ارتفاع الصوديوم في الدم
الصوديوم
يُعرف الصوديوم بأنّه أحد كهارل الجسم (بالإنجليزية: Electrolytes)، وهي معادن يحتاجها الجسم بكمّياتٍ كبيرة نسبيّاً، وتمتلك شحنةً كهربائيّةً عند إذابتها في سوائل الجسم مثل الدم؛ إذ يتركّز مُعظم الصوديوم في الدم والسوائل التي تحيط بالخلايا، ويُحافظ الجسم على مستويات الصوديوم الثابتة عن طريق تحكّم الكِلى بالكمّية المطروحة منه في البول، ويتأثر توازن كميّة الصوديوم في الجسم في الفرق بين استهلاك الصوديوم وفقدانه، فقد يكون تركيز الصوديوم في الدم منخفضاً جداً؛ وتُعرَف هذه الحالة بانخفاض الصوديوم في الدم (بالإنجليزية: Hyponatremia)، أو قد يكون مرتفعاً جداً وتعرف هذه الحالة بارتفاع الصوديوم في الدم (بالإنجليزية: Hyperatremia)،[١] ومن الجدير بالذكر أنّ الصوديوم يوجد بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض الأطعمة مثل الكرفس، والشمندر، والحليب، كما تتمّ إضافته إلى الأطعمة في بعض الأحيان أثناء عملية التصنيع.[٢]
ارتفاع الصوديوم في الدم
يُعدُّ ارتفاع الصوديوم في الدم من اضطرابات كهارل الدم الشائعة؛ حيثُ ترتفع فيها نسبة الصوديوم إلى أكثر من 145 ميليمول لكل لتر، ومن الجدير بالذكر أنّ الصوديوم يُعدُّ من المواد المُذابة غير النافذة عبر الغشاء الخلوي، ممّا يُمكّنه من تحفيز حركة الماء عبر الغشاء الخلوي.[٣]
أسباب ارتفاع الصوديوم في الدم
ترتفع مستويات الصوديوم في الدم لعدّة أسباب، منها ما يأتي:[٤]
- الجفاف: والذي يحدث عند عدم حصول الجسم على حاجته من الماء، أو عند إصابة الشخص بمرض السكري الكاذب (بالإنجليزيّة: Diabetes Insipidus)، وهو اضطرابٌ يؤدّي إلى التبوّل بكميّاتٍ كبيرة، كما قد يحدث الجفاف عند الإصابة باضطرابات العطش، التي تُقلل من استجابة الجسم للشعور بالعطش، وتنتج هذه الاضطرابات عادةً بسبب التدهور العقلي (بالإنجليزيّة: Dementia)، أو أمراض غدّة تحت المهاد.
- فقدان السوائل نتيجة انخفاض مستوى الضغط ونقص حجم الدم: (بالإنجليزيّة: Hypotonic fluid loss)، إذ يحدث فقدان السوائل من هذا النوع في حالات المشاكل الجلدية مثل الحروق، وفي حالات فرط التعرّق؛ خاصةً لدى الرياضيين، أو عند حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي والتي تتضمّن الإسهال، والقيء، والناسور، أو في حالة حدوث مشاكل في البول.
- زيادة مستويات الصوديوم وارتفاع مستوى الضغط وزيادة حجم الدم: (بالإنجليزيّة: Hypertonic sodium gain)، ويحدث ذلك عند الإصابة ببعض الأمراض التي تنتقل عن طريق الإجراءات الطبّية؛ مثل استخدام محلولٍ ملحيّ، أو مُضادات حيوية وريدية تحتوي على الصوديوم، أو استخدام أنبوب التغذية، أو في حالة غسيل الكلى، كما أنّ هذه الحالة قد تحدث عند تناول الملح بشكل مفرط.
- انتقال الماء عبر الخلايا: يعدّ انتقال الماء عبر الخلايا من أسباب ارتفاع الصوديوم في الدم نادرة الحدوث، والذي ينتج عادةً بسبب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة أو نوبات الصرع الناجمة عن الصدمات الكهربائيّة، مما يُحفّز انتقال الماء من الدم إلى الخلايا، وبالتالي زيادة مستويات الصوديوم خارج الخلايا وفي الدم.
أعراض ارتفاع الصوديوم في الدم
تعتمد شدّة أعراض ارتفاع الصوديوم في الدم على سرعة تطوّر الحالة، إذ قد تكون الأعراض حادّة أو مزمنة،[٥] ومن الجدير بالذكر أنّ بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أيّة أعراضٍ لهذه المشكلة، خاصةً إذا كان تركيز الصوديوم يرتفع لديهم بشكلٍ تدريجيّ، إلّا أنّ بعض الأشخاص قد يعانون من ظهور أعراض شديدةً؛ خاصةً إذا كان الصوديوم يرتفع لديهم بشكل مفاجئ، ونذكر فيما يأتي الأعراض المصاحبة لارتفاع الصوديوم في الدم: [٦][٧]
- أعراض تظهر على الأطفال: مثل: زيادة معدّل التنفّس، والخمول، والأرق، والدخول في غيبوبة، ونوبات البكاء الشديدة، وضعف العضلات.
- أعراض تظهر على البالغين: زيادة الشعور بالعطش، والغثيان والتقيؤ، والأرق، أو النعاس، والصداع، وجفاف العين أو الفم.
تشخيص ارتفاع الصوديوم في الدم
عند تشخيص ارتفاع الصوديوم في الدم، يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأدوية التي يتناولها، والأعراض الظاهرة عليه، كما قد يسأله عن كمّية السوائل المتناولة، أو إذا كان المريض يعاني من زيادةٍ في التبوّل في الفترة الأخيرة، ثمّ يُجري بعض الفحوصات المخبريّة للتأكّد من علامات الجفاف، ونذكر فيما يأتي بعض التحاليل المتّبعة لتشخيص ارتفاع الصوديوم في الدم: [٧]
- اختبار الدم والبول: يتمّ إجراء هذا الاختبار لفحص مستويات الصوديوم في الدم والبول، كما يساعد اختبار الدم على معرفة مُسببات ارتفاع الصوديوم في الدم.
- اختبار الأعصاب: يتمّ إجراء اختبار الأعصاب لمعرفة مدى تأثير ارتفاع الصوديوم في الدم على الدماغ، إذ يفحص الطبيب المختص استجابةَ بؤبؤ العين للضوء، كما يتحقق من ذاكرة المريض، وتوازنه، وتحكمّه في قبضة يده.
علاج ارتفاع الصوديوم في الدم
قد يحدث ارتفاع الصوديوم في الدم بسرعة؛ أي في غضون 24 ساعة، أو قد يتطوّر بسرعةٍ مُنخفضة، كأن يستغرق مُدّةً تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة، وتعتمد جميع العلاجات على تصحيح توازن السوائل والصوديوم في الجسم، حيث يتم تحديد خطة العلاج بناءً على سرعة تطوّر ارتفاع الصوديوم في الدم، ويقتصر علاج الحالات الخفيفة على زيادة كمّيات السوائل المُتناولة، أمّا في الحالات الشديدة؛ فيُعالَج المريض عبر السوائل الوريدية، وخلال ذلك يتأكد الطبيب المعالج من مراقبة مستويات الصوديوم للتأكّد من تحسّنها، كما قد يُعدِّل تركيز السوائل وفقاً لذلك.[٨]
الحدّ الأعلى المسموح به من الصوديوم
يوضّح الجدول الآتي الحدّ الأعلى المسموح بتناوله من الصوديوم في اليوم الواحد لمُختلف الفئات العمرية: [٩]
الفئة العمرية | كمّية الصوديوم (غرام) |
---|---|
الرّضع منذ الولادة إلى عُمر 12 شهراً | غير محدد |
الأطفال من عُمر 1 إلى 3 سنوات | 1.5 |
الأطفال من عُمر 4 إلى 8 سنوات | 1.9 |
الأطفال من عُمر 9 إلى 13 سنة | 2.2 |
الأشخاص من عُمر 14 وأكثر | 2.3 |
الحوامل | 2.3 |
المرضع | 2.3 |
أهمية الصوديوم للجسم
يعدّ الصوديوم مهمّاً للحفاظ على التوازن الطبيعيّ لسوائل الجسم، كما أنّه يلعب أيضاً دوراً رئيسيّاً في وظائف الأعصاب والعضلات.[١]
لقراءة المزيد حول فوائد الصوديوم وأهميته لجسم الإنسان يمكنك الرجوع لمقال أهمية الصوديوم لجسم الإنسان.
المراجع
- ^ أ ب James Lewis (2018), “Overview of Sodium’s Role in the Body”، www.merckmanuals.com, Retrieved 11-3-2020. Edited.
- ↑ “Sodium sources: Where does all that sodium come from?”, www.heart.org,23-5-2018، Retrieved 11-3-2020. Edited.
- ↑ Horacio Adrogué And Nicolaos Madias (18-5-2000), “Hypernatremia”, The New England Journal of Medicine, Issue 342, Page 1493-1499. Edited.
- ↑ Mary Harding (9-2-2016), “Hypernatraemia”، www.patient.info, Retrieved 11-3-2020. Edited.
- ↑ Gregor Lindner And Georg Funk (2013), “Hypernatremia in critically ill patients”, Journal of critical care, Issue 2, Folder 28, Page 216. Edited.
- ↑ Ruth Hickman (20-11-2019), “An Overview of Hypernatremia”، www.verywellhealth.com, Retrieved 12-3-2020. Edited.
- ^ أ ب “Hypernatremia”, www.drugs.com,3-2-2020، Retrieved 12-3-2020. Edited.
- ↑ Brenda McBean (2-10-2017), “Everything You Should Know About Hypernatremia”، www.healthline.com, Retrieved 14-3-2020. Edited.
- ↑ “Dietary Reference Intakes (DRIs): Tolerable Upper Intake Levels, Elements”, www.ncbi.nlm.nih.gov,2011، Retrieved 14-3-2020. Edited.