أين تقع الحجاز
تعتبر شبه الجزيرة العربيّة من أهم المناطق الآسيوية سواء في القديم أم في العصر الحالي، ولها مكانةٌ دينيّةٌ عظيمة عند أتباع الديانة الإسلامية؛ فهي المهد الذي احتضن الرسالة الإسلاميّة في بدايتها، واحتضن الأحداث العظيمة التي وقعت في الماضي. تقع الحجاز في المنطقة الجنوبيّة الغربية من القارة الآسيوية، وجغرافيّاً تعتبر هذه المنطقة شبه جزيرة، لهذا السبب يطلق عليها اسم ” شبه الجزيرة العربية “، وهي تغطّي مساحة تقدّر تقريباً بحوالي 3 ملايين و200 ألف كيلو متراً مربّعاً تقريباً. تقسم حالياً إلى سبع دول عربيّة رئيسيّة وهي: المملكة العربية السعوديّة، والإمارات العربيّة المتّحدة، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، ودولة قطر، ومملكة البحرين. أمّا قديماً فقد قسّم المؤرخون المسلمون الجزيرة العربية إلى أقاليم وهي: إقليم تهامة، وإقليم اليمن، وإقليم نجد، وإقليم الحجاز، وإقليم البحرين، وإقليم الأحقاف.
الحجاز
تقع الحجاز في غرب وشمال غرب شبه الجزيرة العربيّة، وسمّيت بالحجاز لأنّها تحجز نجداً عن تهامة، وربّما يكون هذا الوصف لموقعها أفضل؛ فهو يحدّد حدودها بين تهامة ونجد. تمتدّ أرض الحجاز ما بين كلٍّ من تبوك والباحة، وكان إقليم الحجاز هو أحد أهم الأقاليم الإداريّة التي كانت تتبع للعصور الإسلامية المختلفة ابتداءً من عصر رسول الله الأعظم – صلى الله عليه وسلم – إلى عصر العثمانيين، مروراً بالخلافة الرّاشدة والعصر الأموي والعصر العبّاسي والعصر الفاطمي والعصر المملوكي. تعتبر الحجاز سلسلةً جبليّةً كبيرةً تمتد على امتداد البحر الأحمر من جهته الغربية، ومن هنا فقد سمّي إقليم الحجاز باسم “الجلس”، والّذي يعني الأرض المرتفعة.
تضمّ أرض الحجاز العديد من المناطق وهي: منطقة تبوك، ومنطقة المدينة المنوّرة، ومنطقة مكّة المكرّمة، ومنطقة الباحة؛ وهذا الترتيب من الشمال إلى الجنوب، إلّا أنّ مكة المكرمة تعود إلى تهامة؛ فتهامة هي السهل المجاور والموازي للبحر الأحمر مباشرةً، ومن هنا فقد كان يقال عن الرسول الأعظم إنّه تهامي، إلّا أنّ هذا الترتيب هو ترتيب حديث بناءً على المناطق الإداريّة في الدولة السعوديّة الحديثة؛ فمنطقة مكّة المكرمة أوسع مما كانت عليه في السابق، ومن هنا فإنها حديثاً تحتلّ جزءاً من أراضي الحجاز.
إذن، من المناطق السابقة يستطيع الإنسان أن يستشعر عظمة منطقة أرض الحجاز ومدى قدسيّتها؛ فعلى ظهرها سار خير بني آدم، وعلى أرضها كان مولد رسالة الرّحمة والحب والسلام، ومن هنا فقد كانت هذه الأرض أرضاً مشرّفة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.