صحراء النفوذ

تقع شبه الجزيرة العربية ضمن نطاق صحراوي واسع، حيث تتصل شبه الجزيرة العربية ببادية الشام التي تمتد من خليج العقبة وتمر بالجوف إلى الكويت، ومن جنوب بادية الشام حتى حائل تمتد صحراء النفوذ أو النفود؛ وهي من المناطق الصحراوية الجرداء التي تظهر بها الرمال المتحركة، وهناك أيضاً صحراء الدّهناء التي تمتد جنوب شرق النفوذ حتى الهفوف والرياض، وهناك صحراء الربع الخالي والتي تقع جنوب صحراء الدهناء وتمتد إلى مناطق عُمان واليمن وعسير والتي تتميّز بالحرارة العالية، وكذلك صحراء نجد التي تقبع ما بين صحراء الربع الخالي وصحراء النفوذ.

الموقع الجغرافي

صحراء النفوذ من أشهر الصحاري التي تقع في المملكة العربية السعودية، وتقع تحديداً في شمال السعودية وهي محصورة بأربع مناطق رئيسيّة وهي الجوف وحائل وتبوك ومنطقة الحدود الشمالية، وتحتضن الجوف الحصة الأكبر أي ثلثي مساحة صحراء النفوذ ثمّ يليها منطقة حائل، وأمّا رمالها الذهبية فهي تمر بمحافظة الزّلفي ثمّ بالقصيم ثم حائل، وكذلك تشمل العاصمة الرّياض إلى آخر حدود سكاكا.

تبلع مساحة صحراء النفوذ ما يقارب خمسة وستين ألف وخمسمائة كيلو متراً مربعاً من مساحة السعودية، وتشتهر حائل بوجود مناطق رملية من رمال صحراء النفوذ الكبير في الشمال والشمال الغربي لحائل وتسمّى برمال عالج، وفي شمال شرق وشرق حائل تظهر رمال صحراء النفوذ الصغير وهي رمال الدّهناء والمظهور.

المميزات

بداية تعني كلمة النفوذ أو النفود الشيء البارز وقيل أنّها حرفت عن كلمة نهود، وتبرز في الصحراء الكثبان الرملية بأشكالها المختلفة مثل الكثبان الهلالية والنجمية والطولية وتعتبر النجمية الأكثر نتشاراً ويصل ارتفاعها إلى مئتي متر عن سطح الأرض.

تشتهر صحراء النفوذ بالطبيعة الجميلة التي تمّ اكتشافها عند إنشاء خط سكة حديد الجوف وحائل، ففي شمال صحراء النفوذ تنبت أشجار الغضا في الرّمال الحمراء، وتنبت أشجار الأرطي في الجنوب الغربي للنفوذ حيث تكثر الجبال وتنتشر الرمال ذات اللون الرّمادي، وتشتهر النفوذ بالواحات مثل واحة تيماء التي يزرع فيها نخيل التمر، وتشكّلت مياه الواحات من الأمطار التي تسقط على جبال الحجاز وتتسرب إلى الطبقات السفلى في الصحراء، حيث يصل عمق آبار المياه فيها إلى عشرين متراً فتصبح هذه مناطق جذب للسكان حول المياه.

تشكل الرمال

تتكون صحراء النفوذ من أشكال تضاريسية مختلفة تظهر على سطح الأرض، منها الكثبان الرملية التي تكونت نتيجة تعرض صخور الحجر الرملي التي تتكون منها الجبال إلى عوامل تعرية إما بفعل مياه الأمطار أو بواسطة الرياح، حيث تقوم بتفتيت الصخور وحملها لمناطق منخفضة سرعان ما تتجمع وتتراكم في حوض صحراء حتى تتشكل هذه الكثبان الرملية.