كيف يصنع الحليب المجفف

الحليب المجفف

الحليب المجفف، أو الحليب البودرة هو نوع من أنواع المنتجات الحليبية المُصنعة بطريقةِ التبخير، حيث تعتمد طرق التجفيف على استخلاص رطوبة الحليب السائل تماماً، بقصد حفظه لأطولِ فترةٍ مُمكنة، وهذا المنتج يُستخدم كبديلٍ للحليب السّائل الطازج، حيث يَحمل نفس طعمه، ونكهته، ومواصفاته الغذائيّة تماماً.

تمّ اكتشاف طريقة تجفيف الحليب في القرن الثالث عشر الميلادي، وهذا ما أكده الرحّالة الإيطالي ماركو باولو في أحد كتبه؛ حيث تم اكتشاف الحليب المجفف عن طريق الصُّدفة، وكان ذلك من خلال جيش الإمبراطور قوبلاي خان المغولي؛ ففي إحدى المعارك تَرَكُوا الحليب السائل لفترةٍ طويلةٍ جداً تحت الشمسِ الحارقة، فتبخر السائل منه، وبقيت عجينةٌ سميكةٌ وجافةٌ من الحليب، ففتتوها وذوبها بالماء فوجدوا أنّها عادت إلى ما كانت عليه حليباً سائلاً، وبالطعم والنكهة نفسها.

حدثت في عام ألف وتسعمئةٍ وخمسة أزمةٌ غذائيةٌ حادةٌ في العديد من البلدان، نَتَج عنها انتشار المجاعات، ووفيات كبيرة في الأطفال، الأمر الذي دعا الدّول الغنية كأستراليا، ونيوزيلندا إلى التفكير بطرقٍ ناجعة لمساعدةِ هذه الدّول المنكوبة بالمواد الغذائية وخصوصاً حليب الأطفال الرّضع؛ بحيث يبقى لفترات طويلة دون أنْ يفسد، فتم تجفيف الحليب، وشحنه بكمياتٍ كبيرةٍ إلى الدّول المحتاجة ومنها: الهند، وسيريلانكا.

طريقة صناعة حليب مجفف

  • التجفيف عن طريق الرّذاذ: تعتمد هذه التقنية على وجودِ غرفٍ كبيرةٍ مُجهزةٍ بمعداتٍ حديثة؛ حيث يدخل الحليب السائل ضمن قنواتٍ إلى هذه الغرف، ويرش على شكلِ رذاذٍ قويٍ في أعلى الغرفة، وفي هذا الوقت تبثّ تياراتٌ قوية من الهواء الساخن، فتلتطم قطرات الحليب بالهواء الساخن، فتجف فوراً، وتتساقط على أوعية خاصة موجودة في الأسفل حتى تتراكم فيها، ومن ثم تنقل عبر ممراتٍ ناقلةٍ إلى أجهزةِ التعقيم، ثم تُعبأ في أوعية معدنية أو أكياس خاصة. من الجدير ذكره أنّ هناك بعض أصناف الحليب تضاف لها عناصر غذائية كبعض الفيتامينات، والأملاح المعدنية وخصوصاً الكالسيوم.
  • التجفيف بواسطة الأسطوانة: هذه الطريقة تعتمد على وجود أسطواناتٍ ضخمةٍ تشبه الطبول؛ حيث تُسخن هذه الأسطوانات بفعلِ تياراتٍ كهربائيةٍ على درجةِ حرارةٍ عالية، ثمَّ يُرش الحليب السائل فوقها، فتتبخر الرّطوبة من قطرات الحليب، ويسقط المسحوق على أوعية مثبتة في الأسفل، يبقى الحليب في هذه الطريقة لَزجاً قليلاً وهذا ما يميزه عن الحليب المصنوع بالطريقة الأولى.

تنويه: لإعداد كيلوغرام واحد من الحليب المُجفف علينا أن نُخضع حوالي سبعة لترات من الحليب الطازج لعمليةِ التجفيف.