فوائد حليب الإبل العامة
حليب الإبل
يُعدّ الإبل من أنواع حيوانات الماشية المُهمّة، والتي تستطيعُ إنتاج الحليب بشكل أطول مقارنةً بغيرها من الحيوانات المُجترّة في ظروف البيئة الصحراوية،[١] وبالإمكان استهلاك حليب الإبل كبديلٍ عن باقي أنواع الحليب، ويُمكن شربه وحده، أو إضافته إلى الشاي، أو القهوة، أو السموذي، أو استخدامهُ في المخبوزات، أو الصلصات، أو المشروبات، أو البان كيك، أو الوافل، وغيرها، وقد تختلفُ نكهة حليب الإبل باختلاف موطن الإبل، فالحليب الناتج من الإبل في قارة أمريكا يتميزُ بنكهته الحلوة، والمالحة بدرجة بسيطة، وقوامه الكريميّ، أمّا حليب الإبل في الشرق الأوسط فإنّ نكهته تُشبه البندق بشكل أكبر.[٢]
فوائد حليب الإبل العامة
مكونات حليب الإبل من العناصر الغذائية
يحتوي حليب الإبل على بعض العناصر الغذائية المفيدة للصحة، نذكر منها ما يأتي:
- مصدرٌ غنيٌّ بالفيتامينات: يحتوي حليب الإبل على كميّةٍ مرتفعةٍ من فيتامين ج مُقارنةً بأنواع الحليب الأخرى من الثدييات؛ حيث إنّه يُشكل ضعفين إلى 3 أضعاف ما يحتويه حليب الأبقار وبالتالي فإنه مصدرٌ جيدٌ لفيتامين ج مقارنة بالمصادر الأخرى لهذا الفيتامين والتي يصعب زراعتها في الصحراء وذلك بحسب ما ذكرته مراجعة نشرت في مجلة Journal of Family Medicine and Disease Prevention عام 2019،[١] كما يحتوي حليبُ الإبل على فيتامين أ، إلّا أنّ محتواه أقلّ مقارنة بما هو متوفر في حليب الأبقار، ويحتوي على فيتامين هـ بنفس الكمية الموجودة في حليب الأبقار وذلك بحسب ما أشارت إليه دراسة مِخبرية نشرت في مجلة International Journal for Vitamin and Nutrition Research.[٣]
- مصدرٌ غنيٌّ بالمعادن: حيث يحتوي حليب الإبل على العديد من المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة مُقارنة بأنواع الحليب الأخرى، فهو مصدر جيد لكلٍ من الكالسيوم، والحديد، والزنك؛ المُهمٌ للحفاظ على الجهاز المناعي وتحسينه.[١]
- مصدر جيد للدهون الصحية: يحتوي حليب الإبل على العديد من الدهون الصحية، مثل؛ الأحماض الدهنية ذات السلسة الطويلة، وحمض اللينولييك، والأحماض الدهنية غير المُشبعة التي قد تحسن صحة كلٍ من القلب، والدماغ.[٢]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول مكونات حليب الإبل يمكنك قراءة مقال مكونات حليب الإبل.
دراسات علمية حول فوائد حليب الإبل
توضح النقاط الآتية نتائج بعض الدراسات حول فوائد حليب الإبل:
- أشارت مراجعةٌ منهجيّةٌ لـ 22 دراسة ونُشرت في مجلة International Journal of Endocrinology and Metabolismopen access عام 2017 إلى دورِ حليب الإبل في المساهمة في التحسين من مرض السكري؛ حيث إنّ استهلاك كمية منه مدة تصل إلى 3 شهور يُحسن من المؤشرات المرتبطة بمرض السكري، مثل؛ تقليل مُستوى السكر في الدم، ومُقاومة الإنسولين، كما أنّه يُساهم في التحسين من مُستوى الدهون في الدم.[٤]
- وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد حليب الإبل لمرضى السكري يمكنك قراءة مقال هل حليب الإبل يرفع السكر.
- أشارت دراسةٌ مِخبرية نُشرت في مجلة Food Chemistry عام 2013 إلى دورِ حليب الإبل في المساهمة في مكافحة نمو خلايا القولون السرطانية، ويُعزى ذلك إلى محتواه من اللاكتوفيرين (بالإنجليزية: Lactoferrin)؛ الذي يمتلك خصائص مُضادة للأكسدة، والتي تكافح الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة وتلف الحمض النووي وغيرها مقارنة بنشاط محتواه من فيتامين ج، والروتين.[٥]
- أشارت دراسةٌ مخبريّةٌ نُشرت في مجلة Journal of Dairy Research إلى دورِ البروتينات المستخلصة من حليب الإبل بما فيها الليزوزيم (بالإنجليزية: Lysozyme)، واللاكتوفيرين، واللاكتوبروكسيديز (بالإنجليزية: Lactoperoxidase)، والغلوبولين المناعي ج، والغلوبيولين المناعي أ في المساعدة على مكافحة الميكروبات، مثل؛ المكورة اللبنية، والإشريكية القولونية، والمكورة العنقودية الذهبية، والسالمونيلا، بالإضافة إلى أنّ ما يحتويه من اللاكتوبروكسيديز يُشكل عاملاً مضاداً لبعض أنواع البكتيريا، أمّا بالنسبة للغلوبولينات المناعيّة فإنّها أقلّ تأثيراً في البكتيريا، ولكنّها تُشكِّل جسماً مضاداً تجاه الفيروس العجليّ (بالإنجليزية: Rotavirus).[٦]
- أشارت دراسةٌ أوليّةٌ أُجريت على الفئران المصابة بارتفاع ضغط الدم الأساسيّ ونُشرت في مجلة Nutricion hospitalaria عام 2017 إلى أنّ استهلاك الجرعات المرتفعة من حليب الإبل المُتخمر والخالي من الدسم على المدى القصير والطويل يساعد على خفض ضغط الدم، بالإضافة إلى تقليل مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو اختصاراً الـ ACE الذي يزيد من امتصاص الصوديوم ويرفع من ضغط الدم.[٧]
فوائد حليب الإبل للأطفال
يُعدّ الحليب مُهمّاً لصحّة الأطفال، ويُشبه محتوى حليبِ الإبل حليبَ الأمّ في كونه غنيّاً بالعناصر الغذائيّة، ويمتلك خصائص صحية، وقد أشارت دراسة إلى فوائد حليب الإبل للأطفال،[٨] لكن يجدُرُ التنويهُ إلى أنّه ما تزال هناك حاجة للمزيد من الأبحاث لإثبات فوائده، وقد بينت دراسةٌ نُشرت في مجلة Evidence-Based Complementary and Alternative عام 2013 إلى دورِ حليب الإبل في تحسين حالة الأطفال المصابين بالتوحد؛ حيث إنه قد يُساهم في التقليل من الإجهاد التأكسدي عبر التغيير من مستويات الإنزيميات المُضادة للأكسدة وغيرها من مُضادات الأكسدة، ممّا يساهم في تحسين سلوك الأطفال المُصابين بالتوحد وغيرها من المؤشرات المرتبطة بهذه الحالة.[٩]
وقد أشارت دراسةٌ نشرت في مجلة Small Ruminant Research عام 2009 أنّ بروتين حليب الإبل لا يسبب حدوث رد فعل تحسسي لدى الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه حليب البقر، ممّا قد يُشكل مصدراً بديلاً لهم، ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه يجب عدم إعطاء الأطفال الحليب العادي أياً كان نوعه، بل الحليب الصناعيّ المناسب لعمرهم.[١٠]
فوائد حليب الإبل للكبد
يساعد حليب الابل على تقليل خطر ارتفاع نسبة الدهون في الكبد، فقد بينت دراسة أولية أجريت على الفئران المُصابة بارتفاع مستويات بروتينات الدم الشحمية ونُشرت في مجلة Open Access Macedonian Journal of Medical Sciences عام 2017 دور حليب الإبل في تقليل مستويات إنزيمين يرتبطان بارتفاع مستويات الدهون، وهما؛ ناقلة أمين الألانين أو اختصاراً ALT، وناقلة أمين الأسبارتات أو اختصاراً AST، وكذلك خفض مستوى البروتين الكلي، والغلوبيولين، وغيرها من المؤشرات مما يحافظ على صحة الكبد.[١١]
أضرار حليب الإبل
درجة أمان حليب الإبل
يُعدّ حليب الإبل آمناً في حال استهلاكه بعد تعريضه للحرارة إمّا عن طريق الغلي، أو عملية البسترة، وغيرها،[١٢] وعلى الرغم من أنّه يشيع استهلاك حليب الإبل دون تعريضه للحرارة، إلا أنّ العديد من الأطباء يوصون بتجنب استهلاكه دون تعريضه للحرارة، وذلك للتقليل من خطر ارتفاع الإصابة بتسمم الطعام.[٢]
محاذير استخدام حليب الإبل
يرتبط استهلاك حليب الإبل دون غليه ببعض المحاذير؛ فقد تبيّن بأنّ الجمال العربية من أبرز الحيوانات المضيفة طويل الأمد لعامل مسبب لمرض معدٍ مرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة أو اختصاراً MERS-CoV، ومع أنّ معظم حالات العدوى تنحصر في الانتقال ما بين البشر فقط، إلّا أنّ الإبل قد تكونُ مصدراً لانتقال عدوى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية أو اختصاراً الـ MERS، ويجدّرُ التنويه إلى أنّ شرب حليب الإبل أو تناول لحمه دونَ تعريضه للحرارة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالعدوى؛ حيثُ إنّهما يحتويان على العديد من الكائنات الدقيقة التي تُسبب العدوى للإنسان، وبشكل عام فإنّ الأشخاص ذوي المناعة المُنخفضة، أو المُصابين بالسكري، أو الفشل الكلوي، أو الأمراض التنفسية يكونون أكثر عرضةً لخطر الإصابة بدرجة شديدة من المرض الناتج عن هذا الفيروس، وبالتالي فإنه يجب تجنب شربهم لحليب الإبل دونَ تعريضهِ للحرارة، أو حتى تناول لحمه دون طهيهِ بشكل جيد.[١٢]
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأعراض المُرافقة لفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية قد تكون غير ظاهرة (بالإنجليزية: Asymptomatic)، وقد تتراوح أيضاً ما بين أعراض طفيفة في الجهاز التنفسي، إلى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وحتى خطر الوفاة، وقد تترافق أعراض هذه المتلازمة مع ارتفاعٍ في الحرارة أو الحُمى، والسعال، وضيقٍ في التنفس، وقد يُصاب البعض بالالتهاب الرئوي، وبعضها قد تُصيب الجهاز الهضمي مما يُسبب الإسهال، كما أنّ بعض الحالات قد تتطلّب استخدام أجهزة التنفس، وغرف العناية الحثيثة.[١٢]
أسئلة شائعة حول حليب الإبل
ما فوائد حليب الإبل للحامل
لا تتوفر معلومات حول فوائد حليب الإبل للحامل تحديداً، ولكن تجدُرُ الإشارة إلى أنّ الحامل مُعرّضةٌ لخطر الإصابة بعدوى بكتيريا اللستيريا، والتي توجدُ في الحليب غير المغلي، وقد تُسبب الإجهاض، أو المرض، أو موت الرضيع، لذا فإنّ شرب الحليب غير المُعرّض للحرارة أو أيّ من المنتجات المصنوعة من هذا الحليب قد يضرُ الجنين حتى إن لم تظهر أيّ أعراض على الحامل.[١٣]
ما فوائد لحم الجمل
يُعدّ لحم الإبل قليلاً بالدهون مُقارنة بأنواع اللحوم الأخرى، بينما يحتوي على الماء بكمية أكبر، أما بالنسبة لمُحتواه من البروتين فإنه مُشابه لأنواع اللحوم الأخرى، وكذلك فإنّ لحم الإبل مصدرٌ للعديد من العناصر الغذائيّة الأساسيّة، وبعض المركبات التي قد تمتلك خصائص حيوية مُهمة لصحة الإنسان وذلك بحسب ما نشر في Handbook of Research on Health and Environmental Benefits of Camel Products عام 2020.[١٤]
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول فوائد لحم الإبل يمكنك قراءة مقال فوائد لحم الجمل.
ما فوائد حليب الناقة للبشرة
يُعدّ حليب الإبل مُفيداً للبشرة، ويُعزى ذلك لاحتوائه على فيتامين ج، الذي يُعدّ مُضاداً للأكسدة يقلل من خطر الجذور الحرة وما تسببه من مشاكل البشرة كالجفاف، والتجاعيد، كما يُساهم فيتامين ج في إنتاج الكولاجين؛ وهو بروتينٌ يُساعد على نمو وتجدد الخلايا والأوعية الدموية، ممّا يرتبط بزيادة قوّة البشرة ونضارتها.[١]
ما فوائد حليب الإبل للشعر
لا تتوفر معلومات حول فوائد حليب الابل للشعر.
فيديو فوائد حليب الإبل
في الفيديو أدناه توضيحٌ لفوائد حليب الإبل:[١٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث Yaseen Galali, Hanee Al-Dmoor (3-2019), “Miraculous Properties of Camel Milk and Perspective of Modern Science”، Journal of Family Medicine and Disease Prevention, Issue 1, Folder 5. Edited.
- ^ أ ب ت Lauren Panoff (27-6-2019), “6 Surprising Benefits of Camel Milk (And 3 Downsides)”، www.healthline.com, Retrieved 16-7-2020. Edited.
- ↑ Z. FARAH, R. RETTENMAIER, D. ATKINS (5-9-1991), “Vitamin Content of Camel Milk “، International Journal for Vitamin and Nutrition Research, Issue 1, Folder 62, Page 30-33. Edited.
- ↑ Parvin Mirmiran, Hanieh-Sadat Ejtahed, Pooneh Angoorani, and others (11-3-2017), “Camel Milk Has Beneficial Effects on Diabetes Mellitus: A Systematic Review”, International Journal of Endocrinology and Metabolismopen access, Issue 2, Folder 15, Page e42150. Edited.
- ↑ Hosam Habib, Wissam Ibrahim, Regine Schneider-Stock, and others (1-11-2013), “Camel milk lactoferrin reduces the proliferation of colorectal cancer cells and exerts antioxidant and DNA damage inhibitory activities”, Food Chemistry, Issue 1, Folder 141, Page 148-152. Edited.
- ↑ El Sayed El Agamy, Roger Ruppanner, Amin Ismail, and others (5-1992), “Antibacterial and antiviral activity of camel milk protective proteins”, Journal of Dairy Research, Issue 2, Folder 59, Page 169-175. Edited.
- ↑ Mohammed Yahya, Omar Alhaj, Abdullrahman Al-Khalifah (4-2017), “Antihypertensive effect of fermented skim camel (Camelus dromedarius) milk on spontaneously hypertensive rats”, Nutricion hospitalaria, Issue 2, Folder 34, Page 416-421. Edited.
- ↑ Said Zibaee, Syed Hosseini, Mahdi Yousefi, and others (11-2015), “Nutritional and Therapeutic Characteristics of Camel Milk in Children: A Systematic Review”، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ Laila Al-Ayadhi, Nadra Elamin (29-8-2013), “Camel Milk as a Potential Therapy as an Antioxidant in Autism Spectrum Disorder (ASD)”, Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine, Folder 2013, Page 1-8. Edited.
- ↑ Elsayed El-Agamya, Mohsen Nawar, Sherif Shamsia And Others (3-2009), “Are camel milk proteins convenient to the nutrition of cow milk allergic children?”, Small Ruminant Research, Issue 1, Folder 82, Page 1-6. Edited.
- ↑ Jibril Zuberu, Malajiya Saleh, Abdul Alhassan, and others (15-12-2017), “Hepatoprotective Effect of Camel Milk on Poloxamer 407 Induced Hyperlipidaemic Wistar Rats”, Open Access Macedonian Journal of Medical Sciences, Issue 7, Folder 5, Page 852-858. Edited.
- ^ أ ب ت “Middle East respiratory syndrome coronavirus (MERS-CoV)”, www.who.int, 11-3-2019، Retrieved 18-7-2020. Edited.
- ↑ “The Dangers of Raw Milk: Unpasteurized Milk Can Pose a Serious Health Risk”, www.fda.gov, 8-11-2018، Retrieved 19-7-2020. Edited.
- ↑ Isam Kadim, Roger Purchas, Issa Al-Amri, and others (1-2020), “Camel Meat Nutrient Content and Potential Health Benefits”، www.researchgate.net, Retrieved 19-7-2020. Edited.
- ↑ فيديو فوائد حليب الإبل.