نقص البروتين عند الأطفال

نقص البروتين

تُعدُّ البروتينات من الجزيئات الكبيرة والمعقدة، والمسؤوولة عن العديد من الوظائف الحساسة في الجسم، وهي تتكون من سلاسل طويلة من مئات أو آلاف الأحماض الأمينية، ويمكن إنتاج البروتين من خلال دمج 20 نوعاً مختلفاً من الأحماض الأمينية، ويحَدد كلٌّ من البناء الهيكلي ثلاثي الأبعاد لكلّ بروتين، ووظيفته من تسلسل هذه الأحماض الأمينية،[١] ويحدث نقص البروتين عند انخفاض كميات الطاقة المكتسبة، أو عند انخفاض جودة الأحماض الأمينية، أو بسبب زيادة احتياج العناصر الغذائية أثناء المرض، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الحصول على كميات كافية من البروتين خاصةً أثناء مرحلتي الطفولة والمراهقة؛ لضمان الحصول على نموٍّ كافٍ وصحي.[٢]

نقص البروتين عند الأطفال

يُسبب نقص البروتين لدى الأطفال العديد من المشاكل الصحية والتي تتمثل فيما يأتي:

  • توقف النمو: يُعدُّ البروتين ضرورياً لنموّ الجسم، كما أنَّه ضروري للحفاظ على كتلة العضلات والعظام، لذا فإنَّ نقص البروتين يؤثر سلباً بشكلٍ خاص في الأطفال، وذلك بسبب حاجة أجسامهم للتغذية باستمرار لنموّها، ويُعدُّ التقزم من العلامات الأكثر شيوعاً لسوء التغذية بين الأطفال، إذ أشارت إحصائيات عام 2013 إلى توقف النموّ لدى 161 مليون طفل تقريباً، وأظهرت الدراسات القائمة على الملاحظة وجود علاقة قوية بين انخفاض تناول البروتين وضعف النموّ،[٣] كما أشارت دراسة نُشرت في مجلة Acta Paediatrica، إلى أنَّ عدم تناول الكمية الموصى بها من البروتين، تؤثر سلباً في الطول، وسرعة النموّ لدى الأطفال المصابين بمرض بيلة الفينيل كيتون: (بالإنجليزية: Phenylketonuria).[٤]
  • الكواشيوركور: يُعدُّ توقف النموّ عند الأطفال إحدى الصفات الرئيسية لمرض الكواشيوركور (بالإنجليزية: Kwashiorkor)،[٣] أو ما يسمى بسوء التغذية باللبروتين، أوسوء التغذية الخبيث، أو سوء التغذية بالبروتين والطاقة، وهي حالة مرضية تُعرف بأنَّها من الحالات الخطيرة لنقص البروتين الشديد، الذي يسبب انتفاخ المعدة؛ نتيجةً لاحتباس السوائل في الجسم، وهي من الحالات الأكثر انتشاراً بين الأطفال، خاصةً غير الحاصلين على التغذية الكافية بعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية، و تحتاج هذه الحالات إلى رعاية طبية فورية.[٥]
وتُعدَّ الوذمة (بالإنجليزية: Edema)، أو التورم واحتباس السوائل من العلامات والأعراض الرئيسية لمرض الكواشيوركور، والتي عادةً ما تظهر في البداية في الساقين، ولاحقاً في الجسم بأكمله، بما في ذلك الوجه، كما توجد بعض الأعراض الأخرى لهذا المرض، منها ما يأتي:[٦]
    • فقدان الكتلة العضلية.
    • تضخم البطن.
    • حدوث الالتهابات بجميع أنواعها العادية، والأكثر خطورة، أو طويلة الأمد.
    • ظهور بقع ملتهبة ذات لون داكن على الجلد.
    • ضعف الشعر، وجفافه، وتساقطه بسهولة، واحتمالية فقدان لونه.
    • الانفعالية أو الإعياء.
    • زيادة خطر العرضة للإصابة بالعدوى لدى الأطفال، عند تركه دون علاج لفترات طويلة، ممّا قد يسبب الوفاة.
  • السقل: قد يُسبب نقص البروتين لدى الاطفال حالة مرضية أُخرى تُعرف بالسقل أو المرارزمس (بالإنجليزية: Marasmus)، ولكنَّها تختلف عن الكواشيوركور بكونها أحد أشكال سوء التغذية الناجم عن نقص السعرات الحرارية،[٥] ومن أعراضها: الوجه العظمي الرقيق، والعيون الغائرة، وجفاف الجلد والشعر، وبروز الأضلاع والكتفين، وحدوث دوار بشكلٍ مستمر، والإسهال المزمن، والانفعالية، والجفاف المتكرر، والخمول، والإصابة بالعدوى بشكلٍ متكرر،[٧] ومن الجدير بالذكر أنَّ نقص البروتين الحادّ قد يسبب الانتفاخ، والكبد الدهني، وانحلال الجلد، وزيادة شدّة العدوى.[٣]

أسباب نقص البروتين عند الأطفال

يُعدُّ السبب وراء نقص البروتين عند الأطفال غير واضح، ولكن هناك بعض الأسباب التي قد ترتبط بحدوث هذه الحالة، مثل: تناول الأغذية التي تتكون بشكلٍ رئيسي من الذرة، أو الكاسافا (بالإنجليزية: Cassava) ، أو الأرز، ونقص مضادات الأكسدة الغذائية، وعادةً ما يحدث مرض الكواشيوركور بسبب قلّة العناصر الغذائية والبروتينات في النظام الغذائي للأطفال ما دون سنّ 4 سنوات، وبعد التوقف عن الرضاعة الطبيعية، ويكثُر في المناطق ضعيفة الإمدادات الغذائية، والمرتفعة بمعدلات سوء التغذية، بالإضافة إلى أنّ بعض الحالات ناتجة عن اضطرابات الأكل كفقدان الشهية، والتقدم في العمر.[٥]

تشخيص نقص البروتين عند الأطفال

عادةً ما يُشخص نقص البروتين بسكلٍ عام بإجراء مجموعة من فحوصات الدم المعروفة بتحليل نسبة البروتين الكلي، وتحليل بروتين الألبيومين، وتحليل نسبة الألبيومين إلى الجلوبيولين، وهما عبارة عن بروتينات ينتجها الكبد، إذ تساعد هذه التحاليل في الكشف عن انخفاض مستويات البروتينات الكلية، أو وصول بروتينات الألبومين والجلوبيولين إلى المستويات المثلى.[٨]

تحسين حالة نقص البروتين عند الأطفال

يُعدُّ مرض الكواشيوركور ومرض المارزمس من الحالات الطبية الطارئة التي تهدد الحياة، ويتطلّب علاجها اتّباع برامج غذائية معقدة من قِبَل المختصين من ذوي الخبرة في إعادة تغذية الأطفال المصابين بسوء التغذية الناجم عن نقص البروتين والطاقة،[٩] كما يتمّ علاج المصابين بالكواشيوركور في الدول النامية عن طريق إعطائهم الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال (بالإنجليزية: Ready-to-use therapeutic food)، أمّا في حالات نقص البروتين الناتجة عن مشاكل في امتصاص البروتين من الأطعمة المتناولة، فيتمّ علاج المشكلة المسببة لضعف الامتصاص لعلاج نقص البروتين.[١٠]

أهمية البروتين للأطفال

يتميز البروتين بكونه أحد العناصر الغذائية الأساسية للبناء والدعم داخل الجسم، ويتمّ تخزينه في العضلات، والكولاجين، كما يعمل البروتين والأحماض الأمينية المكونة له كوظيفةٍ مشابهة لوظائف الهرمونات، والإنزيمات، ونواقل المغذيات الأخرى،[١١] بالإضافة إلى دوره في تقوية الجلد والعظام.[١٢]

وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد البروتين يمكنك قراءة مقال فوائد و أضرار البروتين.

احتياجات الأطفال من البروتين

ترتبط كمية البروتين التي يجب على الطفل تناولها مع وزن جسمه، إذ يقلّ معدل النموّ مع زيادة العمر، وتنخفض كمية البروتين التي يحتاجها الطفل لكلّ كيلوغرام من وزنه، مع استمرار زيادة الوزن والطول؛ لذا تزداد احتياجات الطفل من السعرات الحرارية والبروتين، وذلك ليس فقط من أجل النموّ، إنّما يُعدُّ ضرورياً أيضاً لعمل الهرمونات والمكونات الأخرى المهمة لنموّ الأطفال والمراهقين.[١١]

ويوّضح الجدول الآتي الكمية الغذائية المرجعية المُوصى بها من البروتين يومياً، لمختلف الفئات العمرية:[١٣]

الفئة العمرية الكمية الموصى بها من البروتين (غرام \ اليوم)
الأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات 14
الأطفال من 4 إلى 8 سنوات 20
الذكور من 9 إلى 13 سنة 40
الذكور من 14 إلى 18 سنة 65
الإناث من 9 إلى 13 سنة 35
الإناث من 14 إلى 18 سنة 45

مصادر البروتين

تتنوع مصادر البروتين ما بين المصادر النباتية والمصادر الحيوانية، وفيما يأتي توضيح لهذه المصادر:

  • مصادر البروتين الحيوانية: يحتوي البروتين من المصادر الحيوانية على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التي يحتاجها الجسم، ويُعدُّ مصدراً كاملاً للبروتين، مثل: اللحوم، والدواجن، ومصل اللبن (بالإنجليزيّة: Whey Protein)، والسمك والمأكولات البحرية.[١٤]
  • المصادر النباتية: تشمل هذه المجموعة العدس، والحمص، وبذور القنب، والتوفو، والمكسرات، والكينوا، والخميرة الغذائية، والتيمبي (بالإنجليزية: Tempeh)، والفاصولياء السوداء، وزبدة الفول السوداني.[١٥]

وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول مصادر البروتين يمكنك قراءة مقال أين توجد البروتينات في الطعام.

نصائح لتعزيز تغذية الأطفال من البروتين

تعتمد تغذية الأطفال على نفس المبادىء لتغذية البالغين، من حيث الحاجة إلى نفس العناصر الغذائية من المعادن، والفيتامينات، والكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، إلّا أنّ الكميات تختلف باختلاف العمر،[١٦] وفيما يأتي بعض النصائح لزيادة نسبة البروتين والطاقة في النظام الغذائي للطفل:[١٧]

  • تقديم وجبات صغيرة متكررة ووجبات خفيفة للطفل كلَ ساعتين إلى 3 ساعات.
  • استبدال الأطعمة قليلة الدهون بالأطعمة الكريمية عالية الدهون.
  • إطعام الطفل في جو من المرح والمتعة، وتجنّب التشتيت وصرف الانتباه.
  • اختيار الأطعمة الغنية بالبروتين والطاقة في جميع الوجبات الرئيسية والخفيفة.
  • تخزين الأطعمة عالية الطاقة والبروتين في المنزل باستمرار.

المراجع

  1. “What are proteins and what do they do?”, www.ghr.nlm.nih.gov,7-7-2020، Retrieved 22-7-2020. Edited.
  2. “Food and Nutrition Guidelines for Healthy Children and Young People (Aged 2 –18 years)”, www.health.govt.nz,7-2012، Retrieved 22-7-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت Atli Arnarson (31-10-2017), “8 Signs and Symptoms of Protein Deficiency”، www.healthline.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  4. E. KINDT, H. LUNDE, L. GJESSING and others (1-1988), “Fasting Plasma Amino Acid Concentrations in PKU Children on Two Different Levels of Protein Intake”, Acta Paediatrica, Issue 1, Folder 77, Page 1651-2227. Edited.
  5. ^ أ ب ت Rachel Nall (15-3-2020), “Why does malnutrition cause stomach bloating?”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  6. “Kwashiorkor”, www.nhs.uk,28-8-2019، Retrieved 22-7-2020. Edited.
  7. Sunita Chowdhary (24-7-2018), “Marasmus / Protein-Energy Malnutrition”، www.medindia.net, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  8. Jennifer Berry (10-12-2019), “What to know about hypoproteinemia”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  9. “Kwashiorkor and marasmus”, www.conflict.lshtm.ac.uk, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  10. Stephanie Watson (17-9-2018), “Hypoproteinemia”، www.healthline.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  11. ^ أ ب “Getting Childhood off to a Strong Start with Protein”, www.foodinsight.org,29-10-2010، Retrieved 22-7-2020. Edited.
  12. “Why Extra Protein for Your Child Is Unnecessary – and Possibly Dangerous”, www.health.clevelandclinic.org,26-6-2017، Retrieved 22-7-2020. Edited.
  13. “Protein”, www.nrv.gov.au,9-4-2014، Retrieved 23-7-2020. Edited.
  14. Chloe Bennett (15-1-2019), “Natural Protein Sources”، www.news-medical.net, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  15. Moira Lawler (25-7-2019), “10 of the Best Plant-Based Sources of Protein”، www.everydayhealth.com, Retrieved 22-7-2020. Edited.
  16. “Nutrition for kids: Guidelines for a healthy diet”, www.mayoclinic.org,23-5-2020، Retrieved 23-7-2020. Edited.
  17. “High protein, high energy diet for children”, www.health.qld.gov.au,4-2020، Retrieved 23-7-2020. Edited.