وسائل الاتصال قديماً

وسائل الاتّصال

تنوّعت وسائل الاتّصالات والمواصلات منذ القدم حتى وقتنا هذا، وقد تباينت في خصائصها وميّزاتها، لكن لا ريب بأن وسائل الاتّصالات الحديثة اليوم قد وجدت لسدّ الثغرات ومواجهة التحديات التي كانت تعانيها وسائل الاتّصال قديماً؛ لا سيّما البيئة الطبيعيّة التي كانت تتحكم في عمليّة الاتّصال ككل، وما يترتب على ذلك من بطء في إتمام عمليّة المراسلة ومن صعوبة في فهمها في بعض الأحيان، ونحن هنا بصدد بيان وسائل الاتّصال المستخدمة منذ القدم وخصائصها العامة.

تعريف عمليّة الاتّصال

هي عمليّة نقل المعلومات من طرف أول يسمى مرسل، إلى طرف ثانٍ يسمّى مستقبل، من خلال أداة أو وسيلة لنقل هذه المعلومات.

وسائل الاتّصال قديماً

الرسم

تعددت وسائل الاتّصال قديماً، فسعى الإنسان للبحث عن أيتها وسيلة للتواصل مع الآخرين، فاتبع طريقة الرسم على جدران الكهوف والمغارات باستخدام الحجارة من إجل إيصال فكرة ما، ثم تطورت لتصبح رسماً وكتابة على قطع صخريّة أو جلد الحيوانات، كما استخدم الإنسان منذ القدم النار كوسيلة للتواصل، من خلال الدخان الصاعد منها، ولكنها كانت وسيلة اتّصال بطيئة السرعة؛ إذ يعتمد نجاحها بشكل كبير على عناصر المناخ في تلك اللحظة، من وجود للرياح والأمطار وغيرها، وهي ليست وسيلة مرنة، كما دقتها ووضوح إيصالها للمعلومات كان ضعيفاً.

الحمام الزاجل

يعدّ استخدام الحمام الزاجل من الوسائل المستخدمة قديماً، من خلال ربط الرسالة برجل الحمامة، ومن ثم إطلاقها لتقصد المكان المنشود الذي تم تدريبها عليه، ولكنها وسيلة تتصف بغير المرونة وتأخذ وقتاً اعتماداً على المسافة بين مكان الطرف المرسل ومكان الطرف المستقبل، كما وتم الاعتماد على الأشخاص قديماً لحمل الرسائل المكتوبة أو الشفهيّة، كالعدّائين.

الاتّصالات السلكيّة واللاسلكيّة

أمّا عن بداية الاتّصالات السلكيّة والتي مهّدت لاحقاً لتطور الاتّصالات اللاسلكيّة؛ فقد كانت بدايتها عندما تم اختراع التيليغراف، حيث نجح المدعوّ صموئيل مورس، ووليام كوك، وشارلز ويتستون، بتطوير عمليّة إرسال الرسائل عبر عدة أميال، وفي لحظات من الزمن بأسلوب كهربائي، وقد تم تطبيقه في بادئ الأمر في الولايات المتّحدة الأمريكيّة والمملكة المتّحدة.

إنّ لهذا التيليجراف أو المسمّى بـ”البرق الكاتب” أيضاً دور كبير من الناحيّة الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسياسيّة للدول التي ظهر فيها، فقد لعب دوراً كبيراً في الحرب الأمريكيّة الأهليّة؛ إذ وفّر المعلومات الاستخباريّة اللازمة لتحركات الجيش وتوجيه قواته؛ ونظراً للأهميّة البالغة للتيليغراف عسكرياً، فقد تم إقراره من قبل الكونغرس الأمريكي كتشريع في عام 1862م الأمر الذي مكن لينكولن الرئيس الأمريكي من السيطرة على كل خطوط تلغراف الولايات المتّحدة الامريكيّة. على الرغم من بساطة طرق وسائل الاتّصال قديماً؛ إلّا أنّها تبيّن مدى اهتمام وحاجة الإنسان لابتكار الطرق المختلفة للتواصل مع غيره من الناس، فهو كائن اجتماعيٌّ لا يستطيع العيش بمعزل عن الناس.