أين تقع ثرمداء
ثرمداء
تقع ثرمداء في المملكة العربية السعودية، وهي بلدة تاريخيّة قديمة من بلاد الوشم في إقليم اليمامة؛ حيث كانت لها سيادة على الإقليم قديماً، وتعتبر من القوى الأربعة المسيطرة قديماً في نجد؛ حيث كانت تغزو ولا يُغزى عليها لقوّتها. سُمّيت ثرمداء نسبةً إلى نبات يسمّى بالثرمد، والّذي كانت تشتهر به المنطقة، وعرفت ” بهدى” منذ العصر الجاهلي، ويدلّ على ذلك وجود بعض المقابر، وورد ذكرها في الشعر الأموي والجاهلي؛ حيث قال عنها الشاعر علقمة الفحل في الجاهليّة – والّذي توفّي قبل الإسلام بما يقارب الخمسين عاماً- حيث عاصر امرؤ القيس:
وما أنت أم ما ذكرها ربيعة
يخط لها من ثرمداء قليب
وذكرت ثرمداء في كتب البلدانيين المعاصرين والأوائل، بالإضافة إلى أنّها ذكرت في بعض الدراسات للمبعوثين والرحالة والكثير من المستكشفين؛ حيث قال عنها الأصفهاني في كتابه “بلاد العرب”: (قرى الوشم بين ثرمداء وهي قرية من قرى الوشم وبين مراة ووادي الجمل وبه نخل وبالرَّغام أي (نفود عريق البلدان الآن) قرى كثيرة. وجلُّ الوشم لبني امرئ القيس (ابن زيد مناة بن تميم)، مراة وثرمداء وأثيفية والقصيبة وذات غسل والشقراء وأشيقر. قال: وعُظم بلاد تميم الوشم)، وذكرها الكثير منهم الهمذاني، والبكري الأندلسي، وفي كتاب معجم البلدان لياقوت الحمويّ، بالإضافة إلى الأزهري والخارزنجي وغيرهم.
يذكر العلامة الجاسر في تعليقاته على بحث عبدالله بن ماجد بأنّ الربّان ابن ماجد كان من ثرمداء؛ فهو من أسرة عاشت بها، والكابتن البريطاني سادلير في عام 1819 قام برحلة إلى الجزيرة العربيّة من أجل أن يقابل إبراهيم باشا ليهنّئه بانتصاره بتدمير الدرعيّة؛ حيث قام بتدوين الكثير ممّا رآه خلال رحلاته الشاقة على ساحل الخليج وساحل البحر الأحمر عبر نجد، وذكر بها عن ثرمدا بأنّها دمرت آبارها، ويسكن بها ثلة من الناس، وتوجد بها أشجار النخيل، والأراضي التي تحيط بها محروثة وتخضع لرعاية كبيرة.
وفي عام 1918 ميلادي قام “سانت جون”؛ وهو رحالة شهير، وقام بإصدار الكثير من المؤلفات عن تاريخ المملكة العربية السعوديّة ومشاهداته بها؛ حيث كتب عن قرى الوشم ومنها منطقة ثرمداء، ومن مؤلّفاته ” جزيرّة العرب الوهابيّة”، ويقول إنّه شهد بها مخيّماً لابن سعود في شرق المنطقة القريبة من حصن كبير بني أيّام الحكم التركي؛ حيث كانت ثرمداء من معاقل ابن رشيد، واحتلّها الحصن وسيطر عليها، ثمّ قام ابن سعود بتدمير ذلك الحصن التركي مكافئةً لأهل ثرمداء؛ وذلك لأنهم دعموه ضد حكم ابن رشيد؛ حيث دمّر سورها الخارجي وأبراجها، وقام بتحويل أجزائها الداخلية إلى حقولٍ للقمح.
توجد بثرمداء واحةٌ على شكل مستطيل من النخيل، طولها يبلغ قرابة الميل، وعرضها نصف ميل؛ حيث تقع هذه الواحة من الجهة الشماليّة والجنوبية من وادي البطين، وتبعد عنها رمال النفوذ قرابة نصف ميل من الجهة الشرقيّة؛ حيث إنّ هذه الواحة محاطة بسور وأبراج، وتوجد المدينة في الداخل، وتوجد بها سوق تتكوّن من عشرين محلاً، وعدد سكّانها يبلغ ثلاثة آلاف نسمة.