نقص اليود
اليود
يُعدُّ اليود أحدَ العناصر التي توجد في الجسم بكميّاتٍ قليلة (بالإنجليزيَّة: Trace element) وهو من المكوّنات الأساسيّة لهرمونات الغدّة الدرقيّة؛ مثل هرمون الثايروكسين، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزيّة: Triiodothyronine) اللذان يلعبان دوراً مُهمَّاً في تصنيع البروتين، والعمليَّات الأيضيَّة في جسم الانسان، ويوجد عنصر اليود في بعض الأطعمة بشكلٍ طبيعيّ، ويُضاف إلى بعض الأطعمة الأخرى، كما أنّه يوجد على شكلِ مُكمّلاتٍ غذائيّة،[١] ومن الجدير بالذكر أنَّ عدم التوازن في نسب اليود في الجسم قد يُسبّب فرطاً، أو نقصاً في نشاط الغدة الدرقية، إذ إنّ مُعظم اليود أو ما تتراوح نسبته بين 70% إلى 80% من اليود الموجود في الجسم يوجد في الغدَّة الدرقية في الرقبة، أمّا الباقي فيوجد في الدم، والعضلات، والمبيضين، وغيرهم من أجزاء الجسم الأخرى، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الإصابة بنقص اليود في الجسم تُعدُّ نادرة الحدوث في الدول التي تُدعّم الملح به، إلَّا أنَّ حوالي 2 بليون شخص حول العالم مُعرَّضين للإصابة بنقص اليود.[٢]
للاطّلاع على فوائد اليود يمكنك قراءة مقال أهمية اليود للجسم.
نقص اليود
عوامل مسبّبة لنقص اليود
يُعدُّ بعض الأشخاص أكثر عُرضةً للإصابة بنقص اليود من غيرهم، ومن هؤلاء نذكر ما يأتي:[٣]
- الأشخاص الذين لا يستهلكون الملح المُدعَّم باليود.
- الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تمتلك تُربةً فقيرةً بعُنصر اليود؛ كالمناطق الجبليَّة، والمناطق المُعرَّضة للفيضانات.
- الأشخاص الذين لا يتناولون الاحتياجات اليوميَّة من اليود، أو الذين يتناولون الأطعمة الغنيَّة بمركبات Goitrogens بشكلٍ كبيرٍ؛ وهي مُركَّباتٌ تُقلّل من امتصاص اليود في الغُدَّة الدرقيَّة؛ وتوجد عادةً في الصويا، والبروكلي، والملفوف.
- النساء الحوامل.
أعراض نقص اليود
تتشابه أعراض نقص اليود بأعراض قصور الغدَّة الدرقيَّة (بالإنجليزيَّة: Hypothyroidism)، أو ما يُعرف بانخفاض هرمونات الغدَّة الدرقيَّة، وذلك لأنَّ الجسم يستخدم عنصر اليود في صنع هذه الهرمونات، إذ يؤدي نقصه إلى عدم مقدرة الجسم على صنع كميّةٍ كافيةٍ من هذه الهرمونات مما يُسبّب قصوراً في الغدة الدرقية، وفيما يأتي بعض أعراض ومُضاعفات نقص اليود في الجسم:[٤]
- انتفاخ الرقبة: وهو من أشهر أعراض نقص اليود، ويُسمَّى أيضاً بتضخُّم الغدة الدرقية (بالإنجليزيَّة: Goiter)، إذ تعمل الغدّة الدرقية في هذه الحالة بشكلٍ أكبرَ من المُعتاد لإنتاج هرموناتها، ولكنّها لا تستطيع ذلك بسبب نقص عنصر اليود، الأمر الذي يُسبّب نموّ وتضاعف الخلايا فيها، وبالتالي تضخُّم حجمها، ومن الجدير بالذكر أنّه في حالة عدم مُعالجة هذه الحالة فإنّها قد تؤدي إلى تلفٍ دائم في أنسجة الغُدّة الدرقية.
- زيادة غير متوقَّعة للوزن: وذلك لأنّ هرمونات الغدّة الدرقيّة تتحكّم في سرعة العمليّات الأيضيّة المسؤولة عن تحويل الطعام إلى طاقة وحرارة؛ حيث يحرق الجسم سعراتٍ حراريّةٍ أقلّ عندما تكون مستوياتُ هرمون الغدّة الدرقيّة قليلة، ولذلك يزيد تخزين الطعام على شكل دهون، وبالتالي يزيد الوزن.
- الشعور بالبرد: يؤدي نقص اليود إلى انخفاض مستويات هرمونات الغدة الدرقية كما ذكرنا سابقاً، وبالتالي تقليل سرعة العمليّات الأيضيَّة ممّا يجعل إنتاج الجسم للطاقة الحراريّة أقلّ، فيزيد من الشعور بالبرد على غير العادة.
- انخفاض مُعدل ضربات القلب: حيثُ إنَّ نقص اليود بشكلٍ حادّ قد يُسبب انخفاضاً في مُعدّل ضربات القلب، وبالتالي الشعور بالدوخة، والتعب، والضعف، وفي بعض الأحيان قد تصل الأعراض إلى الإغماء.
- مشاكل في الذاكرة والتعلم: يؤدي نقص مستويات هرمونات الغُدَّة الدرقيَّة الناجم عن نقص اليود إلى حدوث مشاكل في الذاكرة وفي تعلُّم الأشياء الجديدة، ففي دراسة نشرتها مجلَّة Thyroid عام 2014 تبيّن أنّ المُصابين بانخفاض هرمونات الغدة الدرقية تكون منطقة الدماغ المُسمّاة بالحُصيْن (بالإنجليزيَّة: Hippocampus) لديهم أصغر من غير المُصابين بهذه المُشكلة، ومن الجدير بالذكر أنّ منطقة الحُصين هي أحد أجزاء الدماغ الذي يؤثر في الذاكرة.[٥][٦]
- عدم انتظام الدورة الشهريّة لدى النساء: حيثُ إنّ نقص مستويات هرمون الغدة الدرقيّة الناجم عن نقص عنصر اليود في الجسم يؤثّر في الهرمونات التي تتحكّم في الدورة الشهريَّة، مما يزيد من شدّة الطمث، ويؤثر أيضاً في مُدّة الدورة الشهريّة.[٦]
- جفاف البشرة: حيث إنّ هرمونات الغدّة الدرقيّة التي يُعدُّ اليود أحد مكوناتها الأساسيّة تُساهم في تجديد الخلايا، ويُؤدي نقصها إلى جفاف الجلد وتراكم الخلايا الميتة على البشرة.[٦]
- تساقط الشعر: إذ تساهم هرمونات الغدَّة الدرقيَّة في تجديد بُصيلات الشعر، ويؤدي نقص هذه الهرمونات بسبب نقص عنصر اليود إلى التقليل من عمليّة تجديد البُصيلات مما يؤدي إلى تساقط الشعر وفُقدانه.[٦]
- الشعور بالتعب: إذ يُؤدي نقص مُعدّل العمليات الأيضيّة الناجم عن نقص اليود إلى الشعور بالتعب.[٦]
- مضاعفات نقص اليود لدى المرأة الحامل: قد يُسبب نقص اليود خلال فترة الحمل إلى ولادةِ أطفالٍ يُعانون من صعوباتٍ في التعلُّم أو مشاكل في النمو أو السمع أو النطق، كما أنّ النقص البسيط في مستويات اليود لدى الحامل قد يرتبط بانخفاص الذكاء لدى طفلها، في حين إنّ النقص الشديد فيه قد يؤدي إلى حدوث الإجهاض، أو موت الجنين داخل الرحم، أو الولادة المُبكرة، أو الإصابة بتشوّهاتٍ خَلقيّة للجنين، لذلك يجب التأكُّد من احتواء مُكمّلات الفيتامينات الخاصة بالحمل على عنصر اليود، والحرص على تناول ما لا يقلُّ عن 220 ميكروغراماً من اليود يوميَّاً خلال فترة الحمل.[١][٧]
تشخيص نقص اليود
بما أنَّ اليود يخرج من الجسم بشكلٍ طبيعيّ عن طريق البول؛ فإنَّ أفضل طريقةٍ لتشخيص نقص اليود هي من خلال فحص عيّنات البول، فإذا كان تركيز عنصر اليود في البول أقلّ من 100 ميكروغرامٍ لكل لتر يُعدّ الشخصُ مُصاباً بنقص اليود، كما تُعدُّ المرأة الحامل مُصابة بنقص اليود إذا كان تركيز عنصر اليود في البول أقل من 150 ميكروغراماً لكل لتر،[٨] ويمكن أن يطلب الطبيب فحصاً سريريَّاً، وفحصاً لمستويات الهرمون المُنشّط للدرقيّة (بالإنجليزيَّة: Thyroid-stimulating hormone) في الدم، فإذا كانت مستوياته غير طبيعيّة، قد يطلب الطبيبُ إجراءَ المزيد من الفحوصات، أو يُطلب من المريض مُراجعة أخصائيّ الغُددِ الصمَّاء.[٩]
علاج نقص اليود
يُعالج نقص اليود بتناول غذاءٍ صحيّ، أو تناول المُكمّلات الغذائيَّة في حالِ عدم القدرة على تناول الاحتياجات اليوميَّة منه من خلال الطعام،[١٠] كما قد يُقرر الطبيب إعطاء المريض أدويةً بديلة لهرمون الغدة الدرقيَّة اعتماداً على حجم تضخّم الغدة الدرقية الناجم عن نقص اليود،[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ الإفراط في تناول اليود قد يُسبب فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزيَّة: Hyperthyroidism)،[٧] كما تجدرُ الإشارة إلى أنَّ عنصر اليود يوجد بشكلٍ طبيعيٍّ في بعض الأطعمة كما ذكرنا سابقاً ومنها البيض، والمُنتجات البحريّة؛ كبعض أنواع الأعشاب البحريّة، والجمبري، والتونا، وسمك القد، والبيض، ومُنتجات الألبان؛ كالحليب، واللبن، والجبنة، كما أنَّ الأطعمة التي تحمل كلمة مُعالجٌ باليود تعني أنَّهُ مُدعَّمٌ باليود؛ وذلك كالملح.[١١]
وللمزيد من المعلومات حول مصادر اليود يُمكن قراءة مقال أين يوجد عنصر اليود في الطعام.
الكميات الموصى بها من اليود
يُوضِّحُ الجدولُ الآتي الكميَّات المُوصى بتناولها يوميّاً من اليود لمُختلف الفئات العُمرية:[١٢]
المرحلة العُمريّة | الكميَّة المُوصى بتناولها يوميّاً من اليود (ميكروغرام) |
---|---|
الرّضع مُنذُ الولادة إلى عُمر 6 شهورٍ | 110 |
الرّضع من عُمر 7 إلى 12 شهراً | 130 |
الأطفال من عُمر سنة إلى 8 سنوات | 90 |
الأطفال من عُمر 9 إلى 13 سنة | 120 |
الأشخاص من عُمر 14 سنة وأكثر | 150 |
الحوامل | 220 |
المُرضعات | 290 |
المراجع
- ^ أ ب Angela Lemond (7-6-2019),“Iodine Defined: Why You Need the Nutrient and Why Iodine Deficiency Can Be Harmful”، www.everydayhealth.com, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ↑ Megan Ware (30-5-2017), “Everything you need to know about iodine”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Kristin Hayes (2-12-2019), “An Overview of Iodine Deficiency”، www.verywellhealth.com, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ↑ Ryan Raman (11-11-2017), “10 Signs and Symptoms of Iodine Deficiency”، www.healthline.com, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ↑ Gillian Cooke, Sinead Mullally, Neuman Correia And Others (2014), “Hippocampal volume is decreased in adults with hypothyroidism.”, Thyroid, Issue 3, Folder 24, Page 433-440. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Lana Burgess (12-2-2018), “What are the signs of iodine deficiency”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 13-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Colin Tidy (11-3-2016), “Iodine Deficiency”، www.patient.info, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ↑ “Iodine Deficiency”, www.thyroid.org, Retrieved 6-4-2020. Edited.
- ↑ “Iodine deficiency”, www.healthdirect.gov.au,2-2019، Retrieved 7-4-2020. Edited.
- ↑ Erica Cirino (14-6-2017), “What You Should Know About Iodine Deficiency”، www.healthline.com, Retrieved 7-4-2020. Edited.
- ↑ “Are You Getting Enough Iodine? “، www.webmd.com,11-2-2019، Retrieved 7-4-2020. Edited.
- ↑ “Iodine”, www.ods.od.nih.gov,31-3-2020، Retrieved 7-4-2020. Edited.