من نعمة الصانع الذي صنعك – الشاعر البحتري
مِنْ نِعْمَةِ الصّانِعِ الذي صَنَعَكْ
صَاغَكَ للمَكْرُمَاتِ، وابتَدَعَكْ
خُلِقتَ وِتْراً، فَلَوْ يُضافُ إلَيْـ
ـكَ البحرُ يَوْمَ الإفْضَالِ ما شَفَعَك
وَقدْ تَبَدّأتَ فاعِلاً حَسَناً،
فامتَثَلَ الغَيْثُ ذاكَ، فاتّبَعَكْ
يَخِفُّ وَزْنُ الرّجَالِ مِنْ صِغَرٍ،
عِندَ مُرَوٍّ رَآكَ، أوْ سَمِعَكْ
شَهِدْتُ حَقّاً أنّ الذي رَفَعَ النّجْـ
ـمَ بأيْدٍ، هُوَ الذي رَفَعَكْ
فَلِمْ يُعَنّ الحُسّادُ أنْفُسَهُمْ،
وَقَدْ رأوْا في السّماءِ مُطّلَعَكْ
يُعجِبُني في الخَليلِ تَكريرُهُ النّفْـ
ـعَ، وَخَيرُ الخِلاّنِ مَن نَفَعَكْ
رَأْيُكَ في أْنْسةِ الِّرفاق ولن
تعْتَاضَ مِنِّي مُكَثِّراً شِيَعكْ
سَيراً إلى ذِي الوِزَارَتَينِ وَقَدْ
وَعَدْتَني فيهِ أن أكُونَ مَعَكْ
إنْ تَنسَ أُذْكِرْكَ غَيرَ مُتّئِبٍ،
وإنْ تَدَعْني سَهواً فَلَنْ أدَعَكْ
ما أنا بالصّاحِبِ الثّقيلِ، وَلَنْ
يَضِيقَ بي، في المَحَلّ، ماوَسِعَكْ