مراحل تكون شخصية الطفل
شخصية الطفل
تبدأ صفات شخصية الإنسان بالتبلور منذ الصغر، ومن أجل تكوين شخصية مستقلة، ومسؤولة، وقوية يتوجب على الأهل العناية بالطفل بشكل سليم منذ أيامه الأولى حتى يُصبح شخصاً سوياً مُفيداً في مجتمعه، لذلك يتوجب على الجميع معرفة مراحل تكون شخصية الطفل من أجل معرفة كيفية التعامل الصحيح معه، وسنعرفكم في هذا المقال هذه المراحل بالتفصيل.
مراحل تكون شخصية الطفل
مرحلة الثقة
هي سنتا المهد حيث يبدأ الطفل في هذه المرحلة بتكوين مشاعر الثقة والأمان، فعندما يشعر بالمحبة، والترحاب من المحيطين به، وبحضن والدته يغمره بالرعاية والمحبة يكتسب الثقة والأمان، أما إن لم يلق هذه المحبة، والقبول من البيئة المحيطة به فإنه سُيصبح طفلاً فاقداً للثقة، إذ سيشعر بأنّه غير مرغوب ممن حوله، وتوصل بعض المحللين توصلوا إلى أنّ نشأة الفيلسوف سارتر هي التي دفعته إلى التفكير الوجودي الملحد، حيث نشأ فاقداً لوالديه، فرباه جداه بأسلوب غير سليم، فأحس بأنّه في صراع دائم مع من حوله، وقال مقولته الشهيرة: “الجحيم هم الآخرين”.
مرحلة الاستقلال
تمتد المرحلة من عمر 3-5 سنوات وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالاستقلال عن أمه، حيث تبدأ هنا مرحلة الفطام في الغذاء، وبالتسنين، والكلام، والمشي، وهذه الأمور تُساعد على استقلال شخصية الطفل، ونمو عقله، واكتسابه للمزيد من المعرفة والمفردات، وفي هذه المرحلة تتكون بذور الشخصية، لذا يجب ترك الطفل يعتمد على نفسه، وعدم ربطه عاطفياً بهما لأنّ ذلك يجعله اتكالياً.
مرحلة الإنجاز
هذه المرحلة من عمر 6-9سنوات، وفي هذه المرحلة يدخل الطفل إلى المدرسة، ويقدم الامتحانات الدراسية، وينال التشجيع، ويكتسب الثقة بنفسه، لذلك يجب تعويد الطفل على المسؤولية، والمثابرة، والنجاح مع الحرص على تشجيعه دائماً، فعدم الاهتمام بإنجازاته يؤدي إلى فقدان ثقته بنفسه، وفشله في التحصيل الدراسي، إضافة إلى التأثير عليه مستقبلاً.
مرحلة الإيمان
تمتد المرحلة من عمر 10-14سنة وفي هذه المرحلة يكون جسم الطفل قد استقر قليلاً، وبدأ في بناء عضلاته، فتزيد طاقته الحركية ونشاطه، ويبدأ عقله بالتفكير، والحفظ، وتلقي الأشياء المحيطة به، وتكثر تساؤلاته، ويبدأ مفهوم الصداقة بالوضوح لديه، فيكوّن صداقاته الخاصّة به، فهذا العمر يُعدّ عمر المغامرة، والبطولات، وفيه تتشكّل عقلية الطفل الخاصّة التي سيحتفظ بها مدى حياته.
مرحلة تحقيق الذات
تمتد المرحلة من عمر 15-18 سنة وفي هذه المرحلة يدخل الشخص في مرحلة المراهقة، فيشعر بأنه كبر، ولم يعد طفلاً، ويجب أن يُعامل كالكبار، وينمو جسمه هنا بشكل سريع، ويتلقى صفات داخلية، وخارجية تُعده للرجولة والنضج، ويشعر هنا بالانفعالات النفسية المختلفة.
مرحلة الصداقة الوثيقة
تمتد المرحلة من عمر 19-24 سنة، وفي هذه المرحلة تتكون الصداقات الدائمة والوثيقة، إضافة إلى محاولة اختيار شريك الحياة، فيبدأ الشخص بتكوين علاقة عاطفية مميزة، وهي ما يُطلق عليها علماء النفس بالجنسية الغيرية العامة، أي الجنس الآخر ككل، وسينتقل فيما بعد إلى مرحلة الجنسية الغيرية، وفيها يكتمل النضوج النفسي، ويتمكّن الشخص من اختيار شريك نهائي للحياة.