الورق
صناعة الورق
يُمكن لأيّ إنسانٍ التّفريق بين الورق والمواد الأخرى، لكن من الصعب عليه تحديد أنواع الورق لأنّها كثيرةٌ ومُتنوّعة، فبالنسبة للورق الحديث المطبوع فغالباً يكون تاريخ إنتاجه هو أهمّ وأفضل طريقة لمعرفة نوعه، وبشكلٍ عام يختلف الورق المصنوع بالآلات والمعدَّات عن الورق اليدوي في كثيرٍ من الأوجه، ولكن يَظلّ انتظام الألياف الطبيعيّة من أهمّ الأمور المُستخدمة للتّفريق بين النّوعين السابقين، ففي الورق المصنوع بالآلات نُلاحظ أنَّ الألياف تكون في اتجاه واحد بسبب حركة دوران الآلة، بينما يختلف اتجاه الألياف في الأوراق المصنَّعة بالطرق اليدوية.
تاريخ صناعة الورق
يرجع فضلُ ابتكار مادّة الورق إلى الشعب الصيني الذي توَّصل إليه في بداية القرن الأول الميلادي، وذلك بالاستفادة من سيقان نبات الخيزران المجوّفة والقنب وشباك الصيد؛ حيث تمَّ تحسينه بواسطة لحاء الشجر والقنب والقطع القماشية بعد غسل جميع المواد السابقة والتخلّص من ألوانها، ثمَّ وضعها في مطاحن خاصّة حتى تتحوّل إلى عجينة ليّنة، وإضافة المياه إليها حتى تتحول إلى مادةٍ ذات قوام يُشبه سائل الصابون، وبعد تصفية السائل تُفصل الألياف بدقّة وعناية، وتُنشر فوق لوحٍ حتى تجفّ تحت أشعة الشمس، ثمَّ تُصقَل المادّة الورقيّة المُتكوّنة بالنشا، والدقيق، وتجفيف المُكوّنات مرّةً أخرى للحصول على أوراق عادية.
تطور صناعة الورق
أصبَحت صِناعة الورق من أهمّ الصّناعات المُستخدمة بعد اختراع أوّل مطبعة، ومع التقدُّم والتطوّر التكنولوجي تعدّدت أشكال وأنواع وطرق صناعة المواد الورقية؛ فهناك أوراق تمَّ الحصول على مكوناتها من الأشجار الإبرية الموجودة في المناطق الشمالية شديدة البرودة في القارة الأوروبية، وأوراق تتميّز بملمسها الناعم لأنها مُشبعة بألياف السليلوز ومصدرها الأساسي هو القُطن ومصاص القصب وأشجار الأرز.
بالإضافة إلى ذلك تَعدّدت وسائل صناعة الأوراق، وأصبح بالإمكان إضافة مُواصفاتٍ عالية الجودة والدقة، بسبب وجود أجهزة وآلات خاصّة لقياس لمعان سطوح الأوراق، ونسبة متانة الأوراق وقوة الشد فيها.
صناعة الورق آلياً
عند صناعة الأوراق بشكلٍ آلي يتمّ تَنظيف اللحاء باستخدام آلةٍ خاصّةٍ للتخلّص من الأتربة والغبار، ثمَّ يوضع اللحاء في قدر دائري كبير حتى تُغلى اللحاء مع الجير تحت ضغط البخار لعدة ساعات مختلفة، وبمجرّد اتحاد الدهون والمواد الغريبة الأخرى في اللحاء وتحوُّله إلى صابون غير قابل للذوبان يجب التخلّص من الصابون، ثمَّ يُوضع اللحاء في آلة تُسمى “هولاندر” حتى يتحوّل إلى ألياف قادرة على امتصاص المياه من الحوض، وخلال تدفّق خليط اللحاء والمياه يجب التخلّص من الجراثيم ونقع اللحاء بشكلٍ تدريجي حتى يتحوّل إلى ألياف منفردة، بعد ذلك يُوضع اللحاء المُبلل في آلة ” هولاندر” الفرعية بهدف فصل الألياف عن بعضها البعض، ولتلوين الأوراق يُمكن وضع الأصباغ ومواد الغراء كالصمغ وغيرها.