أين تقع قرقيسيا
قرقيسيا
تعرف قرقيسيا باسم البصيرة حالياً، وكانت تعرف باسم كركيسيوم، وهو اسم لاتيني قديم، حيث يعني المعقل أو الحصن الدائري، وهي اسم معرب عن كلمة كركيسيا، ومأخوذة من كركيس، وتعني إرسال الخيل إلى الحلبة، وهي بلدة سورية صغيرة يشتهر سكانها بالزراعة، وفي هذا المقال سنعرفكم عليها.
موقع قرقيسيا
تقع قرقيسيا عند مصب نهر الخابور في نهر الفرات، وهي اليوم أطلال أثرية موجودة بالقرب من مدينة دير الزور السورية، وتعد قرقيسيا من المدن الأثرية والهامة في وادي الفرات السوري، وتوجد البلدة الحالية فوق تل أثري يعلو 12م عن السهل الفيضي المجاور، وتبعد حوالي 40كم جنوب شرق مدينة دير الزور، وقد هدم قسم كبير من التل الأثري الذي تقوم عليه، ويعتقد أن هذا الموقع يعود في الأصل إلى الحقبة البابلية، حيث كان يتبع لمقاطعة سيرقو الآشورية في القرن التاسع قبل الميلاد في سورية القديمة.
وقعت قرقيسيا تحت الحكم الفارسي في زمن الملك دارا الأول، بعد احتلاله لمنطقة الخابور، ثم خضعت لدولة السلوقيين، وبعدها أصبحت تحت سيطرة الرومان، وفي العام الثالث عشر للهجرة مرَّ بها القائد خالد بن الوليد، كما فتحت في عصر الخليفة عمر بن الخطاب الذي وصف العديد من معالمها الأثرية قبل هدمها من العالم الأثري الألماني هرتزفلد، حيث ذكر أن فيها قلعة عسكرية تعود إلى عصر الإمبراطور ديوقلسيان، والمتميزة بشكلها المربع، وبكونها مشيدة بالآجر، كما أن لها أربعة أبراج مربعة في زواياها.
فتح قرقيسيا
شارك أهل قرقيسيا مع الروم في قتالهم ضد المسلمين خلال الفتح الإسلامي لبلاد الشام والعرق، حيث أغاروا على المدن التي فتحها المسلمون لطرد المسلمين منها، فكلف الخليفة عمر بن الخاطب قائده سعد بن أبي وقاص على العراق حاكماً، فأرسل حملة عسكرية بقيادة عمر بن مالك إلى مدينة هيت، فوجدها محصنة، فخدعهم، حيث ترك معسكره منصوباً كما هو، وأخذ نصف حملته إلى مدينة قرقيسيا، وفتحها في 17هـ الموافق 18 أغسطس سنة 638م.
ما ذكره بعض المؤرخين عن قرقيسيا
ذُكر أن لها بساتين وأشجار، وفواكه كثيرة، ونخيل كثير، وعرفت أيضاً بكثرة مائها على غربي الفرات، وعادةً ما يأخذ من فواكهها إلى العراق، خاصةً في فصل الشتاء، ولا بدّ من الإشارة إلى أن بعضهم قد ذكر إنها مدينة من مدن ديار ربيعة، حيث تقع بين الحيرة والشام، وعلى الجانب الشرقي من الفرات، كما فتحها عمرو بن مالك بن عتبة ابن نوفل بن عبد مناف عنوةً.