نقص فيتامين د وزيادة الوزن

فيتامين د

يُعتبر فيتامين د واحداً من العديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم للحفاظ على صحةٍ جيدةٍ، إذ إنّه يساعد على المحافظة على قوة وصحة العظام، ويُقلّل من خطر الإصابة بالعدوى، والأمراض المزمنة، ويمكن الحصول على هذا الفيتامين من خلال التعرض لأشعة الشمس، أو من خلال النظام الغذائي، وقد يحدث نقص فيتامين د في الجسم نتيجةً لعدة أسبابٍ كالعمر؛ حيث تقلَ قدرة البشرة على تصنيعه مع التقدم في السنّ، كما قد يتعرض الرُّضع الذين يستهلكون حليب الأم فقط في تغذيتهم إلى نقص فيتامين د؛ وذلك لأنَّ حليب الأم يحتوي على كميةٍ صغيرةٍ من فيتامين د، وفي هذا المقال سيتم توضيح العلاقة بين قص فيتامين د وزيادة الوزن.[١]

نقص فيتامين د وزيادة الوزن

كشفت دراسةٌ جديدةٌ أنَّ الأفراد الذين يمتلكون مستوياتٍ عاليةٍ من الدهون في منطقة البطن والخصر هم أكثر عرضةً لانخفاض مستويات فيتامين د، وقد أجريت دراسةٌ لتقييم تأثير نسبة الدهون على نقص فيتامين د، وتبين فيها أنَّ الدهون الكليّة، والدهون الموجودة في منطقة البطن خاصةً، تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على مستويات فيتامين د، في حين وُجد أنَّ الدهون الموجودة في كلٍ من منطقة البطن والكبد كان لها تأثيرٌ أكبر على الرجال، وتتعدد النظريات التي تفسر العلاقة بين زيادة الوزن وقلة مستويات فيتامين د، حيث يزعم البعض أنَّ الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يميلون إلى استهلاك كمياتٍ أقل من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من فيتامين د، ويشير آخرون إلى أنَّ وجود اختلافاتٍ سلوكيةٍ يؤثر في مستويات فيتامين د، كما يشيرون إلى أنَّ الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يميلون إلى تعريض بشرتهم لأشعة الشمس بشكلٍ أقلّ، وقد لا تمتص أجسامهم كميةً كبيرةً من فيتامين د عند تعرضهم للشمس.[٢][٣]

علاوة على ذلك، يحتاج الجسم إلى بعض الإنزيمات لتحويل فيتامين د إلى الشكل النشِط، وقد تختلف مستويات هذه الإنزيمات بين الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة مقارنةً مع الأشخاص الذين يتمتعون بوزنٍ صحيّ، وقد لاحظت دراسةٌ أجريت عام 2012، أنَّه بمجرد ضبط مستويات فيتامين د بما يناسب حجم جسم الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يتحسن لديهم مستويات هذا الفيتامين، وهذا يشير إلى أنَّ الاحتياجات من فيتامين د يعتمد على حجم الجسم، وعليه فإنَّ الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة يحتاجون إلى كميةٍ أكبر منه مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وهذا ما يمكن أن يساعد على توضيح السبب وراء نقص فيتامين د لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.[٣]

أسباب نقص فيتامين د

يُعتبر فيتامين د ضرورياً للحفاظ على صحة الجسم، فهو يساهم في امتصاص الكالسيوم؛ الذي يُعدُّ واحداً من اللبنات الأساسية في العظام، كما يلعب دوراً مهماً في كلٍّ من الجهاز العصبي، والجهاز العضلي، والجهاز المناعي، ومن الجدير بالذكر أنَّ الحصول على فيتامين د يمكن من خلال تعريض الجسم لأشعة الشمس، أو من النظام الغذائي، ومن المكملات الغذائية أيضاً،[٤] ومع ذلك قد يتعرض بعض الأشخاص إلى نقص فيتامين د نتيجة عدّة أسبابٍ نذكرها فيما يأتي:[٥]

  • قلة التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية: إذ يُطلق على فيتامين د اسم فيتامين أشعة الشمس؛ فعند تعريض الجسم إلى أشعة الشمس تخترق أشعتها فوق البنفسجية الجلد، ثم تبدأ عملية إنتاج فيتامين د، لهذا فإنَّ قلة التعرض إلى أشعة الشمس تُسبب نقص فيتامين د في الجسم.
  • لون البشرة الداكنة: فعلى الرغم من أنَّ صبغة الميلانين لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة تمنح البشرة لونها، وتحمي من أضرار أشعة الشمس، لكنها يمكن أيضاً أن تحجب أشعة الشمس اللازمة لإنتاج فيتامين د.
  • الظروف الصحية: فقد تؤثر بعض الحالات الصحية؛ مثل: التليف الكيسي (بالإنجليزيّة: Cystic Fibrosis)، أو مرض التهاب الأمعاء، على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، بما في ذلك فيتامين د.
  • النظام الغذائي: حيث يُؤدي انخفاض استهلاك الأطعمة الغنية بفيتامين د إلى نقصه في الجسم، ويوصي الخبراء بتناول الأطعمة الغنية بفيتامين د باعتبارها أفضل طريقةٍ لتلبية احتياجات الجسم، وتُعتبر الأسماك الدهنية إحدى أفضل المصادر لهذا الفيتامين.

علاج نقص فيتامين د

على الرغم من عدم وجود توافقٍ للآراء حول مستويات فيتامين د المُثلى في الجسم، إلا أنَّه يعتبرُ غيرُ كافٍ ويتطلب علاجاً عندما يكون تركيز هذا الفيتامين أقل من 20 نانوغراماً لكل مليلتراً، ويركز علاج نقص هذا الفيتامين على الحصول على مزيدٍ من فيتامين د من خلال النظام الغذائيّ، والمكملات الغذائية، والحرص على التعرض لأشعة الشمس لتجنب هذا النقص.[٦]

مصادر فيتامين د

توفر العديد من الأغذية كمياتٍ مناسبة من فيتامين د، وفيما يأتي توضيح بعض هذه الأغذية:[٧]

  • فطر المايتاكي: (بالإنجليزيّة: Maitake Mushrooms)؛ إذ يُعتبر هذا الفطر مصدراً لذيذاً ومنخفضاً بالسعرات الحرارية، كما أنَّه يوفر البوتاسيوم، والعديد من فيتامينات ب، ويحتوي الكوب الواحد من فطر المايتاكي على أكثر من 700 وحدةٍ دوليةٍ من فيتامين د.
  • فطر البورتابيلا: (بالإنجليزيّة: Portabella Mushrooms)؛ إذ يحتوي فطر البورتابيلا العادي على كميةٍ قليلةٍ من فيتامين د، ولكن يمتلك فطر البورتابيلا المُعرَض لضوء الأشعة فوق البنفسجية كميةً كبيرةً من فيتامين د، حيث يحتوي هذا الفطر المُعرَض بالكامل للأشعة فوق البنفسجية على حوالي 375 وحدةٍ دوليةٍ من فيتامين د، بالإضافة إلى أنَّه يُعتبر مصدراً ممتازاً للسيلينيوم، والبوتاسيوم، والعديد من فيتامينات ب.
  • الأسماك: إذ تُعتبر الأسماك الدهنية مصدراً جيداً لفيتامين د، إذ إنّ التونة المعلّبة تحتوي على حوالي 40 وحدةٍ دوليةٍ من فيتامين في 85 غرامٍ، في حين يوفر 85 غراماً من سمك السلمون الوردي الطازج 370 وحدةٍ دوليةٍ من فيتامين د، بالإضافة إلى اعتباره مصدراً ممتازاً للأحماض الدهنية أوميغا-3، والبروتين، ومضادات الأكسدة.
  • حبوب الإفطار المدعمة: إذ تُعتبر حبوب الإفطار صحيّةٌ في حال كانت مصنوعة من الحبوب الكاملة، وكانت منخفضةً بالسكر، وغالباً يتم تدعيمها بالفيتامينات، والمعادن، ويمكن الحصول على حوالي 100 وحدةٍ دوليةٍ من فيتامين د ويتوفر ذلك في كوبٍ واحدٍ من الحبوب الجافة.
  • الحليب: حيث يتم تدعيم الحليب بفيتامين د ويحتوي على حوالي 125 وحدةٍ دوليةٍ في الكوب الواحد من فيتامين د، ويُعتبر مصدراً جيداً للكالسيوم، والبروتين، والبوتاسيوم.

الجرعات الموصى بها من فيتامين د

يوضح الجدول الآتي الكميات المُوصى بها من فيتامين د، والتي أُصدرت في عام 2010 من قِبَل معهد الطب الأمريكي لكلّ فئةٍ عمرية:[٨]

الفئة العمرية الجرعة الموصى بها (ميكروغرام/اليوم)
الرُّضع 0-6 أشهر 10
الرُّضع 7-12 شهراً 10
الأطفال 1-3 سنوات 15
الأطفال 4-8 سنوات 15
الأطفال 9-13 سنةً 15
المراهقين 14-18 سنةً 15
البالغين 19-70 سنةً 15
البالغين 71 سنةً فأكثر 20
الحامل 15
المُرضِع 15

المراجع

  1. “Vitamin D & Vitamin D Deficiency”, www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  2. Tim Newman (21-5-2018), “Belly fat linked to vitamin D deficiency”، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Rachael Link (28-3-2017), “Can Vitamin D Help You Lose Weight?”، www.healthline.com, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  4. “Vitamin D Deficiency”, www.medlineplus.gov, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  5. “Vitamin D”, www.kidshealth.org, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  6. Christine Mikstas (16-5-2018), “Vitamin D Deficiency”, www.webmd.com, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  7. Shereen Lehman (18-2-2019), “Foods to Get More Vitamin D in Your Diet”، www.verywellfit.com, Retrieved 14-3-2019. Edited.
  8. “Vitamin D Intake Recommendations”, www.nutri-facts.org, Retrieved 14-3-2019. Edited.