كيف تكون سياسياً محنكاً
السياسة
تحتل السّياسة جانبًا مهمًّا في حياة الزّعماء والقادة، كما يتعلّق الكثير من الكتّاب والمحلّلين بالسّياسة باعتبار أنّ الكتابة فيها هي مهنتهم التي يتكسّبون منها أو هي هوايتهم التي تستهويهم وتلامس شغاف قلوبهم، وذلك لما في السّياسة من مفاجآت ومغامرات وتشويق أحيانًا فالإنسان عربيًّا كان أو غربيًّا يقبل يومًا بعد يوم على متابعة أمور السّياسة والأحداث السّياسيّة في المنطقة والعالم بسبب تأثيرها على حياة النّاس.
وقد برع الكثير من السّياسيين عبر التّاريخ في قضيّة السّياسة وإدارة شؤون الدّولة الخارجيّة والدّاخلية وقد مثّلت السّياسة لهؤلاء وغيرهم سبيلاً للخروج من المآزق والأزمات، فأن تكون سياسيًّا بارعًا فهذا يعني أن تكون قادرًا على خدمة وطنك بكلّ السّبل والوسائل وأن تصل بها إلى برّ الأمان، وحتّى يكون السّياسي رجلاً محنّكًا ينبغي له أن يتّصف بعدّة صفات.
صفات السياسي المحنّك
- القدرة على الخطابة والتّأثير في النّاس، فعلى مرّ التّاريخ كان السّياسي النّاجح والمحنّك هو الرّجل القادر على أن يتكلّم في جموع النّاس بكلامٍ مؤثّر وبليغ يبعث فيهم الحماسة ويدغدغ مشاعرهم ويثيرها للاهتمام بقضيّة معّينة، فجموع النّاس مهما كانت مشاعرها تحتاج إلى من يستطيع بحنكته وكلامه أن يخرج تلك المشاعر لتترجم أفعالاً على أرض الواقع، وفي الحديث (إنّ في البيان لسحرًا)، وهذا يعني أنّ بعض الناس يمتلكون موهبة سحر النّاس بكلامهم المنمّق والمؤثّر بحيث يلتفون طواعية حول صاحب الفكرة والرّسالة .
- القدرة على المفاوضات، فالسّياسي المحنّك ينبغي أن يكون مفاوضًا ناجحًا قادرًا على إدارة دفّة الحوار مع خصمه حتّى يحقّق الهدف من الحوار، كما أنّه مفاوض ناجح يستطيع من خلال مفاوضاته انتزاع الحقوق بأقلّ الخسائر أو التّنازلات .
- السّياسي المحنّك يتعلّم باستمرار من دروس التّاريخ، وينظر في أحداث التّاريخ نظرةً ثاقبة متبصّرة لاستنباط الأساليب الصّحيحة في الحكم والسّياسة الرّاشدة، فالتّاريخ يعيد نفسه كما يقال والسّياسي الذّكي من يكون قادرًا على تجنّب الأخطاء التي وقع فيها السّياسيّون عبر التّاريخ .
- السّياسي المحنّك قادر على اتخاذ القرارات التي يرى أنّها الصّواب في الوقت المناسب والزّمن المناسب وبدون تردّد، ومن خلال الموازنة بين الإيجابيّات والسّلبيّات وتغليب المصلحة العامّة .