حديث عن فضل سورة المسد

حديث في فضل سورة المسد

نزلت سورة المسد في مكة وذلك ما أجمع عليه العلماء، وعدد آياتها خمس، وتُسمّى أيضاً سورة أبي لهب، وسورة تبّت ويعود ذلك لذكر هذه الألفاظ فيها، ومن المعلوم أن القرآن الكريم له فضائل كثيرة وعظيمة وقد روي العديد من الأحاديث النبوية الشريفة في ذلك، بيد أنّه لم يرد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم أحاديث في فضل سورة المسد إلّا حديثين صنفهما العلماء بالضعيف،[١]وقد تكلّمت السورة عن المصير الذي سيلاقيه أبي لهب، الذي كان شديد العداوة والأذية للرسول، فتوعده الله عز وجل بنار ذات لهب يُشوى بها، وقُرنت معه زوجته في ذلك، حيث اختصها الله بعذابٍ وهو وضع حبل حول عنقها تُسحب به إلى النار.[٢]

سبب نزول سورة المسد

روي في سبب نزول سورة المسد ما ورد عند البخاري ومسلم وغيرهما، أنّه لمّا أنزل الله تعالى على الرسول آية (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ).[٣]خرج رسول الله وصعد جبل الصفا فهتف ونادى بطون قريش، فاجتمع من جميع القبائل عدد كثير، حتى من لم يحضر بعث من يتقصّى الخبر، وكان من الحاضرين عم الرسول أبا لهب عدو الله ونبيه، فلمّا اجتمع الناس قال الرسول: (أرأَيْتُمْ إنْ أخْبَرْتُكمْ أنَّ خيْلًا تخرجُ من سفْحِ هذا الجَبَلِ ، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ). قالوا: ما جَرَّبْنَا عليكَ كذِبًا، قالَ: ( فإنِّي نذِيٌر لكُمْ بينَ يدَيْ عذابٍ شديدٍ).[٤]فما كان من أبي لهب إلّا أن قال تبّاً لك سائر الأيام، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى سورة المسد، ليكون مثالاً وعبرة لمن يُعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أُنزل عليه، ولمن يرفض الحق ويسير خلف هواه وخلف ما ورثه من عقيدة زائغة وباطلة، وغروراً بما لديه من مكاسب الدنيا وأموالها، وأنساب الحياة ومنازلها، فالمنزلة العالية والرفعة هما بدين الله الحق.[٥]

دروس مهمة في سورة المسد

تُعتبر سورة المسد من الدلالات الواضحة على إعجاز القرآن الكريم، وصدق نبوّة رسول الله الكريم، حيث توعد الله بها أبا لهب وزوجته بالنار والعذاب، فعلما ما لهما من الشقاء وعدم الإيمان، فلم يؤمنا، لا سراً ولا علناً، فقد صدر حكم الله وقدره في كفرهما فلم يستطيعا تغييره حتى زيفاً ونفاقاً، فسورة المسد بها من الدروس المهمة ما يجب أن يُعلم ويُستفاد منه مثل:[٦]

  • بيان الله عز وجل بهلاك أبي لهب وإبطال كيده للرسول.
  • المال والولد لا يغنيان العبد من عذاب الله تعالى.
  • الحرمة في إيذاء المؤمنين على الإطلاق.
  • صلة القرابة لا تغني عن العذاب في النار لمن أشرك أو كفر، ومثال على ذلك عم النبي صلى الله عليه وسلم أبو لهب.

المراجع

  1. الفيروز آبادي (1996)، بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، القاهرة: المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، صفحة 552، جزء 1. بتصرّف.
  2. منيرة محمد ناصر الدوسري (1426 هـ )، أسماء سور القرآن وفضائلها (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن الجوزي، صفحة 623. بتصرّف.
  3. سورة الشعراء، آية: 214.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 4971، صحيح.
  5. محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت: دار طوق النجاة، صفحة 417، جزء 32. بتصرّف.
  6. “الدروس المستفادة من سورة المسد”، fatwa.islamweb.net، 2008-8-6، اطّلع عليه بتاريخ 23-9-2018. بتصرّف.